الوطن
"الذين خلقوا الإرهاب بالأمس يصطفون اليوم لخوض التشريعيات!! "
رأى أن مقاطعة الاستحقاقات ليست بالحل، بن يونس يتهم:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 فيفري 2017
• الوزراء لهم حق الترشح في أي قائمة أرادوا
اتهم رئيس الجبهة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، تيارات سياسية لم يسمها بالاسم، بالسيطرة على السوق الموازية، واستخدام الشكارة في المجال السياسي. وقال أن هذه الأطراف التي "خلقت الإرهاب في الجزائر في التسعينات ستعمل على العودة من زاوية أخرى للعمل السياسي باستخدام أموال السوق الموازية". ويعتبر هذا أعنف خطاب سياسي تشهده الساحة السياسية الوطنية تزامنا مع بداية العد العكسي للمعركة الانتخابية القادمة بين الأحزاب السياسية.
عمارة بن يونس، وفي كلمة له، أمس، أمام مناضلي ومؤيدي حزبه بولاية تيسمسيلت، قال أن هذه الأموال خطيرة وأن الأطراف التي خلقت الإرهاب سابقا، وبعد أن أغلقت عليها كل الأبواب لممارسة السياسة، ستعمل على إيجاد منافذ لدخول هذا المجال من جديد، ولكن هذه المرة من خلال استخدام الشكارة وأموال الأسواق الموازية، لاعتلاء المشهد السياسي من قبة البرلمان، محذرا من خطر هؤلاء على التشريعيات القادمة.
هذا وانتقد المتحدث المعارضة التي، حسبه، تبث خطابات تشاؤمية، والتي دائما ما تصرح بأن الحكم في الجزائر سينهار. وقال ردا عليها أن السلطة والحكم في البلاد لا تؤخذ بالعنف، وأن الحل هو الانتخاب والعمل الديمقراطي.
ودعا ذات المسؤول الحزبي المواطن "إلى المحافظة على الوحدة الوطنية من خلال العمل على مكافحة الجهوية"، واعتبر أن "الديمقراطية هي الحصانة الوحيدة التي من شأنها حماية البلاد ووقايتها من التدخل الأجنبي"، كما دعا إلى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقبلة بما يساهم في "إعطاء الشرعية والمصداقية" للبرلمان المقبل الذي ستنبثق منه حكومة حسب الأغلبية النيابية".
وأشار إلى أن "مقاطعة الاستحقاقات المقبلة التي يدعو إليها مسؤولون في أحزاب معارضة ليست بالحل، ولكنها ستعقد من وضعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، مضيفا بأن "الحل في الديمقراطية هو التصويت".
كما دعا ذات المتحدث الحكومة إلى إجراء إصلاحات في المجال الاقتصادي، من خلال إيجاد حلول ناجعة لمشكل العقار الصناعي والسياحي والفلاحي، وكذا إصلاح المنظومة البنكية، إضافة إلى القضاء على "التجارة الموازية" التي اعتبرها "بالخطر الكبير الذي قد يهدد اقتصاد وسياسة البلاد". وتطرق عمارة بن يونس إلى التحديات والرهانات التي تنتظر الجزائر بالنظر للأوضاع الأمنية على المناطق الحدودية والتهديدات الأمنية التي تواجه بلادنا وعدم الاستقرار بليبيا، داعيا إلى إيجاد الحلول السلمية لهذا البلد من دون التدخل الأجنبي.
أما بخصوص ترشح وزراء الحكومة في التشريعيات المقبلة، قال بن يونس إنه أمر عادي ومن حقهم الترشح تحت أي حزب وفي أي قائمة يريدونها، لأن الأمر لا يتعارض مع أي مبدأ، نافيا في السياق إشاعة ترشح وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي على رأس قائمة الحركة الشعبية في العاصمة، مؤكدا أنه لم يتلق أي ملف متعلق بترشح هذا الأخير في الحزب.
كما عاد المتحدث مرة أخرى للتأكيد أن الحل في الجزائر يكمن في التصويت بقوة وبديمقراطية هادئة لمن أراد التغيير، لأن المقاطعة لن تأتي بشيء بل تزيد من الأزمة، منتقدا في نفس الوقت المعارضة التي دائما ما تنتقد السلطة وقراراتها مهما كانت، إلا أنها لم تأت بالبديل وبرامجها لا تحمل أي حلول للأوضاع التي تواجهها الجزائر، كما أنها تغرق في التناقض لأنها مرة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات بحجة أنها مزورة، ومن جهة أخرى تدعو للتصويت بقوة لأنه الحل والتغيير لا يأتي إلا عن طريقه.
كما تطرق مرة أخرى إلى ضرورة الانتخاب لأنه الحل الوحيد، والعزوف لا يغير شيئا، مؤكدا أن شرعية البرلمان والحكومة ومصداقيتهما مرهونتان بالمشاركة القوية كي لا يفتح الباب أمام أي جهة لزرع الفوضى في البلاد.
إكرام. س