الوطن

الرئاسة تؤجل زيارة ميركل للجزائر

بسبب تعرض الرئيس لوعكة صحية مؤقتة

 

اعتذرت رئاسة الجمهورية، أمس، في سابقة في العمل الديبلوماسي الجزائري، عن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدم قدرتها على إتمام البرنامج المتفق عليه مع ألمانيا، وعلى رأسه إمكانية استقبالها من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسبب تعرضه لوعكة صحية طارئة، وصفها بيان الرئاسة بشكل طبي دقيق، حين عبر أن الرئيس أصيب بـ"التهاب حاد للشعب الهوائية". وقال ذات المصدر أن الطرفين اتفقا على تأخير الزيارة إلى وقت لاحق لم يحدد تاريخه، ولم تتغير بروتوكولات ولا أجندة زيارة ميركل، حيث بقيت الأعلام الألمانية معلقة في شوارع العاصمة إلى وقت متأخر من نهار أمس، كما استقبل وفد رجال الأعمال الألماني من طرف وزير الصناعة والمناجم حتى لا يعطى لإلغاء الزيارة أي تفسير أو تأويل آخر.

وأثار قرار تأجيل الزيارة موجة من التساؤلات لدى السلك الديبلوماسي والأوساط السياسية الجزائرية، وبعض وسائل الإعلام، خاصة ما تعلق بالحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي أصبحت رئاسة الجمهورية تتعامل معه بكثير من الشفافية من خلال البيانات التي تنشر كلما اقتضت الضرورة، عكس ما كان يحدث في وقت سابق حيث كانت تتكتم، ما جعل وسائل الإعلام خاصة الغربية تنفرد في كثير من الأحيان بالسبق الصحفي في هذا الموضوع.

وتكيفت السلطات الألمانية مع قرار تأجيل الزيارة من خلال إنزال سقف الوفد، حيث ترأس وفد رجال الأعمال الألمان نائب وزير الاقتصاد والطاقة الألماني.

هذا وكانت الرئاسة قد كشفت، في وقت سابق من ظهر أمس، عن تعذر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب إصابته بالتهاب حاد للشعب الهوائية. وأكدت رئاسة الجمهورية، في بيانها، أنه "تم تأجيل الزيارة الرسمية التي كان من المقرر أن تقوم بها إلى الجزائر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب "التعذر المؤقت لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نتيجة "التهاب حاد للشعب الهوائية".

وأفاد نفس المصدر أن "السلطات الجزائرية والألمانية قررتا باتفاق مشترك، تأجيل الزيارة الرسمية التي كان من المقرر أن تقوم بها إلى الجزائر ميركل مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى الجزائر".

واعتبر ذات البيان أن "هذه الزيارة ستبرمج من جديد في تاريخ يحدده الطرفان لاحقا، وأن هذا التأجيل راجع إلى التعذر المؤقت لفخامة عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية المتواجد بإقامته في الجزائر بسبب التهاب حاد للشعب الهوائية".

هذا وأكد نائب الوزير الألماني لدى الوزير الفيدرالي المكلف بالاقتصاد والطاقة، أوي كارل بيكماير، أن الجزائر شريك "مهم جدا" و"جد موثوق" لألمانيا في منطقة المتوسط، وصرح للصحافة لدى وصوله إلى مطار الجزائر الدولي مساء أمس أن "الجزائر شريك هام جدا لألمانيا في منطقة المتوسط كما نعتبرها شريكا جد موثوق، لذلك فإن لدينا مصلحة كبيرة في أن تكون العلاقات بين البلدين مثمرة".

وقد استقبل وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، بيكماير الذي يترأس وفدا هاما من مسؤولي الوزارة الألمانية ورجال أعمال ألمان، وأكد في هذا الخصوص أنه "سعيد" لتمثيله مرة أخرى الحكومة الفدرالية الألمانية في الجزائر، بعدما سبق له المشاركة في المنتدى الدولي للطاقة الذي عقد في شهر سبتمبر الأخير بالجزائر، مشيرا إلى أنه "من الأهمية بمكان ترقية العلاقات بين المؤسسات الجزائرية والألمانية". ومن أجل تعزيز الاستثمارات الألمانية في الجزائر، يضيف ذات المسؤول الألماني، فإن "بعض المقاولين قد قدموا معنا"، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بمؤسسات تنشط في ألمانيا فقط وإنما كذلك في أوروبا وباقي العالم، وتابع قوله إنها مؤسسات "تأمل كذلك في الاستثمار بشمال إفريقيا، وتلكم هي الأهداف التي نتابعها في الحكومة الاتحادية".

وسيشارك بيكماير مع بوشوارب، اليوم الثلاثاء، في ترؤس أشغال الدورة الـ 6 للجنة المختلطة الجزائرية الألمانية ومنتدى الأعمال بين مؤسسات البلدين.

 

إكرام. س

من نفس القسم الوطن