الوطن

توتر جديد مرتقب بين الحكومة والنقابات بسبب الثلاثية القادمة؟!

العمال يطالبون بمناقشة ملف الأجور كأولوية رافضين ملفات الوضع الاقتصادي للبلاد

النقابات: لن نسمح بالقفز على مكاسبنا ومشاركتنا في الثلاثية حق مشروع

كمال رزيق: مناقشة ملف الأجور خلال لقاء الثلاثية أمر مستبعد

لا تزال الجبهة الاجتماعية تعيش الاحتقان مع اقتراب موعد اجتماع الثلاثية المقبل الذي سيكون شهر مارس وتناضل من أجل تخطي القرارات التي جاءت بها اخر ثلاثية واعتبرتها النقابات قفز على المكاسب وعلى رأسها ملف التقاعد وقانون العمل ما يجعل اجتماع الحكومة مع أرباب العمل والمركزية النقابية المقبل محط للأنظار من طرف العمال الذين يطالبون هذه المرة أكثر من أي وقت سابق بزيادة الأجور وحماية القدرة الشرائية المنهارة غير أن تصريحات المسؤولين وتوقعات الخبراء تشير أن هذه الثلاثية ستكون مرة أخرى ثلاثية اقتصادية بامتياز ستعني بتقييم الوضع الاقتصادي الامر الذي لا يلبي مطالب الطبقة الشغيلة وقد يخلق توتر أكثر شدة على مستوى القواعد العمالية.

تتطلع النقابات بحذر لاجتماع الثلاثية الذي سيعقد الشهر الداخل حيث تصر النقابات المستقلة هذه المرة أكثر من أي وقت مضى على ضرورة اشراكها في هذا الاجتماع خاصة وان اجتماعات الثلاثية السابقة لم تنصف الطبقة الشغيلة وكان أخطرها الاجتماع السابق الذي خرج بقرار الغاء التقاعد النسبي والمسبق، القرار التي لا تزال لغاية الان النقابات تناضل لإلغائه واسترجاع المكسب من جانب أخر فان الوضع الحالي للطبقة الشغيلة التي تعيش ظروف صعبة بسبب تدهور القدرة الشرائية وارتفاع اغلب الأسعار والخدمات مقابل أجور ثابتة جعلت النقابات تصر على ضرورة اشراكها في النقاش من أجل طرح مطلب زيادة الأجور بما أن المركزية النقابية ممثل العمال الوحيد أصبحت أقرب في أطروحاتها إلى الحكومة وأرباب العمل، منه إلى انشغالات الفئات العمالية غير ان التصريحات الأولية للمسؤولين وتوقعات الخبراء الاقتصاديين  تشير أن ثلاثية مارس ستكون مرة أخرى ثلاثية اقتصادية بامتياز ستخصص أساسا لتقييم الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة وكذا دراسة الوضع الاقتصادي للبلاد دون الحديث عن الملف الاجتماعي سوى التأكيد على مواصلة التمسك بمبدأ العدالة الاجتماعية ودون الحديث عن اشراك للنقابات المستقلة الامر الذي قد يعقد الوضع أكثر على مستوى الجبهة الاجتماعية التي تعيش الاحتقان أصلا بسبب الأوضاع الحالية.

 

مزيان مريان: لن نسمح بالقفز على مكاسبنا مرة أخرى ومشاركتنا في الثلاثية حق مشروع

وفي هذا الصدد ندد أمس المنسق الوطني لنقابة "السناباست" مزيان مريان بالتهميش الذي دائما ما تمارسه الحكومة ضد النقابات مشيرا في اتصال هاتفي مع "الرائد" أنه رغم ان النقابات المستقلة لها تمثيل واسع وتحوز على اعتمادات، إلا أن الحكومة ترفض دائما النظر إليها كشريك اجتماعي لأنها ببساطة يضف مزيان تريد من يسير معها في مخططاتها وتبحث عن خطاب يتماشى مع خطابها ولا يعاكسه، واستنكر ذات المتحدث عدم تنفيذ الوزير الأول عبد المالك سلال لوعوده حيث قال ان الوزير وعدهم في اكثر من مناسبة بإشراكهم في النقاشات غير ان ذلك لم يتحقق ولا مرة، وعن تطلعات النقابات المستقلة للاجتماع المقبل أكد مريان أنهم ينتظرون دعوتهم للمشاركة وأنهم كنقابات مستقلة يطالبون هذه المرة اكثر من أي وقت سابق بضرورة اشراكهم في لقاء الثلاثية قائلا " أوضاع العمال متردية والقدرة الشرائية في الحضيض ..لا نريد ان يتم الفقر على مكاسبنا مرة أخرى مثلما حدث في اجتماع الثلاثية الماضي" وأضاف النقابي ان العمال يطالبون بحماية وتحسين القدرة الشرائية اما عن طريق زيادة الأجور او عن طريق الية تضبط الأسعار وتحد من نزيف الأجور الذي خلفته الزيادة في الأسعار  معتبرا ان الطبقة الشغيلة ممثلة في النقابات المستقلة لها القدرة أيضا على المشاركة في صياغة مخططات التنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية. 

 

غاشي لوناس: الوضع المتدهور الذي يعشه العمال يجب أن يكون أولوية في لقاء الثلاثية 

من جهته أكد رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبيين الوناس غاشي، لـ"الرائد"   أن لقاء الثلاثية دون أشراك للنقابات المستقلة لن يخدم أي طرف مشيرا أن هناك العديد من القضايا المهمة التي تحتاج لنقاش جاد بين النقابات المستقلة والحكومة وكذا أرباب العمل وعلى رأسها النزيف الذي تشهده العديد من القطاعات من طرف العمال الذين يرغبون في الخروج للتقاعد المسبق وهي الوضعية التي خلقتها القرارات الخاطئة التي اتخذت من طرف الحكومة والمركزية النقابية كما أضاف لوناس أن القدرة الشرائية المتدهورة وارتفاع الأسعار وبقاء الأجور ثابتة دون تغيير منذ سنوات أيضا ملف مهم يجب مناقشته في الشق المتعلق بالوضع الاجتماعي مضيفا ان دراسة الوضع الاقتصادي صحيح يعد أولوية لكن حتى الوضع الذي يعشه العمال هو أولوية خاصة أن الطبقة الشغيلة ساندت الحكومة منذ الازمة الاقتصادية وتحملت جزء من المعاناة بسبب انهيار أسعار النفط غير بقاء الواضع على حالها يعني تكريس لمبدأ اللاعدالة وهو امر غير مقبول.

 

كمال رزيق: مناقشة ملف الأجور خلال لقاء الثلاثية أمر مستبعد

وعلى عكس تطلعات النقابات المستقلة توقع أمس الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن لا يخرج لقاء الثلاثية المزمع عقده الشهر المقبل عن شقين أساسيين يتعلقان بالملفات التي سبق وناقشتها الحكومة خلال الثلاثية السبقة وهوما النموذج الاقتصادي وتقييم الوضع وتنفيذ العقد الاقتصادي والاجتماعي في مجالات الاستثمار والشغل أما فيما يتعلق بالشق الاجتماعي الذي يهم الطبقة العمالية رجح رزيق أن يتمم مناقشة كيفية ضبط نظام التقاعد مع التأكيد كل مرة على التمسك بالدعم الاجتماعي وهنا استبعد تماما الخبير الاقتصادي إمكانية ان يتم مناقشة قضية الأجور سواء بنية تحسينها او غير ذلك مشيرا ان  الحكومة تعول على أول اجتماع لثلاثية يأتي في إطار قانون مالية جديد بثلاث سنوات، لتقييم الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة خلال الفترة الأخيرة، ما يجعلها غير قادرة في الفترة الحالية على رفع او تحسين الأجور من خلال مزايا أو منح غير أن رزيق أشار لضرورة اشراك النقابات المستقلة في النقاش معتبرا إياها طرفا مهما لا يجب تهميشه.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن