أكد أمس المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي أن تخوف الحكومة من خطر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى راسها الفايسبوك مفسر كون هذا الأخير أصبح يلعب دور كبير في المجتمع فقد أعاد حسب سعدي تشكيل الساحة الإعلامية، وغير قواعد اللعبة الى درجة كبيرة، وأتاح مساحة واسعة للتعبير، والحوار المتبادل لم تكن موجودة من قبل، وهو ما جعل الحكومة تعتبره خطر خاصة في ظل التطورات والتغييرات الحاصلة حاليا.

 وقال سعدي أن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك يظهر أن هذه المواقع أصبحت رائدة في الجزائر وهو ما جعل الحكومة تشعر بمدى أهمية مراقبة وتطويق الأفكار والآراء التي تعج في هذا الفضاء من خلال التحذير من الاستعمال الخاطئ للفايسبوك كما شهدناه في العديد من التصريحات يضف سعدي او من خلال التواجد والحضور الرسمي للمسؤولين والوزراء وهو ما يمكن حسب ذات المتحدث من ملء بعض الفراغ الرسمي الموجود بهذه الفضاءات باعتبارها أداة في صناعة الحدث والتحكُم في بلورة مواقفٍ مُعينة من خلالها،  وايد سعدى تواجد الوزراء والمسؤولين بمواقع التواصل الاجتماعي مشيرا ان ذلك يمكن ان يعمل على درء الفجوة المجودة بين المواطن الجزائري والمسؤول خاصة مع ما يعانيه الشباب على وجه الخصوص من تهميش  وقال سعدى إن فضاءات الحوار الاجتماعي يمكن أن تلعب دورا في المسائل المتعلقة بالتواصل بين الأجيال، بين الإدارة و المواطن و حتى داخل الجمعيات، التنظيمات و الأحزاب السياسية، بمعنى إشراك هذه الفضاءات في تدعيم الحوار الاجتماعي، من جانب اخر وحول توجه الجزائريين نحو الفايسبوك وتعاظم تأثير هذا الاخير والمواضيع التي تلقي الاهتمام بهذا الفضاء قال سعدي أن  استعمال شبكة التواصل الاجتماعي من قبل الشباب هو بالدرجة الأولى نتاج الغلق الموجود في الفضاءات الاجتماعية الأخرى، بحيث أن الشاب الذي يبحث عن الفعل والتأثير‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬ ‬فضاء‭ ‬جديدا‭ ‬يرى‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أنه‭ ‬يمكنه‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬محيطه معتبرا أن ميولات الشباب والمواضيع التي تثير اهتمامه في هذا الفضاء تعد متغيرة غير انه اشار ان اغلب المواضيع التي تتداول عبر الفضاء دائما ما تكون في صلب اهتماماته اليومية  معتبرا أن عزوف الشباب الجزائري عن الخوض في مواضيع السياسة يفسر أن السياسة أصبحت لا تؤثر في يومياته.

س. ز