دولي

فلسطينيو الخارج… بين التمسك بالحقوق.. ومن يمثلهم !؟

القلم الفلسطيني

 

 

فلسطيينو الخارج كلمة سمعتها منذ صغري وأنا أسكن في قطاع غزة؛ صحيح أني قرأت عنهم وعن أماكن إقامتهم بعد اغتصاب الكيان الصهيوني لفلسطين عام 1948؛ واللجوء إلى الدول العربية الشقيقة؛  وما عرفت قيمة وأهمية هذه الكلمة إلاَّ عندما عشتُ بينهم وتعرفتُ عنهم عن قرب؛ وحدثتني نفسي ما الذي أستطيع أن أكتبه عنهم بعد أن عرفت أهميتهم وقيمتهم وهم بالطبع يشكلون النسبة الأكبر من سكان فلسطين؛ فمن أنا لأكتب عنهم وقد سبقني غيري الكثير من الكتَّاب والمفكرين الفلسطينيين ومن المحبين للقضية الفلسطينية.

الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الخارج؛ تتربع فلسطين في قلبه ويحبّها ويجاملها ليلاً نهاراً ويكتب عنها أكثر من كاتب المقال؛ ويتمنى أن يزورها ويعيش فيها؛ ويدعو الله أن يرزقه صلاة في المسجد الأقصى المبارك ويتجول في البلدة القديمة للقدس؛ وأن يزور الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبالتأكيد هناك الملايين من الفلسطينيين في شتى أصقاع المعمورة؛  ينشرون كل يوم عن قضيتهم ويعرفون العالم ما الذي يحدث فيها من جرائم وحشية وقتل وتهجير لأبناء شعبهم الصامد المرابط داخل فلسطين؛ سواء في الضفة المحتلة أو قطاع غزة أو القدس المحتلة أو أراضي ال 48 المحتلة.

أؤكد من كلامي أنَّ شعبنا الفلسطيني البعيد عن أرضه ووطنه عشق هذا الوطن المقدس وتمنى الموت فيه وهو لم يره في حياتها ولم يزره من قبل؛ وعمل على إشغال نفسه بهموم شعبنا الفلسطيني بالرغم أنه بعيد عنه؛ ومنهم من أشغل  نفسه وأهله مع القضية الفلسطينية؛ وعمل ضمن لجان تحت مسمّيات كثيرة؛ فكانت تحت اسم #فلسطين #والأقصى_والقدس

كما نعرف ويعرف الجميع أن منظمة التحرير الفلسطينية التي أُنشئت عام 1964 عقب قرار صدر من القمة العربية الأولى التي عقدت بالقاهرة؛ أن تحافظ على حقوق شعبنا الفلسطيني وتمثله رسمياً؛ وسرعان ما اكتشف شعبنا الواعي أن الهدف من وراء إنشاء هذه المنظمة أن يتم إسكات الشعب وإيهامه أنه أصبح الآن من يمثله ويرفع له صوته أمام المحافل الدولية.

لم يبق لمنظمة التحرير أي دور فعال، وما بقي منها إلاَّ اسمها الذي شاخ عليه الزمان كما شاخ على أشخاصها التعب والنسيان إلى أن توفاهم الله؛ حتى نسيها شعبنا وترحم على عواجيزها.

وعلى الرغم من صدور الكثير من القرارات عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره؛ إلا أن معظم هذه القرارات كانت حبراً على ورق لعدم وجود سلطة قوية تنزع وتتابع حقوق شعبنا الفلسطيني كما هو مطلوب

آن الأوان لشعبنا الفلسطيني أن تكون له هيئة خارجية تهتم به أولاً وتعرفه على فلسطين وقضيتها العادلة؛ حتى تكون حاضرة أمامه دوماً وباستمرار؛ وثانياً أن تمثله رسمياً أمام الحكومات والعالم وتسانده في المحافل الدولية التي يكون لها دور كبير في الضغط على المحتل الصهيوني وفضح جرائمه البشعة.

شعبنا الفلسطيني المكافح في الخارج هو شعب أصيل لم ولن ينسى قضيته حتى لو تغافل عنها البعض أو قصّر في نصرتها؛ ففلسطين كلمة لو قيلت للبعض من شعبنا في الخارج لقدم روحه فداءً لنصرتها والاستشهاد من أجلها ولم يتوان عن ذلك البتة؛ ومنهم من قدم كل ما يملك في سبيل نصرتها؛ ومنهم من صال وجال بين الدول والتقى شعوبها وقادتها يشرح لهم عن فلسطين والأقصى والمقاومة؛ ويطلب منهم الدعم المباشر وغير المباشر؛ ومنهم من قضى في سبيل الله من أجل فلسطين؛ ومنهم من تعرض للاغتيال بالسمّ، ومنهم من هو ملاحق ويتربص به العدو الصهيوني للنيل منه  لثنيه عن دعم أبناء شعبه ومقاومته.

ومن هنا نقول إنه لا خوف على فلسطين بعد أن رأينا الصورة المشرقة لأبناء شعبنا الفلسطيني في الخارج وهم يجودون بكل ما يملكون في سبيل نصرتها؛ لا خوف وبعض قيادات فلسطين لا تنام الليل وهي تفكر وتبحث من أجل نصرتها؛ تراه كل وقته لنصرة قضيته؛ يترك زوجته لأيام وليال طوال وهو يعمل على تشكيل لجان وهيئات لنصرة قضية فلسطين الذي تربعت في قلبه منذ الولادة الأولى في وطنه؛ بل منهم لم ير أهله إلاّ أيام قليلة حتى يعود مرة أخرى وبقوة للعمل وتحت راية #فلسطين.

فلسطين تحتاج من أبنائها في الخارج فوق ما قدموه الكثير بل وأضعافه؛ وبالتأكيد في هذا المقام نقول إنه "لا يمكن انتظار قطار عفا عليه الزمن والسنين الطوال.

 

 

 

محمود أبو كميل

من نفس القسم دولي