الوطن

أويحيى يفرض "رجالاته" في صدارة قوائم الأرندي

الباترونا ونواب سابقون ومقربون منه على رأس مترشحي الولايات

 

حفصي: أويحيى قام بترشيح رجال المال وأقصى مناضلي الحزب
رزاقي: الأرندي حسم قوائمه داخليا بينما الأفلان قراره "ليس في يده"
 
مع اقتراب حسم كل الأحزاب السياسية المشاركة في تشريعيات 04 ماي المقبل قوائمها وفق الآجال القانونية، يتواجد حزب التجمع الوطني الديمقراطي في وضعية مريحة بعد فصله نهائيا في القوائم، وكشفت مصادر حزبية أن "الأمين العام أحمد أويحيى أصدر تعليمات بإبعاد كل معارضيه من الترشح، ووضع رجالاته على رؤوس القوائم". ومن جهتها، أوضحت القيادية السابقة في الحزب، نورية حفصي، أن "عدة قيادات معارضة رفضت ملفاتهم في قسنطينة وسطيف وتيسمسيلت وغيرها". واعتبر المحلل السياسي رزاقي أن "نجاح الأرندي في حسم أموره يعود إلى تعليمات أويحيى الصارمة في حسم القوائم داخليا عكس الأفلان الذي لا يملك من قراره شيئا".
 وقالت مصادر حزبية أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حسم، أول أمس، كل قوائم الولايات وصادق عليها في اجتماع عقده لذات الغرض، وأضافت: "مثلما جاء في تعليمة أويحيى فإن المكاتب الولائية وضعت قوائم المترشحين والأمين العام أحمد أويحيى فصل في رؤوس القوائم ووضع أسماء محسوبة عليه بقرار نهائي". واعتبرت المصادر أن "تعليمات داخلية لكل رؤساء المكاتب الولائية من أويحيى أمرت بإقصاء ملفات الترشح لمعارضيه خصوصا الذين برزوا للواجهة في سنة 2013". وذكرت المصادر إقصاء ملف القيادي حرشاوي من الترشح بولاية سطيف.
على صعيد آخر، ذكرت مصادر من داخل بيت الأرندي أن عضو المكتب الوطني شهاب صديق تم وضعه على رأس قائمة الأرندي لولاية الجزائر العاصمة باقتراح من أحمد أويحيى، في حين تم ترشيح وزير وحيد فقط مع اعتذار وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب عن خوض التشريعيات المقبلة. واتصلت "الرائد" في أكثر من محاولة بالمكلف بالإعلام في الحزب، شهاب صديق، لكنه رفض الرد على اتصالاتنا، على غرار عدة قيادات وطنية في المكتب السياسي، وهو ما يبعث التساؤل حول دخول الأرندي معترك التشريعيات دون ذراع إعلامي جاد وفعال.
 
حفصي: أويحيى قام بترشيح رجال المال وأقصى مناضلي الحزب
 
قالت القيادية السابقة في الأرندي، نورية حفصي، أن "أويحيى أغلق اللعبة داخل الحزب ووضع قوائم التشريعيات وفق هواه بإقصاء القيادات والمناضلين". وذكرت حفصي أن "القيادي السابق حرشاوي قدم ملف ترشحه في ولاية سطيف ولم يقبل، إضافة إلى امرأة عضو المكتب الوطني، وتعليمات أويحيى هي التي أقصته". وأضافت: "الأمين العام منذ عودته يقوم بإقصاء وتهميش وتصفية معارضيه بطريقة ديكتاتورية". واعتبرت نورية حفصي أن "الإقصاءات ستكون كبيرة جدا في صفوف معارضي أويحيى بعد الكشف عن القوائم، وأنا لا أستغربها".
ومن جهة ثانية، قالت حفصي أحد أشد معارضي أويحيى أن "الجماعة التي أقصاها أويحيى اتفقنا على تشكيل قوائم حرة لدخول التشريعيات، وقد اجتمعوا منذ يومين وكنت غائبة في مهمة خارج الوطن، وسأطلع على نتائج الاجتماع لاحقا". وأضافت: "الأبواب مغلقة في وجهنا وأويحيى ليس ديمقراطيا مثلما يدعيه، بل هو من اختار جماعته في البرلمان لأنه يعرف حصته فيه قبل الانتخابات"، مضيفة: "أويحيى قام باتفاق مع الباترونا ورجال المال لترشيح ممثليهم على رؤوس القوائم، وقد حدث هذا فعلا بترشيح زغيمي في البليدة، وبن حمادي في البرج وشنيني في قسنطينة وآخر في مستغانم، ناهيك عن رؤساء مؤسسات آخرين صغار".
وعن الأخبار التي راجت حول انضمامها إلى حزب الأفلان، قالت نورية حفصي: "كنت مناضلة في الحزب قبل التحاقي بالأرندي، وأنا الآن في معركة ضد أويحيى ومبادئي لا تسمح لي بدخول التشريعيات مع حزب آخر"، مضيفة: "سيقولون عني أني مبتزة إذا دخلت التشريعيات مع حزب آخر، لكني سأبقى لأفضح ممارسات الأمين العام".
 
رزاقي: لا يوجد مناضل في الأرندي يعارض أويحيى وتعليماته 
 
قال المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، إنه "لا يوجد ولن يتجرأ أي شخص في حزب الأرندي على معارضة الأمين العام أحمد أويحيى، فكيف بمعارضة تعليماته في وضع رؤوس القوائم". وأضاف: "من يستطيع القول أنه يحق له معارضة أويحيى في الأرندي فستتم معاقبته، وهذا حدث". واستدل رزاقي بأنه "كيف لأويحيى أن يصدر تعليمة منافية للدستور والقانون والعدالة ضد مواطن جزائري بحرمانه من التنقل؟ هل يمكن لشخص في تنظيم تابع له أن ينشق عنه أو يعارضه؟ هذا غير معقول".
وعن انتهاء الأرندي من وضع القوائم في حين كل الأحزاب لا تزال تغرق في المشاكل الداخلية لحسمها، قال رزاقي: "حزب الأرندي ليس مثل أحزاب أخرى، فهو مجموعة من الإطارات المنضوين في الإدارة، يتلقون التعليمات ويطبقونها"، مضيفا: "أويحيى حسم كيفية وضع القوائم بتكليف المكاتب الولائية بوضع القوائم وهو من يضع متصدريها من الوزراء ورجال المال والمسؤولين". وأضاف: "عكس الأفلان الذي استقبل عددا هائلا من ملفات الترشح وهذا غير منطقي، وكلف لجنة تقنية تابعة لوزارة الداخلية بوضع القوائم، وهذا يؤكد أن الأمين العام للحزب والمكتب السياسي لا يملكون أي كلمة في وضع القوائم".
وعن تأثير تواجد أويحيى في منصب مدير ديوان رئيس الجمهورية، ما ساعده على فرض الانضباط داخل حزبه، قال الأستاذ الجامعي إنه "في الدول التي تحترم نفسها لا يمكن أن يقبل أمين عام حزب بمنصب كاتب لدى أي مسؤول كان حتى رئيس الجمهورية"، مضيفا: "هذا المنصب لأمين عام حزب ينافي العمل النضالي والحزبي"، مستفيضا: "كيف لأويحيى أن يقول أمام إطارات حزبه مؤخرا أن الأرندي ولد قبل ثلاثة أشهر عن تشريعيات 97 وحصل على الأغلبية، هل هذا فعل يفتخر به".
 
يونس بن شلابي 

من نفس القسم الوطن