الوطن
مفهوم العمل ارتبط بمفهوم "الريع" عند الجزائريين لعقود!
المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 فيفري 2017
أشار أمس المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي أن الجزائري لم يتأقلم بعد مع الواقع الذي يحتم عليه العمل أكثر بسبب الازمة المالية التي تشهدها البلاد مشيرا أن أغلب الجزائريين لا يزالون يعشون أيام البحبوحة في مخيلتهم رغم ظروفهم المزرية معتبرا أن الأجر لا يزال مُرتبطا عند الكثيرين بالذهاب لمقار العمل وليس للشغل، وهو مفهوم خطير حسب سعدي الذي الح على ضرورة خلق تغيير لدى الجيل الجديد الذي يجب أن يسير مع عصرنة الاقتصاد المرتبط حتميا بقداسة العمل.
و قال سعدي لـ"الرائد" أن هناك عوامل اجتماعية وكذا اقتصادية جعلت العمل يفقد قدسيته لدى الفرد الجزائري الذي لا يزال يسير بالعقلية الاتكالية رغم تغيير الظروف والأوضاع وفسر سعدي هذه العوامل بالقول ان البحبوحة المالية ومنطق الريع الذي سارت به الجزائر حكومة وشعبا طيلة العشرية الماضية جعلت الفرد الجزائري يربط مفهوم العمل بمفهوم الريع وليس بالمجهود وأوضح الهادي سعدي ان العمل تحول بالنسبة للجزائريين لأمر هامشي وهو الامر الذي تضاعف خلال فترة التسعينيات أين بدأت الجزائر تستورد كل شيء فصار الفرد يستهلك ما لا ينتجه ويسير نحو نموذج غربي يتسم بالرفاهية الامر الذي غيب المبادئ التقليدية للعمل وجعل مفهوم الأجر يرتبط عند الكثيرين، بالذهاب لمقر العمل وليس للشغل، وكأنه حق مشروع يمنح دون مجهود، أما من الناحية النفسية الاجتماعية ارجع سعدي عدم احترام العديد من موظفي الإدارات العمومية لمواقيت العمل وعدم تقديسه، إلى غياب الضمير وتراجع المبادئ وسط بنية غير مراقبة فلم يعد هناك، حسب ذات المختص، عقاب أو حساب وتفشت الرشوة، والمحسوبية والبيروقراطية في التوظيف ما جعل الفرد الجزائري يعتبر العمل امر هامشي، بالمقابل يؤكد سعدى أن الفرد الجزائري قادر كغيره على أن يكون منتجا، بأداء العمل بكفاءة وإتقان، شرط أن يوضع في الظروف المثمنة لمجهوده، مثل العدالة والتحفيزات، العمل بمكان يضمن فيه حقوقه وكرامته، وليس تحت الإكراه أو عند مسؤولين لا يقدرون الكفاءة.
دنيا. ع