الوطن

ماكرون يرتب أوراقه الانتخابية من الجزائر

التقى عدد من المسؤولين الجزائريين يتقدمهم الوزير الأول

 

في خطوة انتخابية ورغبة من أبرز مرشحي الرئاسيات الفرنسية القادمة، والذي تقدمه نتائج سبر الآراء من بين المحتملين للوصول إلى الدور الثاني من هذه الانتخابات، والذي يعتبر من تيار اليسار الوسطي الذي يراهن على استيعاب أجزاء مهمة من اليمين، تأتي زيارة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر قبل شهرين عن الانتخابيات الفرنسية، والرسالة التي يريد تسريبها للناخبين الفرنسيين من ذوي الأصول المغاربية بأنه يحظى بدعم سياسي من الجزائر. وقد تعود المترشحون للانتخابات الفرنسية من قبل على القيام بزيارات مماثلة للجزائر كما فعل هولاند، وقبله ساركوزي وقبلهما شيراك، قناعة منهم بأهمية ودور الناخب من ذوي الأصول المغاربية في تحديد الرابح والمتربع على قصر الإليزيه.
كما تأتي هذه الزيارة التي شرع فيها، أمس، بعد سلسلة الفضائح التي يعرفها مرشح اليمين الفرنسي فرانسوا فيون، الذي سبق وأن قدم أطروحات اعتبرت معادية للجالية المسلمة بشكل عام، ولم يقدم في أجندة زيارته أي رغبة لزيارة الجزائر. ومن المتوقع أن تتناول لقاءات ماكرون مع المسؤولين الجزائريين الملفات التي تشغل دائما الجزائر مع فرنسا، كما ترغب الجزائر أن يكون الرئيس الفرنسي القادم متعاونا معها في الملفات الإقليمية، وخاصة قضية ليبيا، بشكل ينهي خطر ورهان الجماعات الإرهابية، ويسرع الحل السياسي بمشاركة الأطراف الإقليمية، عكس ما توجهت له باريس مؤخرا، من خلال محاولة عزل الجزائر عن الملف الليبي، كما ترغب الجزائر أن يكون هناك توافق جزائري فرنسي في التعاطي مع تونس اقتصاديا وسياسيا، لإبعاد إمكانية الانسداد السياسي وربما الرجوع إلى حالة الفراغ الذي لا ترغب فيه الجزائر ولا تتمناه.
ويحرص الجزائريون أيضا على إبلاغ الفرنسيين، من خلال مثل هذه اللقاءات، على أهمية التعاون في الملف الإفريقي، وأبرزها الملف المالي، وكذلك موضوع الاتحاد الإفريقي الذي تريد الجزائر أن يكون منظمة إقليمية قارية تعمل وفق أولويات السلم والاستقرار، كما لا تعارض الجزائر أن تستمر العلاقة المتميزة بين فرنسا ومستعمراتها الماضية في القارة.
ومن المتوقع أن تنعكس الزيارة على ببر الآراء في هذه الانتخابات في الفترة القادمة.
واستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال إيمانويل ماكرون، حسب بيان لمصالح الوزير الأول. واستنادا إلى ذات المصدر، فقد سمح اللقاء "بالتطرق إلى العلاقات الثنائية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وكذا القضايا المرتبطة بتنقل الأشخاص والسلع"، كما أضاف البيان أن اللقاء "الذي سمح لضيف الوزير الأول باستعراض نظرته وتطلعاته فيما يخص آفاق تطوير العلاقات الجزائرية -الفرنسية التي وصفها الجانبان بالمميزة، سمح أيضا بتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، وقد جرى اللقاء بحضور وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب.
خالد. ش
 

من نفس القسم الوطن