الوطن

مخاوف الحكومة من "الفايسبوك" تتعاظم؟!

تحاول ملء الفراغ الرسمي وتسجيل حضور أقوى في هذه الفضاءات الافتراضية

 

تجدد في الآونة الأخيرة تخوف الحكومة من مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التطورات التي تحدث على الساحة السياسة منها قرب التشريعات وكذا التطورات على الساحة الاقتصادية خاصة ما تعلق ببارومتر الأسعار الذي يتجه منذ مدة نحو الأعلى وحتى الاجتماعية فيما يتعلق بالغزو الفكري والديني الذي تعرفه الجزائر وهو ما دفع أكثر من وزير للتحذير من خطر مواقع التواصل الاجتماعي وما يلاحظ في الآونة الأخيرة  هو الحضور الرسمي القوي لعدد من الوزراء والمسؤولين بهذه المواقع أكثر  مما كان عليه في السابق في خطوة قد تكون لملء الفراغ الرسمي بالفاسبوك والتواصل مع مستخدمي هذه المواقع بدل فتح المجال أمام التأويلات التي قد تشكل نوعا من الخطر.
والواضح من تصريحات المسؤولين أن الحكومة لا تزال تصنف مواقع التواصل الاجتماعي في خانة الخطر خاصة في مثل هذا التوقيت الذي يشهد زخم كبير بهذه المواقع وتفاعل من طرف مستخدميها حول العديد من القضايا على رأسها التشريعات والقضايا السياسة وكذا المسائل الاقتصادية والتجارية ومثلها القصايا الاجتماعية والدينية وهو ما دفع الوزير الأول منذ أيام لإعطاء أوامر لجميع الوزراء بضرورة فتح حسابات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بهم أو بدائرتهم الوزارية في خطوة تهدف لملء الفراغ الرسمي بهذه المواقع الافتراضية والرد على مختلف التساؤلات والإعلان عن كل جديد يخص قطاع وزاري معين لتفادي التأويلات وكل جوانب تحريف المعلومة، وهو نفس ما أمر به بعض الوزراء لمستخدمي قطاعاتهم منهم محمد بن عيسى الذي دعا الائمة هو الاخر لفتح حسابات فايسبوك من أجل التحاور مع الشباب والإجابة على استفساراتهم في خطوة تجعل الإمام يقترب من الشباب وليس العكس، لكن بالمقابل حذرت وزارات أخرى من استعمال الفايسبوك وكان على راسهم وزارة العدل التي دعت القضاة منذ أشهر لتجنب استعمال هذه المواقع باعتبارها تحمل مخاطر ومساوئ تمس بواجب التحفظ ليأتي الدور على المحاميين اين امرت النقابة التابعة لهذا التنظيم المحاميين بتجنب استعمال هذه المواقع ولو باسم مستعار، وقد سبقت محاولات استمالة "شعب الفايسبوك" هذه  عن طريق تسجيل حضور رسمي قوي بالفضاء تصريحات تحذر من خطر الفايسبوك ودعاوي لحظره بشكل نهائي  كونه تحول إلى اكثر من وسيلة تواصل اجتماعي حيث قالت  وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال هدى فرعون ان المعلومات المدرجة للمواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي تباع لهيئات غير حكومية و حتى جهات ارهابية في ظاهرة خطيرة تسعى الجزائر لمحاربتها واضافت فرعون ان مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك تكبد الجزائر خسائر بالمليار حيث 80 بالمائة من الانترنت في الجزائر تستهلك في هذه المواقع، مشيرة أن الدولة تراقب كل ما ينشر بالفايسبوك  من جهته حذر وزير الاتصال حميد قرين أكثر من مرة من خطر الفايسبوك غير أنه ابعد أمكانية حجب هذه المواقع بالجزائر استنادا لمبادئ الديمقراطية والحرية وكان عمر غول قد صرح مؤخرًا بأن هذا الفضاء أصبح خطرًا على مقومات ومكتسبات الوطن، في حين نادى أحمد أويحيى مدير ديوان رئاسة الجمهورية بضرورة التصدي لمحاولات التشويش التي تستهدف الجزائر ضمن مخططات الربيع العربي وهي كلها صريحات تشير لحجم التخوف الموجود لدى الحكومة والمسؤولين من تأثير على الفضاء الأزرق على توجهات الجزائريين في مثل هذا التوقيت غير أن رواد الفايسبوك لا يزالون يتمسكون بحقهم في التعبير مشرين ان "الفايسبوك" بقي الوسيلة الوحيدة التي يتمكن من خلالها الجزائر التعبير عن سخطه على العديد من القضايا  وهو ما يفسر تزايد مستعملي هذا الفضاء حيث تشير أخر الأرقام الرسمية وجود أكثر من 12 مليون مستخدم بالفايسبوك ما يمثل حوالي 31 % من السكان  منهم 64 % ذكور ومن حيث التركيبة العمرية فإن نسبة 69 % هم الشباب من 18 إلى 34 سنة وهي الأرقام التي كانت كفيلة لتجعل الحكومة تشعرُ بمدى أهمية هذه الوسيلة التي أضحت أداة في صناعة الحدث والتحكُم في بلورة مواقف معينة.
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن