الوطن

سلطة المسجد كمؤسسة انهارت بسبب الجيل الجديد!

المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي:

 

أكد أمس المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي أن الثقافة الدينية وحدها لا تكفي لممارسة وظيفة إمام، بل على هذا الأخير أن يتكون في مختلف العلوم والمعارف الاجتماعية والإنسانية والسياسية، حتى يتمكن من تكييف الخطاب الديني مع متطلبات ومستجدات الحياة الاجتماعية خاصة في ظل النسق المتسارع لعدد من الظواهر الاجتماعية وحتى القضايا الدينية الدخيلة على المجتمع.

وقال سعدي في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن هناك أئمة كثيرين يفضلون النأي بأنفسهم تماما عن الانشغالات الأساسية للجزائريين ويهربون إلى مواضيع عامة عن الأخلاق والأمور الفقهية المختلفة دون تقديم توجيهات دقيقة للمصلين تخص كيفية التعامل المناسب مع أبرز ما يواجه الجزائريون من تحديات خصوصا في أيام الفتنة والتشرذم التي نعيشها ونُعايشها منذ مدة. مشيرا أنه من المفروض أن المسجد هو مؤسسة لتأطير الحياة اليومية، غير أن الملاحظ أن سلطة المسجد كمؤسسة كانت تحظى بقوة ونفوذ كبيرين في السابق بدأت تنهار بسبب وجود جيل جديد أصبح بعيدا عن دينه.

مضيفا في سياق ذاته أن الفكر المستورد الذي تأثر به بعض الأئمة في الجزائر أدى بهم للحياد عن مهمتهم الحقيقية مشيرا ان تأهيل الامام حتى يصبح قادرا على المساهمة في تأهيل المجتمع ومعالجة القصايا الحساسة يتطلب عملا جادا من خلال مجالس علمية لمديريات الشؤون الدينية، تضم علماء وعقلاء يمتلكون قوة الإقناع للحفاظ على قوة المؤسسة المسجدية ، وقال سعدى أن  دور المسجد تقلص وضعف وكاد تأثيره أن يكون محصورًا في مجال العبادات فحسب، لعدة عوامل منها ضعف إمكانيات الدعاة من الناحية الفكرية والإعداد العلمي وتهميش دورهم، وعدم الأخذ برأيهم، وتراجع مكانتهم الاجتماعية، كما كانت عليه من قبل بالإضافة إلى عدم فهم بعض الناس لدور المسجد وأهميته الاجتماعية والسياسية والثقافية، والنظر إليه على أنه مكان للعبادة وإقامة الشعائر الدينية فقط. زد إلى ذلك قلة الكوادر المؤهلة لإدارة المساجد وتقديم خدمات متنوعة من خلالها، تجسيدًا للدور التنموي للمسجد والأهم من كل هذا الغزو الثقافي ومحاولة طمس الهوية الإسلامية من ناحية، والإساءة إلى الشريعة الإسلامية وربط الإسلام بالإرهاب، ونشر العديد من المفاهيم الخاطئة ضد الإسلام ومبادئه من ناحية أخرى.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن