الوطن

الرئيس بوتفليقة يطالب العمال بعدم الإصغاء إلى المتشائمين

دعا إلى الإسراع في تنفيذ البرامج الوطنية للإصلاحات

 

طالب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العمال بعدم الإصغاء للأطروحات الدوغماتية، وكذا للخطب التشاؤمية حتى تتمكن البلاد من إحداث قفزة نوعية تضمن مستقبل البلاد الاقتصادي وتنميته، نقلة تتطلب أيضا التمعن والتقليد من وقفات ونضالات شعبنا بالأمس من أجل الحرية ثم من أجل التنمية.

وفي رسالة مطولة قرأها، أمس، نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي، بمدينة الجلفة بمناسبة إحياء الذكرى الـ 61 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكذا الذكرى الـ 46 لتأميم المحروقات، استطرد مختلف المحطات التاريخية التي صنعها العمال الجزائريون بداية من "ثورة نوفمبر المظفرة التي أثمرت استقلالنا الوطني، ثورة كانت فيها الطبقة الكادحة خزانا للوطنية والمجاهدين ومصدر تضحيات جسام، تجسدت في استشهاد عشرات الآلاف من عمالنا ورمزهم الشهيد عيسات إيدير". كما تحدث الرئيس عن مساهمة الكادحين في ربوع الوطن، وفي ديار الغربة الذين أمّنوا الاستقلال المالي لثورتنا المجيدة، استقلالا فريدا من نوعه، استقلالا ماليا مكن من استقلال كفاحنا التحريري فيما يتعلق بقراراته السيدة.

كما أشاد الرئيس بالروح الوطنية التي تحلى بها العمال والمهندسون الذين ضمنوا نجاح قرار الثورة لتأميم المحروقات، في عهد كانت فيه مثل هذه الإجراءات تحديا للشركات النفطية العالمية، القرار الذي جاء لاستكمال استرجاع سيادة الجزائر كاملة غير منقوصة، ذلك ما يجعل من المصادفات التاريخية المحمودة أن يتزامن في يوم 24 فبراير تاريخ تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وتاريخ إعادة السيادة الوطنية على المحروقات في الجزائر.

كما تعرض الرئيس بوتفليقة إلى صمود ومقاومة العمال في سنوات الجمر والمأساة الوطنية لإبقاء الجزائر واقفة واقتصادها مستمرا في وسط الخراب والدمار والإرهاب، وذكر بالمواكب من الشهداء الذين قضوا في المصانع والإدارات وذنبهم الوحيد أنهم أرادوا أن تحيا الجزائر، وأن تبقى واقفة وشامخة. وقد كان رمز هذا الاستشهاد والتضحيات البطل عبد الحق بن حمودة، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، كما ثمن موقفهم في احتضان 

خيار الوئام المدني، ثم خيار السلم والمصالحة الوطنية، خيارات تشتق من قيم ديننا الحنيف، خيارات ترتكز على وحدة شعبنا، خيارات كانت ذلك الجسر الذي انتقلت به الجزائر من المأساة والآلام إلى مسرح البناء والتشييد والسلم والإخاء.

ووصل الرئيس، في رسالته، بالتذكير بما تمكنت البلاد من إنجازه خلال 15 سنة في عهد العزة والكرامة، دون أن يفصل من إنجازات في السكن والمرافق الصحية والمدارس والجامعات والهياكل القاعدية، وكذا إنجازات ومشاريع اقتصادية في العديد من المجالات.

وتوجه الرئيس في آخر رسالته بنداء إلى الصمود أمام أمواج الأزمة المالية الحالية، نداء إلى التمعن في تضحيات أسلافنا لكي نخرج، مرة أخرى، منتصرين من أوضاعنا المالية الصعبة حاليا، وعبر الرئيس على أن الجزائر ضحية أزمة اقتصادية تهز الدول المتقدمة مرفوقة بتراجع أسعار النفط وتذبذب سوقها الدولية.

وذلك رغم مبادرات بلادنا التي سمحت مؤخرا بتحسن جد طفيف لسعر المحروقات، وإذا كانت أسباب المصاعب المالية الحالية لدولتنا ذات أصل خارجي، فلها في نفس الوقت آثار على وتيرة التنمية، آثار تمكنا من تحجيمها بفضل التدابير الرشيدة التي اتخذناها خلال السنوات الأخيرة، كما أعاد الرئيس المطالبة بإعادة مسار بناء اقتصاد وطني متحرر من هيمنة المحروقات ومتنوع مثل تنوع قدرات بلادنا الفلاحية والسياحية والمنجمية والصناعية. كما عبر عن أهمية "تعزيز خياراتنا الوطنية الاجتماعية الموروثة من ثورتنا المجيدة، خيارات أصبحت في صلب ثوابتنا الوطنية".

وأكد على أهمية "الاستمرار والإسراع في تنفيذ برامجنا الوطنية للإصلاحات في مختلف المجالات الاقتصادية والإدارية"، و"إضفاء المزيد من التجانس بين حرصها على ضمان القدرة الشرائية للعمال والتكفل بأوضاع طبقاتنا المعوزة من جهة، ومن جهة أخرى ضبطها للسوق وحماية المستهلكين من جحيم المضاربة واستنزاف مداخيلهم وتدهور مستوى معيشتهم".

كما طالب رئيس الجمهورية الجميع "بتطوير نظرتنا إلى الرأسمالية الوطنية النزيهة وإلى الشراكة الأجنبية العادلة كشركاء استراتيجيين للعمال في بناء التنمية الاقتصادية، ومن ثمة تقبل بأريحية أقوى الإصلاحات الضرورية لكي تتحسن ظروف الاستثمار في بلادنا".

 

خالد. ش

من نفس القسم الوطن