تشكل قوائم الترشح للتشريعيات لولاية الجزائر العاصمة "صداعا" لكل الأحزاب دون استثناء، والدليل أنها قبيل 17 يوما عن انتهاء الآجال القانونية لإيداع القوائم، لم يكشف أي حزب عن متصدر قائمته للعاصمة. وكشفت مصادر حزبية أن أحزاب الأفلان وحمس والأرندي وتكتل الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، تشهد "احتداما كبيرا" بين مترشحيها للظفر بتصدر القائمة، فيما ترى أحزاب "فتية" أن التنافس بين الأحزاب على مقاعد العاصمة المحددة بـ 37 مقعدا يجب أن يكون في إطار انتخابات نزيهة ولا يهمّ ترشح الوزراء والشخصيات الوطنية.

وعلاوة على ترقب كبير في ترشح الوزير الأول عبد المالك سلال على رأس قائمة الأفلان في العاصمة، يُرجح، حسب مصادر حزبية ،"ترشح وزراء سابقين على رؤوس قوائم أحزابهم في العاصمة"، على غرار عمارة بن يونس في الأمبيا، وعمار غول في تاج، والهاشمي جعبوب في حمس، وبوشوارب في الأرندي، إضافة إلى ترشح عديد من الوزراء الأفلانيين في الولايات الأخرى.

 

 

رجح رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، مسألة ترشحه للتشريعيات في ولاية الجزائر العاصمة. وقال بن بعيبش أنه "سيعلن عن رغبته رسميا بعد المؤتمر المرتقب الأسبوع القادم". وأضاف: "ولاية الجزائر العاصمة لها طابع خاص وأهمية كبيرة في الانتخابات التشريعية، لذلك قد نركز على بعض الجوانب لوضع القائمة". وفي سؤال حول السماء المقترحة من حزبه لمقارعة الأسماء المعول عليها في أحزاب الأفلان والأرندي وحتى حمس والعمال، قال بن بعيبش: "سنتنافس في العاصمة ولدينا إمكانيات للتنافس على كسب مقاعد في العاصمة"، مضيفا: "سنفصل في قوائم غالبية الولايات بعد مؤتمر الحزب المرتقب في 17 فيفري".

ويصنف الطاهر بن بعيبش ضمن الشخصيات السياسية المعارضة منذ التسعينات، ورئيس حزب الفجر الجديد المنضوي في هيئة التشاور والمتابعة وأحد المدافعين على أرضية مزفران.

 

 

 

حاول قيادي الحركة الشعبية الجزائرية، شيخ بربارة، التكتم على مسألة الأمين العام للحركة، عمارة بن يونس، بالقول إنه "على كل مناضل حتى بن يونس التقدم بملف ترشحه في الولاية التي ينتمي إليها، وانتظار قرار اللجنة الوطنية للفصل في الأمر"، في إشارة إلى أن مسألة ترشح بن يونس لا تعني الحزب. وقال بربارة: "اللجنة الوطنية ستنتهي من وضع القوائم في 25 فيفري القادم وسنكشف عن رؤوس القوائم في الولايات بينها العاصمة". وفي رده على التنافس بين الأحزاب حول مقاعد العاصمة التي تضم لوحدها 37 مقعدا، وارتباط التنافس بترشح وزراء وشخصيات وطنية، قال بربارة: "ربما سيترشح بن يونس على رأس قائمة العاصمة، وقد لا يترشح، لكن قائمة العاصمة عادية مثل كل الولايات".

للإشارة، كان رئيس الجمهورية قد أنهى مهام وزير التجارة، عمارة بن يونس، في جويلية 2015 عقب تصريحات "مستفزة" تتعلق باستيراد وتصدير الخمور، وكذا تهديده بكشف قائمة بارونات الاستيراد.

 

 

 

من جانبه، ردّ رئيس حزب الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، على مسألة ترشح الوزراء وشخصيات وطنية في قوائم العاصمة بالقول: "سنرشح شابا كفئا لمقارعة هؤلاء المرشحين الشيوخ". وأضاف: "ولاية الجزائر العاصمة مثل باقي الولايات وليست لها معايير خاصة للترشح، وحزبنا لديه نسبة 4 في المائة وهو معفى من التوقيعات". واعتبر بن عبد السلام أن "القوائم في كل الولايات تخضع للمكتب الولائي وليس للمكتب الوطني، ولذلك مكتب العاصمة هو من يحدد رأس القائمة". وجدد المتحدث قوله: "تكافؤ الفرص في الانتخابات يخضع لمنطق القرعة، ولذلك نحن نطالب بانتخابات نزيهة فقط في العاصمة وغيرها".

وعن ترشحه شخصيا لمقارعة ترشح الوزراء في العاصمة، قال بن عبد السلام: "لم أفصل بعد في رغبتي، ولا يزال بعض الوقت لوضع القوائم". ويجدر التذكير أن بن عبد السلام هو أحد الشخصيات السياسية المعارضة وحزبه عضو في قطب التغيير الذي يقوده علي بن فليس.

 

 

 

على صعيد آخر، فند حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الأخبار التي راجت حول وضع قوائم ولايات بجاية وتيزي وزو والبويرة والعاصمة. وأكد المكلف بالإعلام في الأرسيدي، عثمان معزوز، أن "الأخبار المتعلقة بوضع القوائم في هذه الولايات لا أساس لها من الصحة، بدليل أنه هو شخصيا لم يودع إلى حد أمس ملف ترشحه في ولاية بجاية". وأوضح معزوز: "اللجنة الوطنية لم تشرع في عملها بعد لوضع القوائم النهاية، فكيف يمكن الجزم برؤوس القوائم". وأضاف: "رئيس الأرسيدي محسن بلعباس لم يعلن بعد رغبته في الترشح ولا علم لي بترشحه في العاصمة". وعن التنافس الذي تشهده مقاعد العاصمة الـ 37 التي تعرف الأحزاب صراعات لتصدر قوائمها، قال معزوز: "التنافس منوط بنزاهة الانتخابات وليس بترشح الوزراء والشخصيات الوطنية"، مضيفا: "لدينا مرشحون شباب ومناضلون في الحزب، ولا نرشح وزيرا أو شخصية وطنية على حساب مناضلي الحزب"، مختتما: "التشريعيات هي انتخاب ممثلي الشعب والتنافس يتعلق بمصداقية النائب وليس بمنصب المترشح".