دولي

مؤتمر اسطنبول وتدمير منظمة التحـرير

القلم الفلسطيني

 

قد يقال الكثير من الأكاذيب قبل أن يعرف الشعب الفلسطيني حقيقة ما يحدث في "منظمة التحرير الفلسطينية"، وحقيقة "غـربان التصفية" من الناعقين باسمها الذين يستميتون لطمس ما حافظت عليه المنظمة طوال أكثر من أربعة عقود ــ رغم المؤامرات والانشقاقات ـــ من أن "المنظمة" رقم لا يقبل القسمة. وكيف أصبحت المنظمة رقماً قابلا للقسمة والطرح والضرب بكل ما يخطر في البال، وطيرًا جريحاً يرفرف ودمه ينزف في سماء الوطن، ويبحث عن غصن يقف عليه، والجميع يطلق الرصاص لقتل هذا الطير الفلسطيني قبل أن يجد الشجرة التي يجعل منها قاعدة للتمسك بالثوابت والانزلاق بالقضية الفلسطينية نحو مزيد من السقوط كما يزعم تيار الناعقين بخرابها.! المتباكون والنائحون والمولولون ضد الجهود الوطنية والصادقة لعقد المؤتمر الشعبي لفلسطيني الشتات في مدينة اسطنبول لاستعادة الحراك الشعبي الفلسطيني لزخمه، وتأكيد الثوابت الوطنية في تحقيق العودة الشاملة واستعادة المقدسات تحت ذريعة أن هذا المؤتمر يهدف لإيجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية هم أناس يدعون الوطنية.. وليسوا بوطنيين..! والذين أدانوا وشجبوا واستنكروا وألقوا بالتهم جزافاً ضد القائمين على المؤتمر هم أشخاص يدعون المقاومة.. وليسوا بمقاومين، ويدعون الصدق.. وليسوا بصادقين..! عن أي منظمة تحرير يتحدث هؤلاء والتي هي عند أغلبية الشعب الفلسطيني بحكم "الميت سريريا" منذ أن تولى السيد محمود عباس رئاستها في عام 2005 م، والذي أصبح المشهد الفلسطيني في وجوده حالة من القهر والبؤس والكمد والغم والحزن المختلط بمهرجان تعهير القضية، ونهب الوطن وتدمير اقتصاده، وطمس هويته النضالية الممتدة على مدار قرن من الزمان.؟! فمنذ تولي محمود عباس السلطة وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة فتح وهو يعمل بشكل ممنهج على تدمير المنظمة وحركة فتح، باتخاذه القرارات الفردية وبتجاوزه كل القوانين الوطنية .! وأصبحت "حركة فتح" التي سيطرت على المنظمة منذ 1968م، و ظلت تسيطر حتى الآن على كافة مفاصلها وعلى صناعة القرار فيها هي نسخة "بدل فاقـد" عن المنظمة، وقد نصت اتفاقية القاهرة عام 2005م، ووثيقة الوفاق الوطني عام 2006م، واتفاق مكة عام 2007م، واتفاق المصالحة عام 2011م، على إعادة بناء وتفعيل المنظمة لتشمل أطياف الشعب الفلسطيني كافة، لكن أياً من هذه الاتفاقيات لم تنفذ حتى الآن، فمحمود عباس وحركة فتح لم يبديا أية جهود حقيقية لاستيعاب باقي مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله بما يتوافق مع أحجامها السياسية والشعبية، بينما تضاءلت المنظمة وضمرت، لتصبح على مقاس "حركة فتح" أكثر منها على مقاس الشعب الفلسطيني.! وأصبح الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره يصحو كل يوم على "فضيحة" مجلجلة، أبطالها أطراف في ما تسمى بـ "السلطة الوطنية الفلسطينية"، فلا يكاد يمر يوم، إلا ونسمع عن فساد أخلاقي أبطاله مسؤولون في السلطة، أو فساد مالي متجذر ومتغلغل في أركان السلطة منذ سنوات، دون أن نسمع صوتا لـ "غـربان التصفية" يطالب بمكافحة لهذا الفساد أو تطهير لأركانه، والسبب أن الغالبية من قادة السلطة مشارك فيه.! وباتت فضائح السلطة تزكم لا أقول أنف الشعب الفلسطيني المقاوم والصابر بالداخل والخارج، إنما باتت تزكم أنوف كل الشعوب العربية، فلم يعد الأمر مقتصرا على جانب أو أفراد، أو حالة استثنائية، إنما بات الأمر يمارس علانية.! ألم يسمع هؤلاء بالتعاون الأمني بين أجهزة السلطة "الوطنية" الفلسطينية وبين العدو الصهيوني .؟!. فما شهدته الساحة الفلسطينية من ضرب وتصفية لحركات وفصائل المقاومة والتآمر على قتل قادتها، وتقديمهم قربانـًا لإرضاء العدو الإسرائيلي كان ــ للأسف ــ عبر قيام أجهزة أمنية بالسلطة بإمداد أجهزة العدو الأمنية بكافة المعلومات والبيانات التي تمكِّن العدو من القيام بمهمته.. باغتيال قادة الفصائل بكل سهولة ويسر تحت شعار "التنسيق الأمني المقدس" الذي رفعه رئيس منظمة التحرير، وأصبح من الثوابت الفلسطينية في نظر قادة الأجهزة الأمنية . لماذا التزمت المنظمة وحركة فـتح الصمت عندما أصر رئيس المنظمة على تأخير إعادة إعمار قطاع غزة، ويوم تم حرمان أكثر من خمسين ألفا من المجاهدين والموظفين من رواتبهم في غزة تحقيقا لسياسة التجويع التي يمارسها العدو الاسرائيلي .! وعندما استغل رئيس المنظمة سلطته المطلقة في الكهرباء للضغط على غزة للتنازل عن مشروع المقاومة، والتمكن من غزة أمنيًا واقتصاديًا ليستأنف تعاونه الأمني مع إسرائيل في القطاع كما يمارسه في الضفة الغربية .! إن المطلوب من المشاركين في مؤتمر اسطنبول أن يسقطوا البقية الباقية من "ورقة التوت" عن "غـربان التصفية" في رام الله الذين يقتاتون على موائد الاسرائيليين، ويتاجرون بالدماء الزكية للشعب الفلسطيني، فقد "تعروا" تماما، ولم تعد لهم أدنى مصداقية ليس فقط أمام الشعب الفلسطيني المجاهد، وأبطاله ومقاومته الشريفة، بل حتى أمام الشعوب العربية والإسلامية. 

 

عادل أبو هاشم

من نفس القسم دولي