الوطن

الأئمة متهمون بالتقصير ؟!

الخطاب الديني محصور في الأمور الفقهية ويتحاشى معالجة الغزو الفكري الذي يجتاح المجتمع

 

بينت دعوة وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة مؤخرا لفتح حسابات فايسبوك وتويتر من أجل التواصل مع الشباب هامشية دور المساجد في معالجة القضايا الأخلاقية والغزو الفكري والثقافي الذي يجتاح المجتمع فرغم التطورات والتغييرات الأمنية الاقتصادية والاجتماعية وحتى الدينية لا يزال مجمل الخطاب الديني محصور في الأمور الفقهية رغم أن لهذا الأخير أهمية كبيرة في معالجة كبريات القضايا نظرا لمكانة المسجد عند الجزائريين.

كانت دعوة وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى مؤخرا للائمة لفتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع الشباب وتمرير الخطاب المسجدي الذي يتجانس ويتوافق مع المرجعية الدينية الوطنية وحماية هذه الشريحة من المؤثرات الخارجية، على غرار حملات التبشير والتضليل الداعية إلى الطائفية والمذهبية، بمثابة الاعتراف بقصور دور المسجد فيما يعرفه المجتمع حاليا من إشكالية أخلاقية حساسة وتغييرات عصفت بأغلب مناحي الحياة  لتصبح الإشكالية تقول ما الفائدة من تشجيع بناء المزيد من المساجد إذا لم يكن لهذه المؤسسات وأئمتها سلطة أخلاقية في المجتمع، يتم بمقتضاها الدعوة إلى الحفاظ على القيم والأخلاق وحماية المجتمع من الأفكار الدخيلة وحتي الطوائف التي أصبحت تهدد وحدة الجزائر الدينية.

ويتضح من خلال العديد من الاحداث والمتغيرات التي ظهرت في المجتمع غياب دور حقيقي للمسجد الذي لا تزال وظيفته   محصورة في الحيز التقليدي المتمثل في العبادات والشعائر الدينية فمشاركته في الحياة الاجتماعية وتأثيره على شرائح المجتمع وكذا معالجته لقضايا تبرز على السطح يبقي ضعيف ولا نقول معدوم باعتبار ان هناك عدد من المساجد تقوم من حين لأخر بحملات تحسيسية وتشارك في تظاهرات وتطرح قضايا المجتمع للنقاش إلا ان ذلك يبقى غير كافي أمام تفاقم ظواهر اجتماعية خطيرة وهو ما يطرح التساؤل عن دور الائمة ونوع الخطاب المسوق في المساجد وأين يوجد هؤلاء من كل ما يحدث حاليا خاصة فيما تعلق بقضايا الساعة.

من جهتهم يرى القائمون على هذه الأخيرة ان المسجد وحده غير قادر على معالجة هذه القضايا والتأثير في المجتمع مؤكدين أن المسجد يكمل عمل مؤسسات أخرى ولا يمكنه ان يصنع وحدة فارقا خاصة في ظل الضغوطات التي يعاني منه المسجد في حد ذاته بسبب الصلاحيات المحدودة التي تمنح للائمة ما يجعل الإمام محاصر في عمله ومأذون للتدخل في قضايا بعينها وليس كل القضايا بل أن الإمام بحسب القائمون على المساجد أصبح يلجا أليه في وقت الضرورة فقط في حين يتم تهميش دوره وعمله باقي الأوقات.

 س. زموش

من نفس القسم الوطن