الوطن

قيادات الأحزاب تتمسك بـ"الدقائق الأخيرة" لإيداع القوائم

لتجنب أي اعتراض من المناضلين واختيار نافذين في صدارتها

 



  • رؤساء الأحزاب يفرضون "دكتاتورية" القرار الحاسم في نهاية الآجال القانونية



في المادتين 94 و95 من القانون العضوي للانتخابات يشترط جمع التوقيعات وإيداع القوائم بترتيب نهائي في ظرف شهر واحد من استدعاء الهيئة الناخبة، وحسب شروط المادتين، فإن تاريخ 5 مارس (متبقي 5 أيام فقط) في منتصف الليل تنتهي الآجال القانونية للعملية، لكن واقعيا لا يوجد أي حزب أودع القوائم بشكلها النهائي، هذا الوضع جعل مناضلي الأحزاب المترشحين "في حيرة" من أمرهم بخصوص ترتيب القوائم واحتمال رفض التوقيعات من الإدارة. فهل صار التضييق في الآجال القانونية من جانب الأحزاب والإدارة يدفع ثمنه "المناضلون" ورضاهم "على مضض" بقرارات القيادات بحجة انتهت الآجال وحسم الأمر.
انتهجت بعض الأحزاب أو غالبها مع مناضليها "شكلا جديدا" في التعامل مع القوائم وترتيبها وحسم متصدرها، فعلى غرار الآجال القانونية المحددة بنص المادة 95 لإيداع قوائم المترشحين، استغلت قيادات الأحزاب الوضع لصالحها عبر تكليف المناضلين بكل عمليات جمع التوقيعات وإيداع ملفات المترشحين ووضع القوائم، ومنح رقابهم لقيادات الأحزاب لتزكية متصدر القائمة وترتيبها قبيل ساعات فقط على إيداعها لدى الإدارة مع انتهاء الآجال.
هذا الوضع موجود إلى حد الساعة في كل الأحزاب ولم تعلن موعدا محددا لإيداع القوائم، بحجة وضع الروتوشات الأخيرة، لكن مراقبين يعتبرون "تلاعب قيادات الأحزاب في تزكية القوائم مرده إلى عامل الوقت في حسم الأمور لصالحهم وغلق كل الأبواب أمام أي اعتراض من المناضلين"، وفي وقت تتهرب كل الأحزاب من الرد على هذه التساؤلات، ويعترف آخرون بأن "رؤوس القوائم لدى كل الأحزاب لها معيار المال والنفوذ على حساب النضال الحقيقي والكفاءة".
 
الجزائر الجديدة: حزبنا لا يفرض القوائم بقرارات مثل الأرندي أو الأفلان

اعترف رئيس حزب الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، أن "حزبه يجد صعوبة كبيرة في جمع التوقيعات، وبالكاد يستطيع التواجد في غالبية الولايات خصوصا التي تشترط جمع التوقيعات". وذكر بن عبد السلام أن "بعض الولايات لديها نسبة 4 في المائة، فيما جمعت ولايات أخرى التوقيعات، أما الأخرى فتكاد تكمل جمع التوقيعات وبعضها لن تستطيع إكمال جمع التوقيعات ولو امتدت الآجال لسنة كاملة". واعتبر رئيس الحزب أن "آجال شهر واحد غير كافية للأحزاب لجمع التوقيعات ووضع القوائم، لأنه عمل يتطلب ترتيبات وإجراءات كثيرة"، مضيفا: "كل حزب وحالته، أما بالنسبة لوزارة الداخلية فقد وضعت إجراءات ومن لا يحترمها لن يشارك في الانتخابات"، معتبرا أن "الداخلية حتى وإن كانت تملك إرادة لوضع تسهيلات، فإن بعض الأحزاب وجدت صعوبات ميدانية في جمع التوقيعات وكذا بين مناضليها في وضع القوائم وترتيبها".
وعن المشاكل التي تعترض الأحزاب لإتمام إجراءات وضع القوائم وترتيبها وإيداعها قبيل انقضاء الآجال القانونية المحددة بتاريخ 5 مارس، وإمكانية اعتراض المناضلين، قال بن عبد السلام: "كل حالة من الولايات لها خصوصيتها ومشاكلها، ولا يمكن تعميم تعقيدات حالة مع أخرى"، مضيفا: "حزبنا أوكل مهمة وضع القوائم وترتيبها للمناضلين والمكتب الولائي، وبالتالي فلا يوجد لدينا قرارات فوقية لفرض قائمة أو متصدرها على المناضلين". وأضاف: "لسنا الأرندي أو الأفلان حتى نفرض رؤوس القوائم على المناضلين في الولايات"، مختتما: "هذه هي الشفافية التي يريدها المناضلون وهي موجودة لدى حزبنا".
 
التجديد الوطني: نحن متأخرون لكن شهرا كاف لجمع التوقيعات ووضع القوائم

من جهته، قال رئيس حزب التجديد الوطني، كمال بن سالم، أن "حزبه أنهى وضع القوائم في 6 ولايات المعنية بالنسبة 4 في المائة، فيما لا تزال العملية سارية عبر الولايات الأخرى التي وصلت نسبة جمع التوقيعات فيها إلى حدود 80 في المائة". وأضاف: "صحيح الوقت لا يكفي لإتمام العملية في أحسن الظروف، لكن نحاول إتمامها قبل انقضاء الآجال القانونية"، ومستدركا "مدة شهر واحد كافية لجمع التوقيعات ووضع القوائم، لكن بالنسبة إلينا تأخرنا كثيرا لعقد المؤتمر بسبب تأخر موافقة وزارة الداخلية ونحن نتدارك الوقت"، مضيفا: "وضع القوائم وترتيبها يسير بالتوازي مع جمع التوقيعات، والقيادة وضعت فقط شروط الترشح والمكاتب الولائية هي التي تقرر رؤوس القوائم".
وبخصوص المشاكل التي تعترض الأحزاب لإتمام إجراءات وضع القوائم وترتيبها وإيداعها قبيل انقضاء الآجال القانونية وإمكانية اعتراض المناضلين، قال بن سالم: "فيما يخص متصدري القوائم هناك شروط واضحة وضعناها، بينها الهدف الأول وهو النجاح في الحصول على مقاعد"، مضيفا: "هناك النزاهة والكفاءة والشهادة المحترمة، وهذا الشعبية التي يملكها المترشح"، ومستدلا: "لدينا في بشار محامية مشهورة وفي بوعريريج أستاذ جامعي، وفي الجلفة مراقب مالي، وهذا دليل على الاختيار الصواب".
 
تحالف الفتح: أربعة أيام تكفينا لإيداع القوائم في 35 ولاية والجالية

بعد يومين فقط من تأسيس تحالف انتخابي يجمع خمسة أحزاب، هي الحزب الوطني الجزائري والحزب الوطني الحر وحركة المواطنين الأحرار وحزب نور الجزائري وحزب الشباب الديمقراطي، تحت مسمى "تحالف الفتح"، أعادت هذه الأحزاب سحب استمارات التوقيعات من الولايات باسم التحالف، وشرعت في جمع التوقيعات وفق المادة 94 من قانون الانتخابات. وذكر رئيس الحزب الوطني الجزائري، يوسف حميدي، أنه "بعد التحالف وصل عدد الولايات المشاركة إلى 29 ولاية معنية بنسبة 4 في المائة ومعفاة من جمع التوقيعات، فيما يتم حاليا جمع توقيعات منتخبين في ثلاث (03) ولايات أخرى، واحتمال جمع توقيعات المواطنين في 3 ولايات أخرى والجالية". وأضاف: "إلى حد الآن لدينا 32 ولاية سنشارك فيها بصفة رسمية باسم تحالف الفتح، واحتمال إتمام العملية في أخرى ليصل العدد النهائي إلى 35 ولاية مع الجالية بالخارج".
واعتبر حميدي أن "التحالف قرر تقسيم الأدوار وفق الشكل التالي: كل حزب لديه 5 ولايات زائد ولاية رئيس الحزب المترشح، وتم تقسيم الولايات حسب الوعاء الانتخابي للأحزاب، وهناك ولايات مشتركة". وأضاف: "هناك تنازل من الزملاء في وضع القوائم وترتيبها، والوقت المتبقي قد يكون عاملا مساعدا لإيداع القوائم قبيل يوم السبت المقبل". وقال المتحدث: "ضيعنا وقتا كبيرا جدا في جمع التوقيعات لكل حزب، وهذه الإجراءات التي وضعتها وزارة الداخلية كانت تهدف لإقصائنا من العمل السياسي لكننا ما زلنا نناضل".
ومن جهة ثانية، قال حميدي: "كل ولاية هي سيدة في وضع القوائم وترتيبها وتزكيتها، ولا نهين مناضلا على قضية ترتيب، وكل قائمة تتحمل مسؤوليتها في حصد مقاعد". وذكر حميدي: "كنت مناضلا في الأفلان وتم إقصائي بعد 30 سنة من النضال، وكنت ضحية ممارسات القيادة، فكيف يمكنني تكرار نفس التجربة مع مناضلي حزبي".
 
جبهة المستقبل: سنودع القوائم قبل يوم الخميس في 48 ولاية والجالية

على صعيد آخر، فند رئيس لجنة الإعلام في جبهة المستقبل، رؤوف معمري، خبر انسحاب قوائم 5 ولايات من الحزب، يوم أمس. وقال المسؤول: "هذا خبر لا أساس له من الصحة والقيادة في الحزب تقوم حاليا بتزكية القوائم في المكتب السياسي". وعن الولايات المعنية بانسحاب القوائم للالتحاق بأحزاب أخرى، وهي ولايات قسنطينة والأغواط ووهران وسيدي بلعباس والجلفة، قال معمري: "أؤكد لكم أنه لا يوجد انسحاب ولا انشقاق ولا حتى خبر بهذا الشأن، وسنكشف عن القوائم بدون تغيير، وفق ما وصلنا من المكاتب الولائية هذا الأسبوع". ويشار أن مصادر حزبية أكدت ليومية "الرائد"، أمس، انسحاب منتخبين ولائيين لجبهة المستقبل من الترشح مع الحزب والتحاقهم بتحالف الفتح المشكل حديثا. وذكرت المصادر أن "الولايات الخمس المعنية قدمت رسميا لتحالف الفتح توقيعاتهم وملفات ترشحهم".
من جهة ثانية، كشف معمري أن "كل الولايات والمناطق الأربع للجالية سيشارك فيها الحزب في التشريعيات، ولدينا 32 ولاية دون توقيعات و16 ولاية انتهت فيها العملية". وأضاف: "اللجان الولائية قامت في مرحلة أولى بجمع ملفات الترشح، ثم قامت لجنة ولائية بدراستها ليكون توافق بين المناضلين، وحاليا تتم تزكية القوائم في المكتب الوطني تحت إشراف رئيس الحزب، عبد العزيز بلعيد". واعتبر المتحدث أن "المناضلين متفقون وملتزمون بالقوائم وترتيبها، وليس لدينا أي إشكال". مضيفا: "سنودع قوائم الترشح لدى الإدارة في كل الولايات والجالية بالخارج قبل يوم الخميس القادم".

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن