الوطن

النقابات تخرج للشارع ردا على تهميش الحكومة؟!

مسيرة حاشدة بتيزي وزو ضد قانون التقاعد تعرف مشاركة آلاف العمال

 

مسعود عمرواي: مسيرة تيزي وزو لن تكون المحطة الأخيرة وسنواصل نضالنا

مرابط: الحكومة أخلتّ بوعودها ولن نسكت 

 

خرجت أمس نقابات التكتل كما كان مبرمجا في مسيرة حاشدة بتيزي وزو للتنديد بعدم دستورية قانون التقاعد والمطالبة بسجبه وقد عرفت المسيرة مشاركة ألاف العمال الذين قدموا من 48 ولاية متحدين بذلك الحكومة والحواجز الأمنية متخذين خيار التصعيد كأخر الحلول التي دفعتها إليهم السلطات لغلقها أبواب الحوار واستفرادها بالقرار.

وعرفت أمس المسيرة التي نظمتها نقابات التكتل تشديدات أمنية مكثفة حيث فرضت مصالح الامن طوقا محكم على ولاية تيزي وزو ومنع الألاف من العمال من الالتحاق بالمسيرة وتم توقيفهم من قبل حواجز الامن غير أن ذلك لم يمنع نقابات التكتل من التعبير عن مطالبها فرغم ذلك عرفت مسيرة تيزي وزو مشاركة قياسية ورفع المحتجون لافتات تعبر عن رفضهم تمرير قانون التقاعد الذي تعتبره النقابات غير دستوري كما طالب المحتجون الحكومة بفتح أبواب الحوار واشراك النقابات المستقلة في نقاشات قانون العمل وكذا أشراكهم في لقاء الثلاثية الذي سيعقد مارس المقبل، واعتبر المحتجون أن انفراد النقاشات التي تهم العمال مع نقابة وجهة تمثيلية واحدة هو أمر غير مقبول مؤكدين أن النقابات المستقلة استطاعت ان تفرض نفسها وتحقق تمثيل عمالي كبير يؤهلها لتكون هي الأخرى شريك اجتماعي للحكومة وبالتالي على هذه الأخيرة  الاعتراف بها ومشاركتها في كل القرارات التي تخص العامل  هذا واعتبرت نقابات التكتل أن هذه المسيرة لن تكون المحطة الأخيرة في النضال ضد قانون التقاعد مشيرة ان ستواصل نضالها بشتى الطرق والوسائل حيث تقرر تنظيم اعتصام وطني اخر يوم 6 مارس بولاية عنابة امام فندق الشيراتون مكان إقامة اجتماع الثلاثي المقبل اين ستحاول النقابات من خلال هذا الاعتصام الضغط على الحكومة لإجبارها على أشراكها في النقاشات التي تخص العمال خاصة وان لقاء الثلاثية الأخير خرج بقرارات اعتبرتها النقابات قفز على المكاسب، هذا وقد جاءت هذه المسيرة بتيزي وزو  استمرارا لسلسلة من الإضرابات والوقفات الاحتجاجية التي نظمها التكتل كان آخرها أربع وقفات احتجاجية جهوية بأربع ولايات، وذلك بعد شنه إضرابا يومي 17 و18 أكتوبر وبعدها يومي 24 و25 أكتوبر احتجاجا على التعديل الذي طرأ على قانون التقاعد والذي يلغي التقاعد النسبي والتقاعد من دون شرط السن إلى جانب المطالبة بإشراكها في المفاوضات حول قانون العمل الجديد والمحافظة على القدرة الشرائية بموجب قانون المالية 2017. 

 

مسعود عمرواي: مسيرة تيزي وزو لن تكون المحطة الأخيرة وسنواصل نضالنا ضد قانون التقاعد 

 

هذا وقد اكد أمس المكلف بالإعلام على مستوي الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأونباف" لـ"الرائد" أن مسيرة تيزي وزو امس عرفت مشاركة قياسية وهو ما يعد رسالة للحكومة على رفض اغلب العمال قانون التقاعد المعدل مشيرا ان العمال بتضامنهم ومشاركتهم هذه يؤكدون ان مكاسبهم هي خط احمر ولا يمكن المساس بها تحت أي ظرف من الظروف خاصة وان الوضع الحالي جعل من العامل هو الضحية الاولي لما يعرفه الاقتصاد الوطني من تدهور وقال عمرواي أن هذه المسيرة جاءت أيضا لتطالب بحماية القدرة الشرائية التي تعاني الانهيار الحاد بسبب الغلاء وبقاء الجور كما هي كما جاءت هذه المسيرة لتطالب أيضا بحق التمثيل للنقابات المستقلة وضرورة اشراكهم في النقاشات التي تهم العامل والتي عادة ما تحصرها الحكومة مع طرف واحد ضمن نقابة تحولت من نقابة للعمال لنقابة السلطة حيث طالب عمرواي باسم العمال ونقابات التكتل الحكومة بضرورة اشراكهم ضمن نقاشات قانون العمل وكذا اشراكهم في لقاء الثلاثية المقبل مشيرا ان النقابات المستقلة لها من التمثيل ما يؤلها لتكون وصت العامل في هذه النقاشات وعن رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأول التي وجهها للعمال بمناسبة تأسيس المركزية النقابية وذكري تأميمي المحروقات والتي دعا فيها العمال لعدم الإصغاء للمتشائمين والإسراع في تنفيذ برامج الإصلاح قال عمرواي أنهم كنقابات مستقلة يعلمون جيدا أن رئيس الجمهورية لا يقصدهم بالرسالة مؤكدا أنهم كنقابات يعملون لصالح العامل ويدافعون عن حقوقه ومكتسباته وهذا لا يعني أنهم ضد مصلحة الوطن.

 

مرابط: الحكومة اخلت بوعودها ولن نسكت 

 

من جهته أكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط إن مسيرة التكتل النقابي عرفت مشاركة الالاف رغم التضييق الأمني الذي تلقاه المشاركون حيث أوضح مرابط أن المئات من العمال ومناضلي النقابات تم توقيفهم في حواجز أمنية ومنعهم من الوصول لمكان المسيرة غير ان ذلك لم يمنع الشرفاء حسب ما قال مرابط من إيصال صوتهم موضحا أنه على الحكومة الالتفاتة لهؤلاء العمال وللنقابات المستقلة التي لا تزال مهمشة حيث قال مرابط ان الحكومة لا تزال تتعامل مع طرف واحد منذ أكثر من 40 سنة  معتبرا ان لقاء الثلاثة دون تمثيل نقابي يشمل النقابات المستقلة يجعل الاجتماع لا يخدم العامل في شيء كما انتقد مرابط أخلال الحكومة بوعودها سواء ما تعلق بقانون التقاعد الذي تم تمرييه بالبرلمان رغم عدم دستوريته أو بالنسبة لقانون العمل الذي وعدت الحكومة بمنح مسودة عن المشروع للنقابات المستقلة غير أن هذه الأخيرة لم يصلها أي شيء وهنا أضاف مرابط أن تعامل الحكومة مع النقابات بهذه الطريقة لن يزيد الوضع إلا تعقيدا وسيزيد العمال إصرارا على افتاكا مطالبها بالطرق الاحتجاجية مؤكدا أن مسيرة يزي وزو لن تكون الأخيرة وستواصل النقابات نضالها حتة افتكاك مطالبها.

 س. زموش

 

من نفس القسم الوطن