الوطن

قوائم الأحزاب "محل مزايدات" في الساعات الأخيرة قبل إيداعها

شهر كامل من الغموض داخل المؤسسات الحزبية في وضع القوائم وترتيبها وتصدرها

 

غدا الأحد آخر آجل لإيداع القوائم والأرندي الحزب الوحيد من أنهى العملية

 

تنتهي غدا الأحد على الساعة منتصف الليل الآجال القانونية لإيداع قوائم المترشحين لتشريعيات 04 ماي 2017، وإلى حد كتابة هذه الأسطر "الأرندي هو الحزب الوحيد من أنهى عملية الإيداع نهائيا وفق بيان أصدره أمس الجمعة مساء". ومن جهتها، لا تزال معظم الأحزاب المشاركة "غارقة في جمع التوقيعات وترتيب القوائم"، حسب تصريحات قياداتها، فيما تعرف بعض الأحزاب صراعات حادة لتصدر القوائم على غرار حمس والعمال والإصلاح وغيرها، فهل أجل 30 يوما "غير كاف لإتمام العملية" أم أن "الأحزاب تمارس تكتيكا سياسيا لترتيب القوائم وفق سوق المزايدات".

وسألت "الرائد" أحزابا ليست معنية بجمع التوقيعات "المرهقة" وفق المادة 94 من قانون الانتخابات على غرار "الأرندي"، إلا أنها لم تنه العملية سوى يومين فقط قبل انتهاء الآجال، وكذا أحزاب جمعت توقيعات الناخبين منذ أول يوم لاستدعاء الهيئة الناخبة على غرار "حزب التجديد الوطني"، وأحزاب أخرى تحالفت وفق فتوى وزارة الداخلية المتعلقة بجمع النسب المتحصل عليها في تشريعيات 2012 وهي "تحالف الفتح"، والتي لم تنته إلى حد الآن سوى في عدد قليل من الولايات بنسب لا تتجاوز 20 في المائة من تحضيراتها. 

 

الأرندي: 90 في المائة من المترشحين نواب حاليون وسابقون

كشف المكلف بالإعلام في التجمع الوطني الديمقراطي، شهاب صديق، أن الحزب "أنهى تزكية كل القوائم من الأمين العام وتم إيداعها يوم الخميس، وغدا السبت بالنسبة لقائمة العاصمة". وذكر المتحدث أن "القوائم لم تعرف أي أخذ أو رد بين المنضالين والترتيب النهائي للقوائم"، مضيفا: "كل ولاية أكملت تزكية قائمتها من قبل الأمين العام كانت قد أنهت كل الترتيبات وفق لائحة المجلس الوطني". واعتبر شهاب صديق أنه "منذ ثلاث عهدات لدينا هيئات ولائية هي من تقوم بوضع القوائم وترتيبها، والأمين العام يقوم بتزكيتها، والأمين العام لا يتدخل في فرض أسماء في صدارة القوائم"، في إشارة إلى الأخبار التي راجت حول وضع أويحيى لمقربيه منه على رأس قوائم الأرندي في عدة ولايات بينهم رجال المال.

على صعيد آخر، قال شهاب صديق أن "90 في المائة من مترشحي الأرندي لتشريعيات 2017 هم من النواب الحاليين والنواب السابقين و10 في المائة فقط ممن يخوضون التجربة لأول مرة"، وأضاف: "لائحة المجلس الوطني وقرارات المجالس الولائية هن من قررت إعادة تجديد العهدات للنواب السابقين وهو ما حدث"، مضيفا: "هدفنا هو الحفاظ على الاستقرار والتجربة التي اكتسبها هؤلاء في العمل البرلماني".

 

التجديد الوطني وتحالف الفتح لا يزالان في بداية العملية

 

من جانبه، قال رئيس حزب التجديد الوطني، كمال بن سالم، أن "التأخر في إنهاء القوائم وإيداعها لدى مصالح وزارة الداخلية كان بسبب تأخر وزارة الداخلية في منحنا الموافقة لعقد المؤتمر". وأضاف: "تأخرنا عن باقي الأحزاب بنحو 12 يوما، لذلك حتى الآن لدينا فقط 12 ولاية أنهت قوائمها والباقي في حدود 80 في المائة من الترتيبات". واعتبر بن سالم أن "الحزب لا يواجه أي مشاكل في ضبط القوائم، خصوصا أن المعايير واضحة وكل ولاية لها متصدر القائمة واضح ومعروف منذ أشهر". وأضاف: "تمويل الحملة الانتخابية صحيح ضمن معايير الترشيح لكن عامل الشعبية هو الأساس".

أما "تحالف الفتح" المتشكل مؤخرا، فقد ذكر رئيس الحزب الوطني الجزائري، يوسف حميدي، أن "عدد القوائم التي يقترب التحالف من حسمها هي 30 ولاية مع 5 قوائم أخرى في ولايات أخرى". وأضاف: "من جانب حزبي، فقد أكملنا ولايات ورڤلة والشلف وخنشلة، والسبت والأحد وهران وتيسمسيلت وتيارت وسيدي بلعباس"، مضيفا: "لا توجد لدينا إشكالية رغم أن التحالف تم تشكيله الأسبوع الفارط فقط". واعترف حميدي بأن "التحالف لم يضم منشقين عن أحزاب أخرى على غرار ما تم تداوله الأسبوع الفارط"، مضيفا: "وضعنا في القوائم فقط مناضلي الحزب ولم نستقبل أي منشق". 

 

 

محلل سياسي: الأحزاب تحاول تفادي الانفجار الداخلي عند إعلان القوائم 

 

من جهته، قال المحلل السياسي، سالمي العيفة، أن "أسباب تأخر الأحزاب في إعلان قوائمها إلى آخر دقائق انتهاء الآجال القانونية لا تعود أساسا إلى عدم شفافية الأحزاب، بل من أجل خلق سوسبانس داخلي وتفادي الصراعات". وأضاف: "من أجل الابتعاد عن الصراعات الداخلية وخشية انفجار الأوضاع داخليا قبل اعتماد القوائم، لجأت الأحزاب إلى هذا الشكل من التكتيك السياسي"، مضيفا: "أعتقد أنه مناورة أكثر منه عدم شفافية وعدم مصداقية في التعامل مع القوائم والترشيحات".

وعن لجوء قيادات الأحزاب إلى نافذين وأصحاب المال على حساب المناضلين لتصدر القائمة وترك الأمور غامضة، قال العيفة: "أكيد أن الأحزاب عندما ترشح متصدرا للقائمة فإنها تبحث عمن يقود القائمة وهو أمر ليس سلبيا"، مضيفا: "أما إذا ارتبط تصدر القائمة بالتمويل فقط على حساب الكفاءة والنزاهة، فهذه إشكالية وخلل، وهو دليل فساد في التصور لدى الأحزاب"، مضيفا: "لذلك أعتقد أن تأخر الإعلان عن القوائم إلى آخر اللحظات مرتبط بتكتيك وليس عدم شفافية".

وعن كيفية تفادي هذا التأخر من أجل خلق جو ديمقراطي داخلي في الأحزاب وتفادي ترشيح أصحاب النفوذ، قال العيفة: "من المفروض أن الأحزاب تنظم انتخابات داخلية في جو ديمقراطي لترتيب القوائم وتفادي الغموض، ويكون التنافس على رؤوس القوائم شفافا"، مضيفا: "دون مزايدات، فإن الأحزاب تجعل من نفسها بهذه الممارسات محل تشكيك وفساد سياسي"، مختتما: "إذا نتج عن الأحزاب مثل هذه الممارسات فكيف يكون مصير المؤسسات المنتخبة".

  

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن