الوطن

قادة الأحزاب ينافسون المناضلين في كل الاستحقاقات

حنون وتواتي من كرسي المرادية إلى مقاعد البرلمان

بدعيدة: الأمين العام يختار ولا يترشح والأفلان ليس حزب العمال

مع بداية العد التنازلي لتقديم قوائم المترشحين لتشريعيات 4 ماي 2017، يطرح ترشح زعماء الأحزاب وقيادييها والوزراء "جدلا" في الساحة السياسية لعدة اعتبارات، أبرزها أن "هؤلاء المترشحين فوق العادة" ولا يخضعون لأي لوائح تنظيمية أو قانون الحزب خلال تقديم ملف الترشح، فيما يحاول زعماء بعض الأحزاب والوزراء "النأي عن توضيح إجراءات ترشحهم هل برغبة منهم أو برغبة من القاعدة الحزبية".

اتصلت "الرائد" بعدد من قيادات الأحزاب حول ظروف ترشح زعمائها، وأهمية التشريعيات في نظرهم مقارنة بالاستحقاق الرئاسي الذي يطمح إليه أي رئيس حزب، وكذا ما هي النتائج والتوقعات المنتظرة من ترشيح رئيس حزب على رأس قائمة مقارنة بالمناضلين.

 

العمال: ترشح حنون للرئاسيات والتشريعيات لأن كل الانتخابات لها أهميتها

تحفظ القيادي في حزب العمال، جلول جودي، على "رغبة الأمين العام للحزب لويزة حنون في تجديد عهدة تشريعية للمرة الخامسة على التوالي"، وقال جودي: "لجنة الانتخابات لم تفصل بعد في القوائم وعمليات الترشح ما زالت قائمة". وعن ترشح الأمين العام للحزب لويزة حنون، ذكر جودي: "ليس لدي معلومات وكل الأمور لم يفصل فيها بعد، والقوائم النهائية ستكون في أواخر شهر فيفري".

وبخصوص توجهات بعض الأحزاب التي تعتبر التشريعيات ثانوية مقارنة بترشح زعيمها في الرئاسيات، قال جودي: "ليست قضية ثانوية أو الرئاسيات لديها أهمية قصوى على حساب الانتخابات الأخرى، إنما لكل استحقاق أهميته". وأضاف مدافعا عن ترشح حنون لرئاسيات 2009 وكذا كل الانتخابات التشريعية منذ 1997 بقوله: "الديمقراطية الحقيقية تبدأ من البلديات فهي القاعدة للتمثيل الشعبي".

وعن تحضيرات الحزب، باعتبار أن الآجال القانونية انطلقت وتنتهي في الرابع مارس لتقديم القوائم، ذكر جودي: "لدينا شرط 4 في المائة في أغلب الولايات، والولايات الباقية شرعنا في جمع التوقيعات"، مضيفا أن "مهلة فصل لجنة الانتخابات في القوائم ستكون بين نهاية فيفري و4 مارس". 

 

بدعيدة: الأمين العام يختار ولا يترشح مثل المناضلين والأفلان ليس حزب العمال

من جانبه، استغرب القيادي في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بدعيدة، ترشح رؤساء الأحزاب والأمناء العامين لمقاعد البرلمان، معتبرا أن "الأمين العام هو زعيم حزب سياسي يعمل على اختيار ممثلي الحزب في البرلمان والعمل على قيادة الحكومة وليس التواجد ضمن البرلمان". وأضاف: "الأمين العام للحزب يوّجه منتخبيه في الهيئة التشريعية، وقبلها يختار ولا يترشح مثل أي مناضل". وفي سؤال حول تواجد بعض زعماء الأحزاب في البرلمان على غرار لويزة حنون، قال بدعيدة: "لا تقارن الأمين العام للأفلان بحزب العمال، نحن لدينا تقاليد عريقة في النضال والترشح، ولا نجري وراء الكراسي".

وعن المانع القانوني لترشح بعض القيادات في الأفلان على غرار الأمين العام والوزراء وأعضاء المكتب السياسي، قال بدعيدة: "لا يوجد مانع قانوني، إنما هو أخلاقي يلتزم به الأمين العام للحزب، أما الوزراء والمكتب السياسي فالأمين العام يختار ويحدد القوائم". وذكر القيادي في المكتب السياسي أن "اللجنة الوطنية لوضع القوائم تشرع في عملها ابتداء من 7 فيفري إلى غاية 27 فيفري".

 

تواتي: ترشحي لم أفصل فيه والأسبقية للحزب

أما رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، فاعتبر "ترشحه للتشريعيات مسألة وقت، ولم يفصل فيها بعد"، وأضاف: "الأسبقية للحزب على حسابي، ولا أستطيع فرض نفسي على القاعدة النضالية بل سأترشح برغبة منهم". واعتبر تواتي أن "تواجد زعماء أحزاب على رؤوس القوائم لا يمكن أن يعطي توقعات عن النتائج، لأن كل شيء في يد الناخبين"، مضيفا: "عليهم أولا إقناع الناخب للذهاب إلى صناديق الاقتراع قبل الترشح وانتظار النتائج".

وعن وجود زعماء أحزاب ترشحوا للرئاسيات وحاليا يرغبون في الترشح للبرلمان، قال تواتي: "هناك فرق بين الأحزاب وزعمائها، فالأفلان والأرندي هم في مرتبة وزير أما نحن فمناضلون فلماذا يترشحون"، مضيفا: "مادام الحكومة تعين من طرف رئيس الجمهورية وتقال بأمره وليس على حسب تشكيلة البرلمان، فكيف تنتظر منهم الترشح". وجدد تواتي قناعته أن "النظام جعل رئيس الجمهورية يتحكم في كل شيء ولا دور للبرلمان أو الأحزاب، والموالاة لا تملك أي برنامج تقدمه للشعب سوى القول أنها تطبق برنامج الرئيس".

 

رئيس حزب التجديد: تدرجت في القاعدة وترشحي وارد جدا

أما على صعيد الأحزاب الفتية المعتمدة منذ سنة 2012، فاعتبر رئيس حزب التجديد الجزائري، كمال بن سالم، أن "ترشحه للتشريعيات وارد جدًا رغم أن القوائم لم يفصل فيها بعد"، مضيفا: "ليست قضية رغبة بل العمل السياسي هدفه التموقع ابتداء من المجالس البلدية والولائية وصولا إلى البرلمان، وهذا التواجد في الهياكل المنتخبة من أجل إبراز برنامج الحزب". وعن ترشحه مقارنة ببعض زعماء الأحزاب التي ترى التشريعيات ثانوية مقارنة بالرئاسيات، قال بن سالم: "العمل السياسي هو التدرج في القاعدة التي مررت بها من البلديات إلى الولاية، وذلك للاحتكاك مع الشعب والتدرج في المسؤولية"، مضيفا: "هناك الكثير من رؤساء الدول على غرار ساركوزي (فرنسا) ونجاد (إيران) كانوا رؤساء بلديات واكتسبوا خبرة في التسيير".

وعن تحضيرات حزبه، ذكر بن سالم: "في بعض الولايات لدينا نسبة 4 في المائة التي تعفينا من جمع التوقيعات، وفي ولايات أخرى لدينا نسب قريبة من 4 في المائة وقد نلجأ للتحالف مع أحزاب حسب فتوى وزارة الداخلية لجمع نسبة 4 في المائة"، مضيفا: "وإن تطلب الأمر سنتحالف وطنيا وتكون النسبة عامة، أو تحالف ولائي حسب الولايات التي لا نلمك فيها الإعفاء من جمع التوقيعات".

يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الوطن