الوطن

الجزائريون يفقدون الثقة في مصالح بوضياف

التلقيحات ترعب الأولياء وتكرار الفضائح خطر على الصحة العمومية

 

 
عاد الجدل مؤخرا ليُثار حول وزارة الصحة واللقاحات التي تعتمدها فبعد سلسلة من الفضائح شهدناها العام الماضي بسبب لقاحات الرضع عادت الشكوك الأيام الأخيرة حول اللقاحات التي ستعتمدها الوزارة ضمن حملة وطنية تمس المدراس الابتدائية والمتوسطة بداية من الغد ويتعلق الامر بتلقيح جديد مركب غير معرف المكونات ضد الحصبة والحصبة الألمانية حيث اثار هذا التلقيح تخوف الاولياء خاصة بعدما حذرت منه بعض الجمعيات التي رأت في طلب الوصاية من الأولياء الموافقة على تلقيح أبنائهم امر مريب غير أن أطباء اكدوا أمس أن اللقاح غير خطير معتبرين أن ما يثار من جدل حاليا راجع لفقدان الثقة في وزارة الصحة.
تجدد مؤخرا تخوف الأولياء من اللقاحات التي تنوي وزارة الصحة استعمالها ضمن حملة وطنية تمس المدارس الابتدائية والمتوسطة تبدا غدا حيث أثيرت الشكوك حول هذه التلقيحات بعدما اعتمدت الوزارة لأول مرة طلب موافقة ارسل للأولياء من أجل إعطاء الضوء الأخضر لتلقيح أبنائهم وهو ما اثار انتباه جمعيات رأت في الامر مريب خاصة وان الاستمارة التي أرسلت للأولياء لا تحتوي على تفاصيل التلقيح او مركباته باعتباره تلقيح جديد يستعمل لأول مرة، وقد زادت الشكوك اكثر عندما أصدرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك بيانا تطالب فيه الوزارة بوضع نموذج موحد لاستمارة طلب موافقة الاولياء يكون مرفوق بمعطيات دقيقة حول اللقاح فيما يخص فوائد ومخاطره الجانبية وهو ما لم تستجب له الوزارة حيث فضلت الأخيرة التزام الصمت ولم تبدي أي تجاوب مع هذه المطالب كما لم تقدم أي توضيحات حول هذا اللقاح كما اشارت المنظمة انه وانطلاقا من بحت استقصائي أجرته المنظمة تبين أن اللقاح الذي سيعتمد والمسمي "ROR" هو لقاح يسبب امراض مستعصية على المدى البعيد معتبرة ان الحصبة والحصبة الألمانية أهون من الامراض المستعصية الذي قد يسببها هذا اللقاح  وهي التصريحات التي قد تجعل الاولياء يقاطعون هذا التلقيح خاصة في ظل فقدان الثقة الذي يعشها الجزائريون تجاه وزارة الصحة  عقب فضائح لقاحات الرضع الصيف الماضي، والتي بقيت علامة استفهام لغاية الان حيث لم تفرج وزارة الصحة عن نتائج التحقيقيات ما جعل التلقيحات ترعب الأولياء، وهو ما أكده أمس عدد من الأطباء الذين أشاروا أن اللقاح من الناحية الطبية غير خطير ويدخل ضمن الوقاية معتبرين أن الهالة التي اثرت حول هذه اللقاحات سببها شكوك وغياب ثقة جاءت نتيجة لتغييب وزارة الصحة أهمية التحسيس والتواصل مع الجزائريين واعطائهم تفاصيل هكذا عمليات تهم الصحة العمومية وصحة أبنائهم. يذكر أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أكدت في بيان لها أنه سيتم إطلاق حملة وطنية لللقاح ضد الحصبة والحصبة الألمانية في الوسط المدرسي من 6 إلى 15 مارس 2017. وأوضح ذات المصدر أن هذه الحملة تصادف نهاية امتحانات الثلاثي الثاني وتسبق عطلة الربيع، بشكل "يسمح السير الحسن وعدم التشويش على التلاميذ". وتخص الحملة أطفال الطورين الابتدائي والمتوسط الذين يزاولون دراساتهم في المؤسسات العمومية والخاصة، أي ما يقارب 7 ملايين تلميذ "أيا كانت وضعيتهم السابقة بخصوص التلقيح". 
وأفاد بيان الوزارة أن العملية ستجرى "بشكل تفضيلي" في المؤسسات الدراسية والمحلات المخصصة التي تستفي جميع شروط أمن عملية التلقيح، وفقا للقواعد المنصوص عليها في التعليمة الوزارية". وأعلمت وزارة الصحة أنها أخذت بالتشاور مع أقسام التربية الوطنية وكذا الداخلية والجماعات المحلية، "جميع التدابير الضرورية التي تهدف إلى إنجاح هذه العملية". 
ويتعلق الأمر حسب المصدر، في حشد الأطراف الفاعلة على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي وتوزيع تلقيح R-R المصنف أوليا من قبل منظمة الصحة العالمية و "كميات كافية" من اللوازم الضرورية وفي الأخير، تنظيم أعمال "جوارية لإعلام وتحسيس أولياء التلاميذ حول منفعة هذه الحملة. 
ولغرض المساهمة في إنجاح هذه الحملة، دعت وزارة الصحة مهنيو القطاع وأولياء التلاميذ والمجتمع المدني ووسائل الإعلام "بمد يد المساعدة دون أي تحفظ لحشد السكان" مشيرة أن الهدف من الحملة هو ضمان "حماية أفضل" للأطفال والأمهات من الحصبة والحصبة الألمانية والسماح للجزائر بأن تكون من بين البلدان الأولى في المنطقة للقضاء على هذين المرضين". وأوضحت الوزارة أيضا أن هذه الحملة ستتم وفقا "لتوصيات منظمة الصحة العالمية ورأي اللجنة التقنية لخبراء التلقيح".
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن