الوطن
ترشح الشباب في تشريعيات ماي القادم مرهون بالشيوخ !!
غالبية النواب الحاليين يودعون ملفاتهم لتجديد العهدة إضافة إلى إطارات الدولة والوزراء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 فيفري 2017
• الأفانا: لن نرشح شابا غير مناضل والشيوخ يملأون الفراغ
في الوقت الذي تُسارع أحزاب لإتمام وضع قوائم التشريعيات وجمع التوقيعات، يترقب الرأي العام الوطني "استمرارا رجال المال والشيوخ في تبوؤ صدارة القوائم وإقصاء الشباب من حظوظ الترشح". فأحزاب الأفلان والأرندي رفعت مرارا "شعار التشبيب"، لكن تشريعيات 2017 ستكون "أول امتحان لهذه الشعارات" وإتاحة الفرصة للشباب في صدارة القوائم، في حين اعترف تواتي بأن "الأفانا لن يقبل بترشيح الشباب لمجرد ملء الفراغ والقوائم، بل سيرشح المناضلون حتى لو بلغوا سن الشيوخ". أما حمس، فرفض كل نوابها السابقين ماعدا اثنين فقط "تجديد العهدة". فهل ستفرج الأحزاب عن قوائم تشريعيات 2017 بنسب مشجعة لتواجد شريحة الشباب في صدارتها، أم أن شعارات التشبيب "مجرد طُعم لاستمالة الفئة وملء القوائم؟.
وسألت "الرائد" نوابا في المجلس الشعبي الوطني حاليين وآخرين سابقين، عن التناقض في خطابات الأحزاب بإتاحة الفرصة للشباب، لكن في المواعيد الانتخابية يتم إدراجهم في آخر القائمة "كإجراء قانوني لملء الفراغ".
• حمس: النواب تركوا فرصة لشباب الجيل الجديد من المناضلين
رفض رئيس مجلس الشورى السابق لحركة حمس، عبد الرحمان سعيدي، فرضية تهميش الشباب من الترشح في التشريعيات وفرصة تصدر القوائم. وقال أن "حمس لها تقاليد ليست مثل الأحزاب الأخرى، فالقيادات التي خاضت تجربة الترشح سابقا تترك فرصة للجيل الجديد"، مضيفا: "لدينا نواب خاضوا عهدتين في البرلمان ولا يزالون في سن صغيرة لا تتجاوز الخمسين، ومع ذلك رفضوا التجديد". وأضاف: "انظروا في القوائم، لا يوجد أي نائب أعاد الترشح سوى يحي بنين عن وادي سوف وحمدادوش عن جيجل، وهم شباب أقل من 45 سنة"، معتبرا أن "الفرصة لترشح الشباب وتصدر القوائم موجودة في حمس ولا يوجد إقصاء للقيادات".
وعن ترتيب القوائم للتشريعيات، قال سعيدي "يوم الجمعة يتم الفصل نهائيا في ترتيب القوائم وسترون نسبة تواجد الشباب والنواب السابقين الذين تركوا الفرصة لآخرين"، مضيفا حول قائمة العاصمة "صحيح أن قائمة ولاية الجزائر لم يتم حسمها بعد، وهناك اتصالات تمت مع شخصيات رياضية وثقافية ومجاهدين ويوجد بينهم من رفض". وعن عرض تقدمت به قيادة الحركة لترشيح رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ووزير التجارة مصطفى بن بادة، قال سعيدي: "أعلم أن شخصيات رفضت الترشح في العاصمة، لكن هناك أخبارا لا أساس لها من الصحة على غرار خبر ترشيح بن بيتور".
• الأفانا: لن نرشح شابا غير مناضل والشيوخ يملأون الفراغ
اعترف رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، بأنه "يرفض ترشيح شباب من خارج الحزب بحجة ترك الفرصة لهم". وأضاف: "كيف أجلب شبابا من المقاهي والشارع أو الجامعة وهم ليسوا مناضلين في الحزب وأمنحهم رؤوس القوائم في التشريعيات على حساب كهول ومناضلين"، مضيفا: "هذا أمر لا يصلح وغير معقول، فالشباب يجب أن ينخرطوا في العمل السياسي حتى تتاح لهم الفرصة للترشح". واعتبر تواتي أن "المنادين بترشيح الشباب وترك الفرصة لهم يرفعون شعارات فقط، لأن الشباب مستقيل من العمل السياسي وهم أقلية في كل الأحزاب"، مذكرا: "وضع الجزائر كارثي حاليا وفئة الشباب غير مكترثة بتغيير الأوضاع عن طريق المطالبة بحقوقها والتدافع في العمل السياسي لغزو المجالس المنتخبة والتعبير عن آرائهم والمشاركة في إصلاح البلد"، مضيفا: "الجزائر تحررت بفضل الشباب وهم من قاموا ببناء الدولة الجزائرية في الستينات والسبعينات، وكل الوزراء كانوا في سن الشباب".
وعن تجديد الترشح لنواب الحزب في البرلمان ضمن صدارة القوائم، قال تواتي: "لدينا فرص فقط للمناضلين في الحزب لتبوؤ رأس القائمة في كل الولايات، ولا نرشح أحدا من خارج الحزب"، مضيفا: "الجمعية الولائية هي من تضع القائمة والشباب يشكلون أقلية في ملفات الترشح". وعن رؤيته لترشح النواب لأكثر من عهدة ضمن الأحزاب وفرض منطقهم على حساب الشباب، قال تواتي: "عزوف الشباب هو المشكلة وهم من يجب أن يفرضوا أنفسهم على الكل"، مضيفا: "لا أتحدث عن الأفلان والأرندي، بل عن الأحزاب الأخرى، فالشباب لديهم فرصة للتغيير لكن يجب عليهم الانخراط".
• الأفلان: تشريعيات 2017 هي أول فرصة لتسليم المشعل للشباب
أحصت اللجنة الولائية لحزب جبهة التحرير الوطني بولاية تيزي وزو 87 ملف ترشح بينها "19 ملف ترشح للشباب الجامعيين ممن لا يتعدون 40 سنة"، حسب ما أكده القيادي سعيد لخضاري ليومية "الرائد". وأوضح المتحدث أن "الأفلان هو أقدم حزب في الجزائر وبطبيعة الحال لديه قيادات شيوخ عكس الأحزاب الفتية والمتشكلة في التسعينيات وفئة الشباب موجودة بقوة"، مضيفا: "في المؤتمر العاشر رفع شعار التشبيب ولدينا فئة واسعة من الشباب في اللجنة المركزية، وتشريعيات 2017 ستكون أول فرصة لتسليم المشعل لفئة الشباب"، معتبرا: "المراتب الأولى وصدارة القوائم في كل الولايات ستكون للشباب وهذه تعليمات القيادة والمؤتمر العاشر". وأضاف لخضاري: "النواب الذين ترشحوا والوزراء وغيرهم ستكون الأولوية للشباب الذين لا يتجاوزون 40 سنة".
وعن الأخبار الذي تروج عن ترشح أبناء إطارات الأفلان على حساب المناضلين، قال لخضاري: "قانون الحزب يسمح بترشح عضو واحد فقط من العائلة في قوائم الحزب، ولا يمكن أن يترشح قيادي رفقة أحد أفراد عائلته". واعتبر القيادي في الأفلان ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني أنه "آن الأوان لتسليم المشعل لشريحة الشباب، والحزب يرفع شعار الاستمرارية". وعن فرصة الشباب مقابل المترشحين من أصحاب المال الفاسد (الشكارة)، ذكر لخضاري: "الحزب لا يمنح فرصة لهؤلاء لدخول الحزب في تشريعيات 2017، وكذلك لا يمكن إقصاء مناضل رجل أعمال بحجة المال، فهناك قيادات تتواجد في الحزب منذ السبعينات وشكلت ثروة ولديها الحق في الترشح".
يونس بن شلابي