الوطن

خبراء: الجزائر بحاجة إلى قوة الصناعة الألمانية لبناء اقتصاد تنافسي

أكدوا أن مثل هذه الاستثمارات عالية التأهيل وذات قيمة تكنولوجية مقارنة مع الدول الأخرى

 

مسدور: الاستثمارات الألمانية موثوقة وعلى الجزائر الاستفادة منها
ديب: إعادة إطلاق مشروع دزيرتيك بالشراكة مع ألمانيا كفيل بإخراج الجزائر من أزمتها 
سراي: تقوية التعاون الجزائري الألماني مطلوب لما يملكه الألمان من ريادة وخبرة في أكثر من مجال
 
أجمع خبراء اقتصاديون أمس أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية ـ الألمانية، شهدت مؤخرا، تطورا ملحوظا بعد سلسلة اللقاءات والمحادثات التي تمت بين مسؤولي البلدين طيلة الثلاثة سنوات الأخيرة الأمر الذي سمح بتسجيل الاستثمارات الألمانية في الجزائر أرقاما مهمة رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجه رجال الأعمال والمؤسسات الألمانية في الجزائر، مؤكدين أنه على السلطات العمومية  تطوير هذه الشراكة والاستفادة اكثر من التجربة الألمانية الرائدة في عدة مجالات على راسها الطاقات المتجددة والصناعة الميكانيكية خاصة وان الاستثمارات الألمانية تعد استثمارات عالية التأهيل وذات قيمة تكنولوجية عالية مقارنة مع استثمارات الدول الأخرى.
وكان اجتماع بين عدد من المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم الألمان سيعقد اليوم في إطار منتدى الأعمال الجزائري -الألماني تزامنا مع زيارة كانت مرتقبة من المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، للجزائر يوم أمس غير أنه تقرر تأجيلها في وقت لاحق من يوم أمس غير أنه لم يتأكد بعد إن كان هذا اللقاء بين المتعاملين الاقتصاديين سيعقد أم لا.
وتسعى الجزائر في اطار علاقتها الاقتصادية مع ألمانيا لفتح آفاق واعدة للتعاون الثنائي الذي انتعش بشكل ملحوظ خلال الثلاث سنوات الأخيرة وبحسب المتتبعين فان التعاون الجزائري- الالماني يشكل نموذجا رائدا كونه يتقاسم مقاربة البلدين في ارساء التعاون الاستراتيجي الحقيقي، بمعنى انه لا ينحصر في اقامة استثمارات يكون المستفيد منها طرف دون آخر، ويشر الخبراء ان ما يطبع استراتيجية التعاون الالماني هو اتخاذه من الجانب التنموي اساس تواجده في الجزائر، حيث يتجلى ذلك في المجال الصناعي والبيئي والاجتماعي والصحي، ويضيف الخبراء أنه بالنسبة للجزائر فالاستثمار الألماني يعد "إيجابي" وخلاق لمناصب الشغل وللثروة ويتطابق مع مبدأ المنفعة المتبادلة" رغم كونه "دون طموحات" البلدين لكن بإمكانه التطور مستقبلا.
 
مسدور: الاستثمارات الألمانية عالية التأهيل وذات قيمة تكنولوجية وعلى الجزائر الاستفادة منها
 
وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير الاقتصادي فارس مسدور لـ"الرائد" أن الاستثمارات الألمانية في الجزائر حققت الفترة الأخيرة أرقاما مهمة رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجه رجال الأعمال والمؤسسات الألمانية في الجزائر، مشيرا أن السلطات الجزائرية تعول على الاستثمارات الألمانية من أجل امتصاص بطالة الشباب والتقليل من التفاوت التكنولوجي بين البلدين وتدارك التأخر في هذا المجال وبحسب مسدور فإن هذه الاستثمارات عالية التأهيل وذات قيمة تكنولوجية عالية مقارنة مع استثمارات الدول الأخرى وتركز على المنشأة القاعدية الطويلة المدى، خاصة ما يتعلق منها بالسكك الحديدية وقطاع الميكانيك والمنشآت الفنية الكبرى، ويرى مسدور أن فرصا مهمة للاستثمار في مجال الطاقة والمناجم لدى الشركات الألمانية، لأنها تملك تكنولوجيا عالية الدقة ومرغوبة لدى الشريك الجزائري مشيرا أن الجزائري يثق كثيرا في الصناعة الألمانية، لكن العائق يبقي في السعر، وهو ما دفع مسدور للتأكيد على ضرورة ان يتم توطين الصناعة الألمانية في الجزائر لما تملكه من خبرة وجدية في الانجاز لأن السوق بحاجة إلى منتجات ذات جودة عالية، كالمنتجات الألمانية وثمن في السياق ذاته مسدور  المشاريع التي ستقام بشراكة ألمانية وعلى راسها مشروع فولكسفاغن مضيفا ان هذا المشروع سيكون انطلاقة حقيقية للصناعة الميكانيكية في الجزائر.
 
ديب: إعادة إطلاق مشروع دزيرتيك بالشراكة مع ألمانيا كفيل بإخراج الجزائر من أزمتها 
 
من جهته أكد أمس الخبير الاقتصادي كمال ديب أن مشروع صناعة السيارات "فولكسفاغن" يعد المشروع النموذج لتطور الشراكة الاقتصادية بين الجزائر وألمانيا معتبرا أن هذه الشراكة يجب ان تمتد لقطاعات اخري على راسها الطاقات المتجددة التي تملك فيها ألمانيا خبرة كبيرة حيث أشار ديب أن الطاقة المتجددة تعد مجال حيوي وبديل للنفط والغاز وعلى الجزائر استثمار هذه الطاقة أزمة البترول الحالية وتراجع أسعاره في السوق الدولي وتقلص نسبة مداخيل الجزائر من الصادرات، وتراجع إنتاج الغاز والنفط آفاق سنة 2030، يلزم الحكومة من خلال علاقاتها الاقتصادية التي تعززت مع ألمانيا مؤخرا، على ضرورة الاستفادة من تجربتها في مجال الطاقات المتجددة مطالبا في هذا الصدد برفع التجميد عن مشروع دزيرتيك والبدء في تطبيقه مع شراكة المانيا معتبرا أن مشروع كهذا سيكون مكسبا من ذهب للجزائر.
سراي: تقوية التعاون الجزائري الألماني مطلوب لما يملكه الألمان من ريادة وخبرة في أكثر من مجال
 
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي أ بأن ألمانيا هو أول اقتصاد أوروبي وأقوى دولة صناعية في العالم بعد أمريكا والصين والجزائر في الوقت الراهن تحتاج إلى هذه القوة في إطار بناء نهضتها الصناعية من خلال بناء جسر اقتصادي يكون أوله مشروع فولكس فاغن وكذا مشاريع أخرى متعلقة بالمياه والبيئة وغيرها.واعتبر سراي أن الجزائر بحاجة إلى قوة الصناعة الألمانية لبناء اقتصاد تنافسي مبرزا أن مجالات الشراكة الواعدة كثيرة بين البلدين وعلى راسها الزراعة والإنتاج الزراعي من حبوب حليب ولحوم حمراء بالإضافة على الصناعة خاصة الصناعة الميكانيكية وكذلك الطاقات المتجددة وتحويل الكهرباء والأهم حسب سراي المجال البيئي حيث اشار ذات الخبير أن ألمانيا معروفة بالدراسات المتقدمة التي تجريها في مجال حماية البيئة وبإمكان الجزائر الاستفادة في إطار شراكتها مع هذا البلد من هذه الخبرة مضيفا أن الشراكة الجزائرية الألمانية هي شراكة استراتيجية مبنية على المنفعة المتبادلة وهو ما يخدم الجزائر اكثر مقارنة بشركاتها مع بلدان أخري.
س. زموش

من نفس القسم الوطن