الوطن

استحداث جهاز متخصص في محاربة الانحراف الاجتماعي سيقلل من أسباب الظاهرة

قال أن نظام التبليغ والإنذار والحملات التحسيسية لم تكن كافية، المختص الهادي سعدي:

 

أكد أمس المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي أن عودة ظاهرة اختطاف الأطفال مجددا تشير لبقاء أسباب هذه الظاهرة موجودة ملحا في هذا الصدد على ضرورة بحث اسباب ودوافع المجرمين الذين يقومون باختطاف الأطفال وأحيانا فتلهم ضمن دراسات معمقة قبل البحث عن الحل للقضاء على هذه الظاهرة، مشيرا ان دراسة ومعرفة الأسباب التي تدفع الى قتل أطفال ابرياء سوف يسهل العمل على السلطات لإيجاد حلول خاصة. 
وقال سعدى أن التقارير التي توثق حالات الاختطاف سواء الإعلامية أو الأمنية غير كافية مثلها مثل الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها من بينها تلك المتعلقة بنظام التبليغ والإنذار والحملات الوطنية التحسيسية اتجاه الأطفال والعائلات على مستوى المدارس والأحياء وبالمساحات العمومية والفضاءات الخاصة بالأطفال حيث أعتبر سعدى أن هذه الإجراءات إيجابية غير أنها غير كافية لحصر والقضاء على الظاهرة باعتبار ان اهم نقطة للقضاء على مثل هذه الظواهر هو معرفة الأسباب والدوافع خاصة السوسيولوجية واوضح محدثنا ان ظاهرة اختطاف الأطفال هي من افرازات التغير الاجتماعي الذي يشهده المجتمع الجزائري وأسبابها تتعلق بالهدف من الاختطاف ذاته حيث تكون عادة "نزوات انعزالية انتقامية أساسها الانحلال الخلقي".
مضيفا انه لابد من إتباع آليات جديدة وضع التدابير وإجراءات جديدة و استراتيجية في العمق، بدءا بتدعيم المنظومة الاجتماعية والقضائية واستحداث جهاز متخصص في محاربة الانحراف الذي له بعد اجتماعي وتربوي بإشراك المجتمع، وتطرق سعدى لما اعتبره اهم نقطة في ملف جرائم الاختطاف وهي المسبوقين قضائيا حيث قال ان معظم المتورطين في قضايا الاختطاف هم من المسبوقين قضائيا  ما يعني ان السجون اصبحت تنتج مجرمين خطيرين وليست مؤسسات لإعادة التأهيل كما من المفروض ان تكون وهنا ألح سعدى على ضرورة  تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي العائلي، وتفعيل تواجده داخل مختلف المؤسسات، خاصة المؤسسات العقابية، مشيرا أن   المسجون يخرج إلى مجتمعه غير مؤهل ليعيش حياة اجتماعية غير  مستقرة، مما يدعوهم إلى ارتكاب جرائم أخرى، بالتالي اقترح  سعدى أن يكون للأخصائي الاجتماعي العائلي دور في توجيه هؤلاء المؤهلين من السجون وباقي المسبوقين قضائيا وتوجيه الأسرة.
كما دعا سعدى لتفعيل دور الأخصائي الاجتماعي العائلي في المؤسسات التربوية إلى جانب الأخصائي النفساني، تماما مثلما هو معمول به في البلدان الأجنبية، من جانب اخر دعا سعدى وسائل الإعلام لتعامل باحترافية مع ظاهرة الاختطاف وعدم التهويل معتبرا انه أنه لا ينبغي التهويل الكبير لمثل هذه الجرائم، بل يجب أن تلعب وسائل الإعلام دور الحاضن للنقاشات المتخصصة حول الظاهرة والحلول العملية العقلانية والواقعية التي تنبع من خصوصية مجتمعنا الجزائري، حتى لا نزيد الطين بلة يضيف ذات المختص. 
دنيا. ع
 
 

من نفس القسم الوطن