الوطن

خبراء: "الأزمة الاقتصادية" أعطت نفسا جديدا للعلاقات الجزائرية السعودية!

أكدوا أهمية تنويع الشركات مع دول الخليج

 

سراي: السعودية لها صناعة قوية وعلى الجزائر الاستفادة منها
رشيد بوجمعة: فرص هامة بين الجزائر والسعودية يجب استثمارها 
 
أكد خبراء اقتصاديون أمس أن نتائج أشغال اللجنة الجزائرية السعودية الثانية عشرة التي اختتمت بالجزائر نهاية الأسبوع تعد دفعا جديدا للعلاقات الاقتصادية الجزائرية السعودية خاصة مع سعى قيادة البلدين لتجاوز الخلافات السياسة تحقيقا للفائدة الاقتصادية مشيرين أن "أزمة النفط" التي لا تزال خانقة رغم تحسن طفيف في الأسعار والأوضاع المالية الصعبة لكل من الجزائر وحتى السعودية كانت دفعا لتعاون اقتصادي أكثر يكسر الجليد ويجعل المصلحة الاقتصادية فوق أي خلافات سياسية.
توجت أشغال اللجنة الجزائرية السعودية الثانية عشرة التي اختتمت نهاية الأسبوع بالتوقيع على ثماني اتفاقيات تعاون وشراكة في مختلف المجالات في خطوة تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وقد أسفرت هذه اللجنة عن عديد التوصيات الهادفة إلى تجسيد المشاريع الثنائية ميدانيا  وقد أكد وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب في هذا الصدد: "إن اجتماع هذه اللجنة يبشر بالخير حيث أن عدة قطاعات استطاعت التوصل إلى اتفاق مع الجانب السعودي" من جانبه أكد وزير الاستثمار والتجارة السعودي ماجد بن عبد الله القصبي "وجود إرادة سياسية قوية لتعزيز الاستثمار المشترك في مختلف القطاعات كما أكد أن التواصل بين الجانبين الجزائري والسعودي سيفعل أكثر وان نتائجه ستكون ايجابية وتعود بالفائدة على الطرفين" وقد اتفق الجانبان في ختام هذا اللقاء على تكثيف اللقاءات والمشاورات لتذليل كافة العراقيل التي يمكن أن تواجه تنفيذ المشاريع، وترقية العلاقات الاقتصادية الثنائية إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. وتحاول الجزائر والسعودية منذ فترة تجاوز خلافاتهم السياسية في سبيل تعزيز التعاون الاقتصادي حيث شهدنا خلال الفترة الماضية توافق جزائري سعودي على عدة قضايا أهمها قضية تخفيض انتاج النفط حيث ساههم هذا التوافق بشكل كبير في التوصل لاتفاق أوبك كما شهدت الفترة الماضية تبادل للزيارات بين المسؤولين الاقتصاديين للبلدين أهمها زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال للرياض اسفرت عن التوقيع على عدة اتفاقيات كل هذا يؤكد بشأنه الخبراء انه في صالح الجزائر التي عليها تعزيز التعاون الاقتصادي الخارجي بعيدا عن محور أوروبا ومن مصلحتها أكثر تنويع شركائها خاصة وان الجزائر والسعودية تجمعهم نفس الأزمة.
 
سراي: السعودية لها صناعة قوية وعلى الجزائر الاستفادة منها
 
وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية الأخوة الجزائرية السعودية عبد المالك سراي لـ"الرائد" أن أشغال اللجنة الجزائرية السعودية الثانية عشرة كانت نتائجها جيدة ومثمرة معتبرا ان اتفاقيات مهمة في عدة مجالات تخدم الاقتصاد الوطني وتعزز الاستثمار الأجنبي أمضيت وقال سراي أن أشغال هذه اللجنة كانت بمثابة تأكيد على تجاوز الخلافات باعتبار أن العلاقات الجزائرية السعودية تحسنت كثيرا مؤخرا وهو الأمر الذي يخدم الطرفيين حيث نوه سراي بضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر والسعودية مشيرا ان الجزائر من مصلحتها تنويع شركائها خاصة من دول الخليج المعرفيين بتحكمهم في عدة استثمارات حيوية وأضاف سراي في السياق ذاته أن السعودية لها صناعة قوية وعلى الجزائر الاستفادة من خبرة السعوديين في عدة مجالات، على رأسها الزراعة والسياحية والصناعة الدوائية معتبرا أن عامل الازمة التي تعيشها الجزائر وحتى السعودية كان دافعا قويا لهذا التقارب حيث قال أن كلا من الجزائر والسعودية هدفهم حاليا تنويع اقتصادهما وهو ما يدفعهما إلى التشديد على أهمية ربط التواصل بين رجال أعمال البلدين.
 
رشيد بوجمعة: فرص هامة بين الجزائر والسعودية يجب استثمارها 
 
من جهته أكد الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة الجزائر رشيد بوجمعة أن من مصلحة الجزائر تقوية العلاقات مع الطرف السعودي لان المصالح مع هذا البلد حيوية يضيف بوجمعة الذي اكد أن المشاريع التي أمضيت اتفاقيتها خلال أشغال اللجنة الجزائرية السعودية الثانية عشرة التي اختتمت نهاية الأسبوع تعد جد مهمة خاصة مشروع إنشاء شراكة في مجال تعدين الفوسفات والصناعات المشتقة من خام الفوسفات والبنى التحتية اللازمة لتعدينه مثل الميناء والقطار وبعض المرافق الأخرى حيث قال بوجمعة أن تكلفة المشروع التي تقدر بـ15 مليار دولار مهمة وتبرز حجم الاستثمار الجيد مؤكدا ان توقيع اتفاقيات مهمة كهذه تعد مؤشرا لاهتمام رجال أعمال البلدين بتجسيد شراكات فعلية، من جهة وتؤشر لتوفر فرص هامة بين الجزائر والسعودية اللتان تمران بأوضاع اقتصادية مماثلة في ظل التراجع الحاد في أسعار النفط، وهما المعروفان باعتمادهما الكبير على مداخيلهما من النفط في تمويل الميزانية يضيف بوجمعة الذي أشار بالمقابل ان الاستثمار العربي والسعودي على وجه الخصوص لا يزال يواجه العراقيل بما يجعل الجزائر والمسؤولين مدعوون للتحرك من اجل تخفيفيها خاصة ما تعلق بالبيروقراطية التي تتثقل كاهل النشاط الاستثماري في الجزائر، وإذا كان  قانون الاستثمار الجديد قد انتبه إلى بعض هذه العراقيل، وحاول الحد منها إلّا أن الذهنية الجزائرية تبقى على نوع من البيروقراطية المكبلة لأي مبادرة خاصة من الشركاء العرب يؤكد بوجمعة.
س. زموش

من نفس القسم الوطن