الوطن

قائمة "العاصمة" تهدد التحالفات الانتخابية بين الأحزاب

مقري يقود حملة ضد قرار ڤانة والاتحاد يستعجل إنهاء ملفات الترشح

سعيدي: نزوات قيادة حمس لن تطغى على قرار مجلس شورى العاصمة

الدان: غدا الخميس أقصى أجل لإيداع قوائم الاتحاد بما في ذلك العاصمة

 

 

في سباق مع الزمن لتدارك الآجال القانونية لإيداع ملفات المترشحين التي تفصلنا على انتهائها 4 أيام فقط، تعيش التحالفات الانتخابية بين الأحزاب "على صفيح ساخن" في ظل خلافات غير منتهية حول ترتيب قائمة العاصمة وتصدرها. ومن بين التحالفات التي تشهد "صراعات عميقة" قد تعصف بوجودها، حسب مراقبين، هناك تحالف حركة حمس والتغيير وكذا تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء. وكشفت مصادر حزبية لـ"الرائد" أن "مقري يحاول فرض مناصرة على رأس قائمة العاصمة سواء بتوافق أم بقرار مركزي"، فيما "ما زالت حركة النهضة تناقش داخليا ما وصلت إليه الهيئة المديرة من ترتيب في العاصمة"، وهي آخر ولاية تم تداولها بين قادة الاتحاد.

ففي حركة مجتمع السلم التي تقود تحالفها مع التغيير، وحسب مصادر حزبية حضرت اجتماع رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، رفقة رئيس جهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، أول أمس، بقيادات الحركة في العاصمة (المكتب الولائي)، كشفت مصادر ليومية "الرائد" أن "مقري حاول بقرارات شفوية إرغام المكتب الولائي على نزع متصدر القائمة المزكى، ياسر ڤانة، وتعويضه بمناصرة". وأضافت: "حتى مناصرة قبل بالاقتراح مع شرط التوافق حوله لترؤس القائمة". ومن جهة ثانية، أكدت المصادر أن "المكتب الولائي خاطب مقري بأن تزكية القائمة كانت وفق لائحة مجلس الشورى الوطني شهر نوفمبر الفارط، وإذا أراد مقري تغيير القائمة عليه بإرسال قرار مكتوب لدراسته مع توضيح الأسباب".

وعلى صعيد تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والتنمية، الذي يضم الأحزاب الثلاثة، قالت مصادر حزبية أن "قيادات التحالف فصلوا نهائيا في ترتيب قائمة العاصمة وفق ترتيب مدروس"، وأضافت: "أنه رغم التحفظات والحملات الإعلامية التي واكبت اختيار قائمة العاصمة، إلا أن المواصفات والإجراءات المتخذة من طرف قيادة الاتحاد تجاوزت العقبات الكبرى".

وتداول المراقبون نقاشات داخلية بين قيادات حركة النهضة حول المردود النهائي في قوائم الاتحاد، ما جعل البعض يستنتج وجود خلافات داخلية وتباين في وجهات النظر، وهو ما ظهر جليا على صفحات البعض في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

الدان: غدا الخميس أقصى أجل لإيداع قوائم الاتحاد

فند القيادي في حركة البناء الوطني، أحمد الدان، الأخبار المتداولة حول وجود صراعات كبيرة بين أحزاب حركة النهضة وحركة البناء وجبهة العدالة والتنمية لحسم "قائمة العاصمة". وقال الدان: "هذه مجرد دعايات غير صحيحة، والعاصمة لها خصوصية معينة، لذلك أخذت وقتا أطول في وضع القائمة"، مضيفا: "رأينا أننا نحتاج إلى توسيع المشورة واختيار هادئ، وتم ذلك وفق قواعد عامة ومدروسة". واعتبر الدان أن "الاتحاد هو مشروع وطني أكبر من الانتخابات ومنطلقاته مبنية على التوافق، لذلك تمت مراعاة التوازن والتوافق في وضع القوائم". وفي السياق، قال الدان أن "الخلاف الانتخابي وتعدد الرؤى موجود لدى كل الأحزاب وهو أمر طبيعي، لكن أسس اختيار قائمة العاصمة تم وضعها على أساس الكفاءة والبعد الشعبي"، في إشارة إلى ترشيح حسن عريبي متصدرا للقائمة والمعروف بقربه من دوائر في السلطة وكذا "نجاح" عهدته التشريعية السابقة وفق ما يتداوله متابعون للشأن السياسي.

على صعيد آخر، ذكر الدان أن "أحزاب الاتحاد الثلاثة أنهت اجتماعاتها في كل الولايات وحسمت قوائمها، وحاليا تقوم بترتيب الملفات وتزكيتها وإيداعها". وأضاف: "ابتداء من اليوم (يقصد أمس الثلاثاء) انطلقنا في إيداع القوائم في كل الولايات والجالية في الخارج، ومن المحتمل الانتهاء من الإيداع في كل الدوائر الانتخابية المشاركة باسم الاتحاد يوم الخميس (أي غدا) على أقصى تقدير". واعتبر المتحدث أن "أحزاب الاتحاد عملت طوال فترة التحالف الاندماجي على مبدأ التنازل، وحركة البناء هي أكثر الأحزاب الثلاثة تنازلا من جانب قيادييها وبالتزام وتعهد ممضى قانونيا". وخلص الدان إلى أن "الانتخابات التشريعية في حالة نزاهتها سيكون الاتحاد في المرتبة الثالثة بناء على القوائم التي وضعها وشعبية مرشحيهم وكفاءتهم".

 

خبابة: لن أقول شيئا عن الاتحاد وقائمة العاصمة 

ومن جهته، رفض قيادي حركة النهضة (أحد أقطاب الاتحاد)، يوسف خبابة، الخوض في الأخبار التي تتحدث عن فصل التحالف في قائمة العاصمة رغم الخلافات الكبيرة حول الترتيب". وقال خبابة، في اتصال مع يومية "الرائد"، أمس، "أعذرني لا أريد الخوض في أي مسألة متعلقة بالاتحاد، ولا حتى القوائم، وأي شأن يخص ذلك"، مضيفا: "الاتحاد ماض في عمله ولا توجد خلافات، ولا أرغب في الخوض في أي شأن يخص آليات عمل الاتحاد".

ويجدر التذكير أن النائب الحالي يوسف خبابة كان أبرز المنافسين على تصدر قائمة العاصمة ضمن قائمة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، إلا أن الاجتماعات الماراطونية بين قيادات الأحزاب الثلاثة خلصت، أول أمس، إلى وضع قائمة نهائية يتصدرها حسن عريبي (جبهة العدالة) للقائمة. 

 

سعيدي: الاعتبارات الشخصية لا وزن لها لإقصاء مرشح العاصمة لحمس 

وفي تحالف حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير، لا تزال الأمور لم تحسم بعد حول قائمة الجزائر العاصمة، وانفجرت خلافات عميقة بين رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، والقيادات الولائية بما فيها المكتب الولائي ومجلس الشورى الولائي. وفي الشأن، قال رئيس مجلس الشورى الوطني السابق، عبد الرحمان سعيدي، أن "ولاية العاصمة كباقي الولايات تخضع للإجراءات واللوائح التي قررها مجلس الشورى الوطني في اجتماع دورة 5 نوفمبر الفارط"، وأضاف: "مجلس الشورى الولائي للعاصمة قام بالمصادقة على قائمة معينة بمترشح معين يتصدرها وفق لائحة مجلس الشورى الوطني وضمن قوانين الحزب، ولا يمكن لأي جهة أن تقرر عكس قرار أعلى هيئة قيادية في الحركة بعد المؤتمر"، مضيفا: "الأخذ والرد الموجود بين رئيس الحركة ومجلس الشورى الولائي هو تحت طائلة القانون ولغة المؤسسات وإذا وجدت خروقات أو طعون فاللجنة الوطنية هي من تنظر في الأمر".

ومن جهة ثانية، قال سعيدي: "القرارات الفردية والاعتبارات الشخصية لا محل لها في مؤسسات الحركة، والحركة لا تخضع للنزوات"، في إشارة إلى الصراع بين مقري وياسر ڤانة متصدر قائمة العاصمة بمصادقة مجلس الشورى الولائي. وعن سبب الخلاف قصد ترشيح رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة على رأس قائمة العاصمة، قال سعيدي: "بين رئيس حمس ورئيس التغيير احترام ولا يمكن أن يفرض أحدهما على الآخر قرارات، هذا أولا، وثانيا مناصرة ليس مقترحا ولم يبد رغبته في الترشح، وثالثا، جبهة التغيير لم تطلب تصدر قائمة العاصمة". وأضاف: "قيادات جبهة التغيير طالبوا بمراتب النجاح في القوائم وتم احترام رغبتهم في كل الولايات".

وعن الخلافات داخل التحالف الجديد وأسبابه من جانب التوقيت الذي جاء فيه وآليات عمله، قال سعيدي: "صحيح أن التحالف جاء متأخرا جدا لأن حمس حسمت غالبية القوائم في شهر ديسمبر الفارط وتم اعتمادها وأنهت الولايات عملها، وجاء التحالف ليعيدها إلى نقطة البداية"، وكذلك "في مشروع الوحدة اصطدمنا بقرار ثابت لمجلس الشورى الوطني بعقد تحالفات ولائية وليس مركزية، وبالتالي عند عقد التحالف مركزيا وجدنا صعوبة كبيرة في التدارك". وعن آليات العمل، قال سعيدي: "هي غير كافية وغير قادرة على استيعاب الخلافات بين القيادات"، مضيفا: "ما يحدث في العاصمة وبعض الولايات يؤكد حقيقة أن آليات العمل لم تحقق التوافق ووجدنا صعوبة في الاختيار والترتيب وغيرها".

يونس بن شلابي 

 

من نفس القسم الوطن