الوطن
الحج هذه السنة حكرا على متوسطي الدخل والأغنياء ؟!
ارتفاع التكلفة، الأعباء الإضافية وتدني القدرة الشرائية ستحرم ضعفاء الدخل من أداءها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 فيفري 2017
• إلياس السنوسي: الحكومة ستدعم أسعار الحج رغم التقشف
تشير التوقعات بشأن تكلفة الحج هذه السنة التي استقرت في حدود 55 إلى 60 مليون سنتيم أن الحج هذا الموسم سيكون حكرا على الاغنياء وميسوري الحال فقط كون الطبقة المتوسطة من عموم الجزائريين والزوالية وبسبب ما يعانونه أصلا من تدني القدرة الشرائية من المستحيل عليهم تحمل هذه التكاليف والأعباء ما يجعل الحكومة مطالبة بدعم هذه التكلفة.
لم تحدد الحكومة بعد تكلفة الحج لهذه السنة رغم انتهاء الوفد الجزائري التحضيري الذي كان بالمملكة العربية السعودية التفاوض والتعاقد على خدمات الإسكان والإعاشة والنقل غير ان التوقعات تشير لارتفاع التكلفة هذا الموسم لتصل حدود الـ55 مليون سنتيم بعدما كانت الموسم الماضي في حدود 49 مليون سنتيم وقبلها بسنة في حدود 41 مليون سنتيم وترجع هذه الزيادة المرتقبة لعدة عوامل أهمها انخفاض سعر الصرف مقارنة بالمواسم الماضية، وهو الأمر الذي يجعل الحج معنيا بالزيادة، إضافة إلى الخدمات التي ينتظر تقديمها للحجاج، والتي ستتسبب في رفع سعر الحج مقابل تحسين الخدمة، وعلى رأسها الخدمات الإضافة الإجبارية التي ستفرضها السلطات السعودية وارتفاع تكاليف النقل بسبب استبدال الحفلات القديمة بالجديدة في المكة المكرمة، وتغيير قيمة العملة السعودية مقارنة بالدولار. وقد خلق التأخر في تحديد تكلفة الحج، نوع من القلق والشك لدى الراغبين في أداء الفريضة هذه السنة ونوع من العزوف على تسجيلات القرعة خاصة بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية وتدهور القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين الذين سيحرمون من أداء الفريضة هذه السنة بسبب الأسعار وهو ما دفع العديد من المواطنين لمراسلة الديوان الوطني للحج والعمرة عبر موقعه الرسمي وصفحته بالفايسبوك لمطالبتها بوصع صيغ تمكن الجزائريين من أداء فريضة الحج بأسعار أقل من تلك المتداولة حاليا حيث اقترح بعض المواطنين حج دون مزايا أو خدمات فاخرة ودون مفاضلة في أماكن الإقامة مقابل أسعار تكون تراعي القدرة الشرائية للجزائريين ودعا عدد من الراغبين في أداء الج هذه السنة الحكومة للتفكير في الفقراء وميسوري الحال منهم، حتى لا تحرم شريحة ذوي الدخل الضعيف والمحدود ومن يرغبون في أداء الفريضة، وهذا بجعل إعانة الدولة مقصورة عليهم دون غيرهم بدل تعميم الدعم.
• إلياس السنوسي: الحكومة ستدعم أسعار الحج رغم التقشف
وفي هذا الصدد أشار أمس رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية الياس سنوسي ان تأخر الحكومة في تحديد تكلفة الحج هذه السنة راجع لتأخر المفاوضات الجزائرية السعودية فيما يخص الخدمات التي سيقدمها المتعاملون السعوديون للحجاج الجزائريين مشيرا انه بعدما تم الانتهاء من هذه العملية سيتم رفع تقرير لوزير الشؤون الدينية والأوقاف حول الخدمات الذي بدوره يحوله إلى الحكومة لتحديد تكلفة الحج ودعم الدولة له من عدمه وهنا توقع سنوسي أن تقوم الحكومة بدعم التكلفة رغم حالة التقشف التي تعيشها الجزائر مشيرا أن ارتفاع هذه الأخيرة سيجبر الحكومة على اتخاذ خطوة الدعم بما أن أسعار الحج هذه السنة دون دعم ستتجاوز الـ60 مليون سنتيم وقال سنوسي ان التكلفة سترتفع هذه السنة لعدة اعتبارات منها قيمة الدينار المنهارة مقارنة بالدولار وزيادة الطلب على الحج بسبب استرجاع الجزائر لـ20 بالمائة من حصتها القديمة في الحج، بالإضافة إلى الأسعار المعتمدة في المملكة السعودية فيما يتعلق بخدمات النقل والإعاشة والإسكان والخدمات الإضافية الإجبارية التي فرضتها هذه الأخيرة مشيرا أن الأقبال سيكون على الحج هذه السنة باعتبار ان هذا الأخيرة فريضة وركن من أركان الإسلام غير أن الحج بحسب سنوسي سكون حكرا على ميسوري الحال والأغنياء والمواطنين الذين لم تمسهم الازمة حيث أوضح سنوسي ان أصحاب الطبقة المتوسطة من عموم الجزائريين والزوالية لن يتمكنوا من تحمل هذه التكاليف خاصة وان تكلفة الحج هذه تضاف إليها بعض التكاليف والمصاريف التي يحتاجها الحاج ما يجعل الحج ليس في متناول هؤلاء، من جانب اخر وحول حج vip قال سنوسي ان هذه الصيغة من الحج ستكون موجودة أيضا هذه السنة تبعا لاتفاق يكون بين الوكالات والزبائن مشيرا ان الأسعار تحددها طبيعة الخدمات غير انه سنوسي أوضح ان هذه الصيغة من الحج قد تصل تكلفتها لحدود 120 إلى 130 مليون سنتيم. يذكر انه اختيرت 36 وكالة خاصة ووكالتان عموميتان لتنظيم موسم الحج لسنة 1438/2017 بعد أن استجابت لدفتر الشروط الذي وضعه الديوان الوطني للحج والعمرة.بعد أن تم إقصاء 24 أخرى، على خلفية التجاوزات التي شهدها موسم حج العام الماضي.
س. زموش
