دولي
إنتهى العرض.. صح النوم يا ريس
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 فيفري 2017
الرئيس الأمريكي الجديد بإعلان تخلي بلاده عن خيار "حل الدولتين" يكون قد أنهى عرض حلقة ساخرة ضمن حلقات المسلسل السياسي الأمريكي الساخر، الذي بدأ إخراجه وعرضه منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، ولاتزال له حلقات أخرى أكثر سخرية يُفترض أن يتم إخراجها خلال المرحلة المقبلة، ما دام هناك ممثل فلسطيني يتمسلك بلعب الدور الوظيفي في هذا المسلسل.
ما يثير الدهشة والمفاجأة أنه رغم إعلان المخرج الأمريكي البارع إنهاء عرض حلقة "حل الدولتين"، والتي قد تكون أطول حلقة من حلقات أفلام ساخرة بعد أوسلو، أن الممثل الفلسطيني في سبات عميق، لم يصله بعد قرار المخرج بإنهاء العرض، وهذا ما أكد عليه السيد صائب عريقات من خلال تأكيده على تمسك السلطة الفلسطينية بخيار الدولتين رغم إعلان وفاته من قبل دونالد ترامب. ربما السبب المقنع في إصرار السلطة على ذلك يعود إلى المبالغ المالية الضئيلة التي تقاضاها الممثل الفلسطيني الشهير (السيد الرئيس محمود عباس) مقابل التمثيل في هذا الفيلم الساخر، بالتالي تباكي السلطة من هذا المنطلق قد يبدو أمرا منطقيا. حالها حال من يفقد وظيفته ومصدر رزقه.
في مقابل إنهاء هذا الفيلم، ينتقل المنتجون والمخرجون الأمريكيون والإسرائيليون إلى استكمال عملية إنتاج وإخراج مشترك لفيلم حقيقي بدأ عرض حلقاته خلال السنوات الماضية بقليل من الاستحياء، لكن يُفترض أن تنتج حلقاته الأكثر صرامة وقوة دون كابح ومانع خلال الفترة المقبلة، عنوان هذا الفيلم هو "بلع الضفة". كذلك في هذا الفيلم، يلعب الممثل الفلسطيني الشهير الذي يتجاوز عمره 80 عاماً، بدور رئيسي أكثر أهمية من الدور الذي كان يقوم به في الكوميدي الساخر "حل الدولتين".
أما الدور الذي يقوم به هذا الممثل عنوانه البارز "التنسيق الأمني"، أي مواجهة أي جهد وعمل مقاوم يقف ضد عرض فصول هذا الفيلم الحقيقي وحلقاته المؤلمة، كما أن دوره أيضا لا يختصر في ذلك فقط، بل يتجاوز ذلك إلى توظيف ممثلين آخرين في شركة تقديم الخدمات الفنية للمخرج الإسرائيلي المحتل أي السلطة الفلسطينية، يقومون بتقديم خدمات لوجستية مثل تسهيل مهمة المخرج من خلال مساعدته في السيطرة على الأراضي التي تتم فيها عملية الإنتاج الحقيقية، وكذلك تزويد الممثلين المحتلين بكل ما يلزم مثل الإسمنت وغيره. كما أنه من شطارة الممثل البارع "محمود عباس" اللعب بهذا الدور في أكثر من فيلم في الوقت ذاته؛ حيث إنه كذلك يكون حاضراً في أفلام حقيقية أخرى، مثل "بناء الهيكل المزعوم"، و"حصار غزة" و"قمع الشعب"، و"إنهاء المقاومة في الضفة"، و"بيع الهوى للشعب الفلسطيني"، و"تطمين الإسرائيليين"، و"بيع التاريخ"، و"تقسيم المقسم"، و"تجزئة المجزأ"، وإلى ما شاء الله من أفلام إسرائيلية حقيقية، نشاهد فصولها وحلقاتها بشكل يومي.
ما دام الممثل الفلسطيني لا ينهي دوره الوظيفي في هذه الأفلام الإسرائيلية، أملا في الحصول على جائزة "أوسكار" لأفضل ممثل مستقبلا، لا يمكن أن يقوم بدور إيجابي لصالح شعبه، وفي ظل هذا الوضع، سيظل دوره ساخراً وعاطلاً في الأفلام الفلسطينية الخيالية مثل "المصالحة"، و"إنهاء الإنقسام"، و"إعادة بناء منظمة تصفيد الشعب"، و"مهزلة الانتخابات"، وغيرها من الأفلام التخيلية الساخرة. خلاصة القول أنه نتمنى من الممثل الفلسطيني الشهير أن يعود إلى جادة الشعب والصواب في آخر حياته، وأن يقف مع شعبه المناضل المظلوم والمقسم بين هذا الفصيل وذاك، وهذه القطعة من أرض الوطن أو تلك، لإيقاف إنتاج الأفلام الإسرائيلية الحقيقية من خلال إنتاج أفلام فلسطينية حقيقية، أهمها: ـ "الإقرار والاعتذار"، أن يعترف ويقر للشعب الفلسطيني أنه سلك مسارا مغايرا عن بوصلة الشعب الفلسطيني ثم بناءً عليه يقدم اعتذارا تاريخيا لهذا الشعب على سنوات وعقود أنهكت السلطة طاقاته، وأخّرته عن التحرير، وقرّبت الاحتلال لأهدافه المشؤومة. ـ "سحب الاعتراف"، حيث يتم سحب الاعتراف بالمخرج المحتل.
ـ "التسوية إلى المزبلة"، يتم الإعلان عن مهزلة التسوية وإنهاء هذا المسار الضار المضر، وإعلان موت أوسلو. ـ "رفع السقف" أي تجاوز الحديث عن حدود 67 ورفع شعار تحرير "فلسطين التاريخية" من النهر إلى البحر ـ "إنهاء المقسم"، أي إعادة اللحمة الوطنية، وإنهاء الانقسام البغيض وتوحيد الصف. ـ "المقاومة هي الحل"، أي تبني خيار المقاومة بكل جوانبه العسكرية، والسياسية، والشعبية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية.
صابر كل عنبري