الوطن

الجزائر شريك أساسي لباريس في تسوية الأزمات الإقليمية

إليزابيت غيغو نوهت بجودة العلاقات الجزائرية -الفرنسية في المجال البرلماني وأكدت:

نوّهت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الفرنسية، إليزابيت غيغو، بالعلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا في المجال البرلماني. وأوضحت أن العلاقات التي تجمع الجزائر وفرنسا في الشق البرلماني جيدة، تعكسها جودة العلاقات القائمة بين البلدين. وأضافت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الفرنسية، التي استقبلت، يوم أمس، من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، أن "جودة" العلاقات البرلمانية تترجمها كذلك اللقاءات "المنتظمة" بين رئيسي برلماني البلدين.

من جهة أخرى، كشفت إليزابيت غيغو، التي تزور الجزائر، مضمون المحادثات التي جمعتها مع ولد خليفة، حيث تباحثا سبل التعاون الثنائي وأهم المسائل الدولية، مؤكدة أن فرنسا "تشيد" بكل ما تضطلع به الجزائر من أجل استتباب السلم في المنطقة. وأشارت في هذا الصدد إلى اتفاق السلم والمصالحة الوطنية في مالي وجهود الجزائر من أجل السلم في ليبيا.

وكانت ذات المسؤولة الفرنسية قد أكدت أن الجزائر وفرنسا مدعوتان إلى مواصلة العمل على "الأسس المتينة" للشراكة التي أرساها رئيسا البلدين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند. وأشارت في حديث خصت به وأج، قائلة "بلدانا بصدد خوض مرحلة انتخابية تتمثل في انتخابات رئاسية وتشريعية في فرنسا وانتخابات تشريعية في الجزائر في 2017، وخلال هذه المرحلة نحن مطالبون بالاستمرار في العمل سوية على الأسس المتينة للشراكة التي أرساها الرئيسان هولاند وبوتفليقة بالجزائر في ديسمبر 2012 خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي".

وفي ذات السياق، أشارت إلى أن اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى، التي اجتمعت للمرة الأولى بالجزائر في ديسمبر 2013، "سمحت للحكومتين الجزائرية والفرنسية بالاجتماع كل سنة تقريبا من أجل بحث كافة جوانب العلاقة الثنائية".

على الصعيد الاقتصادي، أوضحت المسؤولة الفرنسية أن اللجنة الاقتصادية المختلطة الفرنسية - الجزائرية التي تجتمع سنويا منذ نوفمبر 2014 أنشئت لتكون بمثابة "هيئة للحوار المميز حول كل مجالات تعاوننا الاقتصادي"، واسترسلت قائلة: "من مصلحة بلدينا الاستمرار في مضاعفة المشاريع المشتركة في القطاع الاقتصادي والعلمي والثقافي. نحن مطالبون أيضا بالاستمرار في العمل حول القضايا التي تعني ذاكرتنا وتاريخنا المشترك التي تظل مؤلمة في أغلب الأحيان، ولا بد لنا أن نستمر على نفس الدرب من خلال السماح بكتابة التاريخ والتطلع سويا إلى المستقبل".

وفي إجابة عن سؤال بخصوص التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية للمتوسط، أشارت غيغو أن الاتحاد الأوروبي يجب "أن يأخذ بعين الاعتبار الأولوية الاستراتيجية للجوار في الجنوب، وخاصة دول المغرب العربي". واستطردت قائلة أن "هناك بعض الدول الأوروبية على غرار فرنسا التي تريد تعزيز التعاون مع دول الجنوب، مع أن البعض يتطلع إلى التعاون أكثر مع دول الشرق"، مضيفة أن هذا الموضوع كان "محورا لتقرير نشر مؤخرا من طرف برلمانيين فرنسيين والذي يهدف إلى إعادة بعث علاقة أوروبا بدول الجنوب".

واستنكرت قائلة "بصفتي رئيسة هذه اللجنة لا ألتزم بالتصريحات التي أثيرت لدى تقديم التقرير والتي للأسف شوشت على مضمون الرسالة"، مضيفة أن "أول شركاء للاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب موجودون في الجنوب وفي دول المغرب العربي خصوصا".

وحسبها، فإن "فرنسا قد لمست هذه الأولوية في تعاونها مع الجزائر"، كما "أننا واجهنا نفس التحديات المتعلقة بالهجرة"، مضيفة أن "شركاء الضفة الجنوبية والجزائر على وجه الخصوص هم شركاء أساسيون في تسوية الأزمات الإقليمية، مثلما نراه جليا في الدور الذي لعبته الجزائر في تسوية أزمة مالي وإيجاد حل واقعي وشامل في ليبيا".

وفي نفس السياق، اعتبرت الحوار مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط (5+5) الذي ترأسه الجزائر مناصفة مع فرنسا حاليا يلعب دورا "رياديا".

وردا على سؤال حول التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، أكدت المسؤولة الفرنسية أن الإرهاب بجميع تفرعاته في العالم "لا يمكن مقاومته إلا بالتعاون الوثيق بين جميع البلدان"، مضيفة أن هذا التعاون "قائم بين الجزائر وفرنسا بشكل مرضٍ". وأوضحت قائلة: "نعمل لاسيما في الصعيد العملياتي وفي مجال مكافحة التطرف، حيث تعتبر التجربة الجزائرية، التي دفعت ضريبة غالية خلال العشرية السوداء، جد ثمينة". وأبرزت في هذا السياق أنه "كلما تعرضت فرنسا إلى اعتداء إرهابي أبدى الشعب الجزائري من خلال تظاهراته العديدة دعمه وتضامنه مع فرنسا"، وأعربت في هذا السياق عن "عرفان فرنسا للسلطات الجزائرية ومواطنيها".

وقالت غيغو أن هذا التعاون الذي "ندعمه لمكافحة الإرهاب متواجد في مقام الدور الأساسي العالي الذي تلعبه الجزائر في الساحة الإقليمية، لاسيما في إرجاع السلم والاستقرار إلى ليبيا ومالي". واسترسلت في معرض حديثها قائلة أن "بلدينا يتبادلان المشاورات بانتظام حول هذه الملفات ونشاطر انشغال السلطات الجزائرية كما نشاطر قناعتها في أن الحوار والمصالحة السياسية هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان تسمحان بتسوية النزاعات بشكل مستدام".

أمال. ط

 

من نفس القسم الوطن