دولي

تقرير "مراقب الدولة".. عجز الوصول للهدف

"جيش متفاجئ من الأنفاق وعمل دون خطة حرب وبعفوية"

 

"جيش متفاجئ من الأنفاق وعمل دون خطة حرب وبعفوية"، هذا باختصار مضمون تقرير "مراقب الدولة" حول الحرب الأخيرة على غزة صيف2014؛ التقرير الذي جاء بأكثر من 40 صفحة، أسقط ورقة التوت عن القيادة السياسية والأمنية، وأظهر الضعف والتهور الذي ساد وقت الحرب، وقسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" تابع أبرز ردود الأفعال السياسية والإعلامية داخل الكيان الصهيوني، من خلال قراءة لأبرز ما أوردته الصحف العبرية.

 

خيبة أمل وإحباط

 

الصحفي تسفيكا فوغل كتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، تحت عنوان "لسنا في حاجة إلى تقرير لنعرف أننا لم ننتصر" مقالا قال فيه: "منذ حرب الأيام الستة لم نتذوق الطعم الحلو والحقيقي للانتصار، لم نشاهد عدوا يخضع نظرا لأن هذا المنتوج الذي هو الانتصار غير موجود".

 

 

وتابع بالقول "إننا نبذل الجهد والطاقة الكبيرين لإقامة لجان تحقيق والمبالغة بدور مراقب الدولة، كي يشكل هذا قبضة لضرب الذات وقطع الرؤوس حتى نتغلب على خيبة الأمل والإحباط".

وأضاف الصحفي فوغل "لم تبق رؤوس تتحمل المسؤولية وتحقق لنا فانتازيا الانتصار، وبعد لحظة لن نجد رؤوسًا جديدة ناجحة على استعداد للانقضاض من أجلنا، صرخات الحرب التي تُسمع في المدن وتطل من شاشات التلفاز، والشماتة التي تأتي قبل نشر استنتاجات المحققين والباحثين، كل ذلك يقض مضجعنا".

بدورها، وصفت الكاتبة "سيما كيدمون" في صحيفة يديعوت ما جاء في التقرير بأن "الجبل ولد جبلاً؛ وبجملة واحدة يمكن أن نصف ما جاء في التقرير بأنه لم يعرف، لم يستعد، لم يحذر، لم يطلع على آخر المستجدات، لم يحذروا، لم ينقلوا تقارير، لم يؤكدوا،  لم يسألوا، لم ينتقدوا، لم يدرسوا، هكذا وصف المراقب تصرف المستويات العسكرية والسياسية وقت الحرب، و لم يسأل السؤال على ماذا ولماذا وماذا أنجزنا من هذه الحرب".

 

غيمة تهديد

 

أما الكاتب "ناحوم برنباع" فعقب في ذات الصحيفة قائلاً: "لا يوجد زعيم في نهاية النفق، والخلاصة الصعبة جداً من التقرير حول حرب 2014 قائمة في التقرير فقط بين السطور، لو أننا غداً دخلنا في مواجهة عسكرية جديدة مع غزة فإن هذه المواجهة ستدار كما الحرب السابقة".

فيما ركز الكاتب  تساحي دبوش في صحيفة يديعوت على أهم 10 نقاط في التقرير حيث عنوانها "عشر لكمات"، وقال: "المعلومات الاستخباراتية بطيئة وضعيفة وتكاد تكون معدومة، والجيش بلا خطة،  المستوى السياسي فاشل، كبينت مغيب ولا يعلم شيئا، مجلس الأمن القومي معطل ولم يقم بدوره،  ثغرات بين التوجهات والأهداف، الضربات الجوية كانت ضارة والأنفاق لم تدمر، وسكان غلاف غزة تركوا لمصيرهم، مشكلة الأنفاق والصواريخ والهاون لم تحل، وتعطل مطار بن غريون، وإطلاق صواريخ في العمق كلها لم تحل، وحماس ما تزال تحلق كغيمة تهددنا فوق رؤوسنا".على موقعه معلقا: "مستخلصات تقرير المراقب لن تغير الحقيقة؛ لا يوجد حل سحري للأنفاق، تهديد الأنفاق لم يكن مفاجئا للجيش استخباراتياً، ومع ذلك لم يكن الجيش مستعدا، مسؤول عسكري قال رغم تقدمنا في هذا المجال إلا أن المشكلة لم تحل".

 

عجز نتنياهو

 

أسرة التحرير في صحيفة "هآرتس" قالت: إن التقرير لا يوجد فيه توصيات شخصية؛ لم يلقِ المسؤولية الجنائية على أحد،  التقرير لم يقل إن آلاف الفلسطينيين قتلوا في الحرب منهم 369 طفلا، وأن عشرات الآلاف بقوا دون سقف يؤويهم، مدارس مساجد  مستشفيات دمرت، وغزة ما تزال مستمرة في بقائها تحت حصار قاسٍ وحرب قادمة، تهديد لايزال حاضرا، و نتائج العدوان على غزة لم تظهر في التقرير.

وأضافت الصحيفة "أبطال التقرير مشغولون بمسألة الثمن السياسي الذي سيدفعونه، التقرير لم يأت على كيفية إصلاح الخلل السياسي الاستراتيجي، ووضع خطة استراتيجية كي لا يكون قطاع غزة حقلا لحرب قادمة".

أما يئير لبيد، من حزب "هناك مستقبل" المعارض، فقال "ما ورد في التقرير يؤكد أن نتنياهو لم يكن يوما مستعدا لتحقيق الاستقرار"،  والنائب عمير بيرتس من المعسكر الصهيوني قال: "إن مداولات الكبينت بشأن الأنفاق دليل على عجز نتنياهو وعدم كفاءته".كما اتهمت عائلة الجندي أورون شاؤول المحتجز لدى حماس، نتنياهو ويعلون بالتخلي عن الجنود خلال الحرب، وإبقائهم في قبضة حركة حماس.

 

عجز للوصول للهدف

 

 

"أمنون ابراموبيتش" المحلل في القناة الثانية العبرية علق بالقول: منذ اليوم الأول لم يجر نقاش واحد على احتمال انفجار غزة، لم يفهموا أن الضغط على حماس سيولد حربا، لو كان نتنياهو وقت حرب الغفران لكان عليه هو ومن معه أن ينهوا حياتهم السياسية".

 

مراقب الدولة شابيرا

 

"براك ربيد" المحلل السياسي في صحيفة هآرتس، أوضح أن يعلون كان يعلم قبل الحرب بأيام أن غزة مقبلة على انفجار بسبب الحصار، ولكنه لم يتدارك الأمر ولم يطلب مناقشة الوضع مع الحكومة.

من جهتها، علقت القناة الثانية الإسرائيلية على تقرير مراقب دولة الاحتلال بالإشارة إلى أن التقرير لم يتناول عدة أمور أهمها: كيف تم إغلاق مطار بن غوريون؟ وكيف امتدت الحرب حتى ٥١ يوما؟، وكيف لم تمس قوة حماس العسكرية؟، وكيف لم نمنع حماس من بناء قوتها مرة أخرى؟ وركز التقرير على المهمة الرئيسية التي كان من المفترض أن الحرب انطلقت على غزة لتحقيقها، غير أن الوقائع أثبتت بأن جيش الاحتلال لم يحقق حتى نصف المطلوب منه في المهمة التي أوكلت إليه  بحسب التقرير.وقال "مراقب الدولة" يوسف شابيرا في التقرير، الذي نشرت صحف إسرائيلية مقاطع منه "هناك فروقات كبيرة في معلومات الشاباك (المخابرات الداخلية) وشعبة الاستخبارات (أمان) حول حماس بغزة، أدت لنتائج الحرب الأخيرة، وأدت لفشل ذريع".

 

القرار بيد المقاومة

 

محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام" عقب على ما نشره الإعلام العبري بالقول، إن نتائج التقرير لم تحمل المفاجأة وهذا ما اعترف به قادة الكيان بناء على نتائج الحرب؛ لكنها أظهرت عجزا استخباراتيا واستهانة بقدرة المقاومة، وهو ما انعكس على أداء الجيش بأرض المعركة، وبناء عليه كانت المقاومة في غزة هي من استلم زمام إدارة الحرب، وأظهرت تميزا وتنوعا في أساليب المقاومة، وامتلكت القدرة على المباغتة والهجوم مما أربك جيش الكيان.

وأضاف المحلل؛ أظهرت المقاومة القدرة على العمل تحت قيادة واحدة بالرغم من تعدد الفصائل الفلسطينية المنضوية تحتها، وانعكس ذلك على الأداء المتميز في الحرب، وفي نفس الوقت انقسم قادة الكيان منذ الأيام الأولى للحرب وحتى هذه اللحظة، وأصبح اللوم والتهرب من تحمل مسؤولية الفشل هو سيد الموقف، هذا على المستوى السياسي والأمني، وبالانتقال للمستوى الشعبي فقد لاقت المقاومة احتضانا شعبيا في الوقت الذي كان التضجر وعدم الثقة بالقيادة هو موقف المجتمع الإسرائيلي.

وختم المحلل؛ يجب على الاحتلال أن يعيد حساباته جيدا قبل التفكير باتخاذ قرار بحرب جديدة على قطاع غزة، كما يجب عليه أن يعلم جيدا أن المقاومة ليست كما كانت عليه عام 2014، وبدلا من التفكير بالتخطيط لحرب قادمة عليه أن يستعيد جنوده المخطوفين بغزة كي يغطي على نتائج هذا التقرير.

 

 

أمال. ص/ والوكالات

 

من نفس القسم دولي