الوطن
"المعارك التي خسرناها هي تلك التي لم نقم بخوضها"
الأرسيدي يقدم برنامجه الانتخابي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 فيفري 2017
اختار التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية برنامجا انتخابيا يتسم بالبراغماتية، متخليا عن كثير من مواقفه التي وصفت بالمتطرفة، ويبدو أن عمله المشترك مع أحزاب إسلامية ووطنية خلال ثلاث سنوات في إطار هيئة التشاور والمتابعة، أرغمه على تلطيف خطابه أملا في توسيع دائرة مريديه وداعميه.
واختار الحزب شعار "من أجل انطلاقة جديدة للجزائر" عنوانا لحملته الانتخابية، مؤكدا عزمه على خلق وترسيخ تقاليد أخلاقية وسياسية من شأنها مصالحة الجزائريات والجزائريين مع مؤسساتهم، مدافعا عن خيار المشاركة في هذه الانتخابات. وجاء في مقدمة وثيقة وزعت أمس، أنه "اقتناعا بجدوى وضرورة إعطاء انطلاقة جديدة للجزائر، قرر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المشاركة في الانتخابات التشريعية"، مضيفا: "نحن على يقين، بما لا يدع أي مجال للشك، بأن تعبئة كل واحد منا ستمكننا من إخراج البلاد من المأزق الذي جرنا إليه الحكام الناجمين عن أحزاب التزوير الانتخابي والفساد".
ورافع للتمسك بالأمل في التغيير و"محاربة التشاؤم وثقافة اليأس التي يزرعها ويغذيها نظام فاقد للشرعية ومناف مع مصالح الشعب والأمة". وأضاف: "يعد النبذ بمثابة وقود النظام الحالي"، مستطردا: "يتعين أن نتوقف عن القول بأن النشاط السياسي لا يجدي نفعا وأن الأمور قد حسمت مسبقا، إن المعارك التي خسرناها هي تلك التي لم نقم بخوضها".
وحث على مقاومة ما أسماه خطاب اليأس. وجاء في الوثيقة: "علينا أن نكافح خطاب السلطة ووسائل الإعلام الموالية لها، الذي يوحي بأنه لا منافع من التصويت أو أنه لا جدوى من الالتزام في الانتخابات ومراقبتها. إنه من غير الصحيح الاعتقاد بأن الشؤون محسومة ومكتوبة مقدما، إن الوضع القائم يفيد السلطة الحالية التي انتهجت سياسة السلب وخرق القوانين التي سنتها هي ذاتها".
وجاء في الوثيقة أيضا: "نعم، من الواجب أن نثير، ونزرع وننشر الأمل من أجل إنقاذ بلادنا من الهاوية. المسألة تتعلق بمصير أبنائنا". وبحسبه: "ليس هناك حالات يائسة وإنما هناك نساء ورجال فقط ينتابهم الارتياب واليأس من الحالات السيئة".
وهاجم بشدة حصيلة السلطة، مشيرا بالقول: "نحن نعرف جميعا، في الوقت الراهن، إلى أين أدى بنا كذب الدولة وانعدام الشفافية. لقد أخفت عائدات النفط، لاسيما في سنوات ازدهارها، في العديد من الأحوال الانعكاسات السلبية للركود الاقتصادي وغياب مشروع تنمية للبلاد. غير أن الانخفاض الحالي لأسعار النفط كشف مدى وحجم القصور وطابع التزيين والصوري للإصلاحات المزعومة".
ووعد الأرسيدي بالعمل على خلق وترسيخ تقاليد أخلاقية وسياسية من شأنها مصالحة الجزائريات والجزائريين مع مؤسساتهم، وذلك بالعمل، دون هوادة، وإتمام الاستقلال من خلال بناء دولة تهدف إلى تكريس المواطنة، احترام حقوق الإنسان، ضمان تكافؤ الفرص والتضامن"، وأنه "لا يزال من الممكن انتهاج المسار الصحيح، التفطن وإجراء التغييرات الناجعة التي يقتضيها الوضع. فالخيارات عاجلة، أكثر من أي وقت مضى، لتفادي جر البلاد إلى الفوضى".
ويقترح الأرسيدي "حشد كافة الطاقات الاجتماعية والاقتصادية الخلاقة للبلد، ووضع جدول زمني دقيق للعمليات الملموسة وتقييم مستوى تجسيدها في أرض الواقع، وإعادة توزيع الموارد في القطاعات الإنتاجية، وإرساء مؤسسات تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية، أي خالية من التزييف الانتخابي".
وتمسك في برنامجه الانتخابي بمطلب ترقية الأمازيغية، فـ"التماسك الوطني ينطوي حتما على فعلية الاعتراف بالأمازيغية التي تشكل، على حد سواء، مؤشرا وهدفا ديمقراطيا يمهد سبيل نهاية تزوير التاريخ وإنكار الهوية الثقافية للبلاد".
ويضم البرنامج إعادة بعث وإحياء النشاط الاقتصادي خاصة في مجالات الصناعة، الزراعة، الطاقة وكذا السياحة مع ترقية النشاطات اللصيقة به كالثقافة والحرف اليدوية، و"تشييد مدرسة ترقي الضمير وترفع الوعي الجماعي، وتعليم متفتح على الحداثة ونظام تكويني يضمن تأهيل جميع شباب بلدنا، وإرساء منظومة صحية كفيلة لضمان الرعاية الجيدة للكل".
آدم شعبان