دولي

تحذيرات فلسطينية من موت حل الدولتين وعريقات يزور واشنطن

بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

 

 

تدرك القيادة الفلسطينية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن هامش مناوراتها واستراتيجية اللاقرار ضاقت إلى حدها الأقصى، إذ جاء لقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بمثابة إصدار شهادة وفاة رسمية لحل الدولتين، الميت أصلاً على أرض الواقع، وليطلق يد إسرائيل لإكمال ربع الساعة الأخيرة من الاستيلاء على الضفة الغربية، مع تجاوز الموقف الأميركي مرحلة الانحياز الدائم إلى شراكة مع إسرائيل في عهد ترامب.

بعد ساعات من لقاء ترامب ونتنياهو، بدأت التصريحات الفلسطينية الرافضة لما جاء في الاجتماع، والمتمسكة بحل الدولتين، ورفض الاستيطان، تنهال على وسائل الإعلام، سواء من أعضاء في اللجنة التنفيذية الذين رأوا في تصريحات ترامب، من دون ذكر اسمه، "دفناً لحل الدولتين"، حسب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أو على صعيد القوى والفصائل الوطنية، فيما عبرت الرئاسة الفلسطينية عن موقفها عبر الوكالة الرسمية، قائلة "مستعدون للتعامل بإيجابية مع إدارة ترامب لصنع السلام". وارتفعت وتيرة التحذيرات من أن القضاء على حل الدولتين يعني أن المواجهة ستكون طويلة ومؤلمة ودموية. ويقول مستشار الرئيس محمود عباس (أبو مازن) للشؤون الاستراتيجية، حسام زملط، إن خيار الدولتين لم يكن خيارنا، بل نحن تبنينا خيار الدولتين، وهو خيار دول العالم في العام 1988.  والآن إما أن يقرر العالم، ونحن معه، حماية هذا الخيار، أو أننا كقيادة وشعب سنستخدم كل الأدوات الشرعية من أجل الحفاظ على بقائنا ومكتسباتنا". 

وأضاف: "تبنى الشعب الفلسطيني وقيادته مشروع العالم بحل الدولتين، إيماناً منا بإعطاء السلام فرصة، واليوم نتنياهو بعنصريته يسعى إلى تقويض مشروع تبناه العالم". ويعتبر مسؤول مفوضية الإعلام والثقافة والشؤون الفكرية في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ناصر القدوة، أن "البديل عن حل الدولتين هو مواجهة مستمرة وطويلة ومؤلمة ودموية. إن وجود دولة فلسطينية على حدود العام 1967 أمر مفروغ منه. إذا لم يكن هناك إمكانية للتوصل إلى حل الدولتين سلمياً لن يؤدي إلى اختفاء الشعب الفلسطيني". 

وقال القدوة، على هامش مؤتمر عقد في مدينة رام الله "سيترتب على المواجهة الفلسطينية المقبلة في ما يتعلق بخيار حل الدولتين تغيرات كبرى، إن حدثت، والشعب الفلسطيني مواقفه واضحة وثابتة، وهو لن يتخلى عنها. سيكون أمام تغييرات كبرى ستشهدها البنية السياسية الفلسطينية والشارع الفلسطيني، وستوجد إفرازات جديدة، ونحن سنرى ما الذي يحدث. الحقيقة الثابتة أنه لا تغيير في الموقف الفلسطيني، والشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بحقوقه الوطنية وبدولته الفلسطينية". لكن المفاوض السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، محمد اشتية، له رأي آخر. وقال إن "ما يجري يستدعي عقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية لإجراء دراسة معمقة للمتغيرات الجديدة، والخروج بتوصيات بحجم التحدي"، مشدداً على ضرورة تنفيذ ما يتم التعهد به. 

واعتبر، في تصريح، أن "الحديث عن تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته مجرد حبر على ورق، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى استراتيجية جديدة تستند إلى الواقع الجديد الذي أدخلتنا فيه إسرائيل والولايات المتحدة". لكن موقف الرئاسة الفلسطينية الخالي من أي مواجهة أو قرار، يتوافق تماماً مع الموقف المعروف لعباس، خصوصاً في آخر اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الإثنين الماضي، والذي وُصف بـ"الصاخب"، إذ رفض أبو مازن جميع المقترحات التي قدمت له للرد على الخطوات الإسرائيلية والدعم الأميركي لها، وأهمها التحلل من اتفاق أوسلو، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي، التي صدرت في مارس 2015، وأبرزها وقف التنسيق الأمني، وإحالة القضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية بشكل عملي.

أمال. ص/ الوكالات

 

 

من نفس القسم دولي