الوطن

جيلالي سفيان يقر بمحدودية خيارات المعارضة

دعا للخروج سريعا من عصر "الزعامة" المطلقة

 

اعترف رئيس جيل الجديد، جيلالي سفيان، الذي خلف نفسه، أمس، على رأس الحزب، بعجز حزبه حديث التأسيس عن إحداث تغيير في الجزائر وفشل خطط الانتقال الديمقراطي التي رافع لأجلها، متهما أحزابا معارضة بالتخاذل والأنانية.
وفي خطابه للمشاركين في مؤتمر الحزب نظم بقاعة سينما بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة، تحدث جيلالي سفيان بصراحة غير معهود قائلا: "اليوم، نحن أمامكم وعبركم، أمام الرأي العام الوطني، نريد البوح لكم بمحدوديتنا"، أي عدم قدرة الحزب على تسويق خطاب ومشروع التغيير، مضيفا: "نريد أن نقول للجزائريين بأننا لن نستطيع التقدم وحدنا بالسرعة التي يتطلبها الوضع الحالي للبلاد".
وتأسف جلالي سفيان لانقسام المعارضة قائلا: "نود فعلاً أن تتضامن الأحزاب السياسية فيما بينها لمساعدة النظام على الرحيل. لكن الآن هذا الطريق مزدحم بالأنانية والحسابات السياسية".
وأظهر المسؤول الحزبي ذاته في خطابه براغماتية أكبر، داعيا لإصلاحات جوهرية لنمط تسيير شؤون الدولة وتنظيمها، وقال في هذا الصدد: "يجب على المؤسسات السياسية استعادة دورها الأساسي كوسيط بين مختلف قطاعات المجتمع. وعلى العدالة أن تضطلع بدورها كاملا وتتحمل مسؤولياتها. كما ينبغي تجديد الإدارة سواء في تركيبتها وفي نوعية خدماتها".
ولاحظ استحالة نظام برلماني، فـ"طابع النظام الجزائري رئاسي إلى أمد بعيد"، وفي تفسيره فإن "العقلية الجزائرية والذاكرة الجماعية ستظل تطالب على رأس الدولة برجل يجسد الإرادة العامة"، مضيفا أن المجتمع الجزائري، وبصرف النظر عن المستوى المحلي، ليس جاهزا لنظام برلماني. فلا تاريخه ولا نفسيته يسمحان بذلك. بدليل أن إحدى العقبات التي تحول دون تحقيق الديمقراطية في المرحلة الراهنة هو هذا العزوف عن العمل الجماعي وعلى احترام المؤسسات في عملها، مقترحا: "وضع ضوابط دستورية صارمة وواضحة على استخدام السلطة. وعلينا بالإسراع في الخروج من عصر "الزعامة" المطلقة والدخول في عصر المؤسسات القوية. وتضم مقترحاته أيضا التخلي ذهنيا عن الفكر القبلي والعائلي للدخول في التنظيم المؤسساتي والقانوني. والتخلص من احتقار "شعب رعية" من طرف الحكام وندخل عصر "شعب مواطن".
آدم شعبان//////////////////////////

من نفس القسم الوطن