الوطن

الجزائر تبحث عن دفع جديد للاستثمارات العربية عبر منتدى عربي قريبا؟!

بعد فشل منتدى الاستثمار الإفريقي وعدم تحقيقه للأهداف المسطرة

خبراء: الحكومة تفضل السوق الأوروبية والاستثمار العربي غير قادر على منافسته

تحسين الاستثمار العربي في الجزائر لا يكون بالندوات والمنتديات!

تلعب الحكومة منذ فترة كل أوراقها لجذب الاستثمارات الأجنبية للجزائر سواء من خلال التحفيزات والمزايات التي قدمتها للمستثمرين في قانون الاستثمار المعدل وكذا من خلال عمل دبلوماسي رسمي وهامشي لجذب رجال الأعمال الأجانب، فبعد فشل منتدى الاستثمار الافريقي أو على الأقل عدم تحقيق أهدافه المرجوة توجه الحكومة هذه المرة أنظارها نحو المنطقة العربية أين سيتم قريبا تنظيم منتدى استثمار عربي في الجزائر يتم من خلاله التعريف بفرص الاستثمار المحلية لدى رجال الأعمال العرب غير أن الخبراء يؤكدون أن تحسين الاستثمار العربي في الجزائر مرهون بالتخلص من اللوبي الفرنكفوني الذي يعطل هذه الأخيرة وليس بالمنتديات والندوات.

وفي هذا الصدد كشف أمس  المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة محمد شامي أن ندوة حول الاستثمار العربي ستقام هذه السنة تحت رعاية رئيس الجمهورية وبالشراكة مع وزارة الصناعة والمناجم لتحسيس رجال الأعمال بالاستثمار في الجزائر معترفا في تصريحات للإذاعة الوطنية بضعف الاستمارات العربية في الجزائر رغم التحفيزات والمزايا التي جاء بها قانون الاستثمار المعدل غير أن شامي أوضح أن هناك تحسن ملحوظ في التواجد العربي في الجزائر بالمقارنة بسنوات التسعينيات اين كان هناك غياب شبه كلي للاستثمارات العربية في الجزائر، وأشار ذات المتحدث أن العرب حاضرون في عدة مشاريع هامة في مجال الاتصالات الصناعة الميكانيكية والسكن والصناعة الدوائية، غير أن ذلك يبقي غير كافي بالنظر للإمكانيات الاستثمارية التي تحوزها الجزائر، وأشار شامي أن الندوة التي ستقام بالجزائر قريبا ستسبقها حملة ترويج لدي رجال الأعمال العرب خاصة في البلدان التي تعرف فائص في الأموال كالبلدان الخليجية مشيفا أن مسؤولي الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة اجروا عدة لقاءات مع مسؤولين من أتحاد الغرف العربية ومسؤولين بمجموعة الاقتصاد والاعمال العربية أين شرحوا بالتفصيل قانون الاستثمار المعدل والتحفيزات التي يحتويها وتحسن مناخ الاستثمار في الجزائر من اجل ان تقوم هذه الهيئات بدورها للترويج للوجه الجزائرية على مستوى البلدان العربية وعلى رأسها الدول الخليجية. 

غير أن خبراء أكدوا أمس أن العراقيل التي يتعرض إليها الاستثمار العربي في الجزائر لا يتعلق بتشريعات أو تسهيلات تقدمها الحكومة أو عمليات تحسيس وترويج لدى رجال الأعمال العرب وانما يتعلق بتبعية لا تزال الجزائر تعيشها تجاه الاتحاد الأوروبي وعلى راسها فرنسا بحيث يعطل هذا التقارب الجزائري الأوروبي واللوبي الفرنكفوني الذي لا يزال مسيطر على القرار الاقتصادي بالجزائر أي مساعي للانفتاح نحو محاور اخري سواء عربية أو افريقية وحسب الخبراء فأن الشركات العربية وبالإضافة للتضييق الذي تجده في الجزائر تواجه عدة تحديات أخرى لإنجاز مشاريعها محليا، أهمها "نقص المعلومة الاقتصادية، وصعوبة الحصول على التراخيص، وثقل الجهاز البيروقراطي، وعدم استقرار التشريع الجزائري، وارتفاع حجم الضرائب إلى جانب ثقل الجهاز المصرفي، وافتقاد الجزائر لبورصة نشطة" كل هذا يجعل قيمة التدفقات الواردة إلى الجزائر من الاستثمارات العربية ضعيفة، وتمتاز بالتذبذب من سنة إلى أخرى، بشكل يجعل هذه الاستثمارات لا تمثل إضافة مهمة للاقتصاد الذي يحتاج لتنويع الاستثمارات محلية واجنبية لتجاوز تبعيته للمحروقات.

 

رزيق: الاستثمار العربي في الجزائر يواجه منافسة غير مشروعة مع التواجد الأوروبي

وفي هذا الصدد أشار أمس الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن الجزائر رغم التسهيلات والامكانيات لم تتمكن بعد من الوصول لجحم استثمار عربي مشجع مضيفا أنّ عددًا مهمًا من المشاريع الاستثمارية العربية بمليارات الدولارات لا تزال مجمّدة وقال رزيق ان الاستثمار العربي في الجزائر يواجه منافسة غير مشروعة مع التواجد الأوروبي وخاصة الفرنسي في الجزائر مشيرا ان هناك ضغوطات أوروبية على الجزائر للتضييف على الاستثمار العربي وهو ما خلق نفور لدى رجال الاعمال كما أضاف رزيق أن عراقيل أخرى تقف في وجه رجال العمال العرب منها مشكل العقار الصناعي من حيث صعوبة توافره، ومسألة التمويل في ظل صعوبة الحصول على قروض مصرفية وعدم وجود بورصة فعّالة في الجزائر، وكذا نقص اليد العاملة المحلية المؤهلة، وقضية الضرائب التي يراها المستثمرين العرب "جد مرتفعة"، حيث قال رزيق أنّ مضاعفة حجم الضرائب أفرز "تهربًا من دفع الجباية" وعدم التصريح بالأرباح الحقيقية كما حدث مع "جيزي" .

 

رشيد بوجمعة: تحسين الاستثمار العربي في الجزائر لا يكون بالندوات والمنتديات!

من جهته قال الخبير الاقتصادي رشيد بوجمعة أن هناك مخاوف في أن تفقد اروبا وتحديدا فرنسا سوقا تقليديا لها لذلك هناك دائما ضغط على الجزائر لعرقلة أي مشاريع عربية وقال بوجمعة ان اخر الأرقام تشير ان الجزائر تستقطب حوالي 4 بالمائة فقط من الاستثمارات العربية وهي نسبة ضعيفة جدا بالنّظر إلى التسهيلات التي أقرّتها الحكومة للاستثمار في مختلف القطاعات، مشيرا إلى أنّ الاستثمارات الجزائرية مع الدول العربية تقتصر على مشاريع قليلة مع السعودية والإمارات، وكذا قطر ضمن مشروع مركّب بلارة للحديد والصلب بولاية جيجل، مضيفا أنّه باستثناء مشروع بلارة فإنّ الاستثمارات مع الدول العربية قليلة جدا، وأشار بوجمعة أن تحسين الاستثمار العربي في الجزائر لن يكون بالندوات وإنما بمساعي حقيقية تنطلق كمرحلة أولى بتوفير المعلومة الاقتصادية، ومنح التراخيص، وتخفيف ثقل الجهاز البيروقراطي، وتحسين النظام المصرفي، وإنعاش البورصة. 

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن