الوطن
12 ألف جزائري يموتون سنويا بالسرطان بسبب قلة التكفل؟!
الداء أصبح يحتل المرتبة الثانية في عدد الوفيات بعد أمراض القلب والشرايين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 فيفري 2017
• رابطة حقوق الإنسان: علاج السرطان لا يزال بالوساطة والمعريفة
رسمت أمس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان صورة قاتمة عن وضعية التكفل بمرضى السرطان في الجزائر حيث قالت الرابطة أن المرضى لا يزالوا يواجهون عناء كبيرا من أجل تلقي العلاج بسبب قلة المراكز المختصة وقلة أجهزة العلاج بالأشعة من جهة وتنامي عدد المصابين فالجزائر تسجل ما يفوق 50 ألف حالة سنويا مطالبة بتنفيذ استراتيجية واضحة المعالم لمكافحة وباء السرطان وتفعيل التشخيص المبكر داعية في السياق ذاته الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى تكفل أحسن بالمرضى السرطان من ناحية تكاليف العلاج، وأعباء التحاليل والنقل مشيرة أن القيمة التي تسدد من طرف الصندوق عادة لا تساوي المبلغ الحقيقي المنفق للعلاج.
وكشف تقرير للرابطة عشية الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السرطان في 04 فيفري من كل عام عن أرقام مرعبة لعدد المصابين بالداء في الجزائر حيث أشارت هذه الهيئة الحقوقية أن السرطان أصبح يحتل المرتبة الثانية في عدد الوفيات بنسبة 21 بالمائة بعد أمراض القلب والشرايين وبلغ عدد المصابين بمرض السرطان في الجزائر اكثر من 480 ألف حالة حيث يتم تسجيل 50 ألف حالة إصابة جديدة سنويا بمختلف أنواع السرطانات، منها 1500حالة للأطفال وأضافت الرابطة أن 70 بالمائة من الأدوية التي تعطي للمرضى بعد مرحلة متأخرة من المرض ما يجعل 12 ألف مريض يموتون سنويا بمرض السرطان، وهنا أشارت الرابطة للتقصير أو انعدام تقديم رعاية صحية للمرضى المصابين بالسرطان، مؤكدة أنه في الوقت الذي تعرف فيه بعض الأنواع السرطانية في العالم تراجعا بفضل تقنيات التشخيص المبكر للمرض، إلا أن في الجزائر يكابد المواطن الويلات ويضطر للوقوف في طوابير طويلة في سبيل الظفر بموعد طبي في المؤسسات الاستشفائية العمومية، رغم وجود 09 مراكز لمكافحة السرطان على مستوى الجزائر العاصمة، وهران، ورقلة، قسنطينة، البليدة، الاغواط، سطيف، باتنة وعنابة لكن المعاناة تزداد بعد أن يتم تحديد الموعد بعد أشهر وهو ما قد يزيد المريض مرضا وقد يلفظ أنفاسه في انتظار موعد قد لا يأتي، وقد ينجو من كابوس المواعيد في المستشفيات سوى من يملك وساطة معريفة أو يستنجد بالعيادات الخاصة، كما لفتت الرابطة أن السكانير والتحاليل في المستشفيات أصبح حكرا على أصحاب المعريفة مستغربة من الإمكانيات الضخمة التي تسخرها وزارة الصحة لاقتناء معدات طبية وأجهزة وتجهيز مخابر بالملايير، فيما يمنع على المواطن الاستفادة من خدماتها ويرغم على التوجه للخواص ودفع مرتبه كاملا للهروب من الاسطوانة اليومية التي يسمعها في المستشفيات السكانير معطل أو الطبيب المشرف عليه في عطلة، كما تساءلت الرابطة أين تدهب الأموال الضخمة التي خصصتها الدولة ولاسيما الصندوق الخاص لمساعدة المرضى مشيرة أنه يضخ في هذا الصندوق سنوبا أكثر 18 مليار دينار جزائري من اجل تكفل الجيد للمرضى.
من جهة أخرى طالبت الرابطة بتنفيذ استراتيجية واضحة المعالم لمكافحة وباء السرطان وتفعيل التشخيص المبكر، بما يوفر فرصا لشفاء المرضى وكذا تحسين الرعاية الصحية لمرضى السرطان وتدريب وتأهيل الأطباء العامين من اجل التشخيص المبكر للسرطان بالإضافة إلى إنشاء سجل خاص بمرضى السرطان من أجل تحديد جميع حالات السرطان و إيجاد أسباب الحقيقية لهذا المرض من خلال إطلاق دراسة وبائية وتحليلية لهذه الآفة بالموازاة مع حملة تحسيسية إعلامية حول داء السرطان كما دعت الرابطة للشروع في سلسلة من الإجراءات للوقاية ورعاية المرضى من خلال حملة توعية للمواطنين و تعزيز التنسيق بين جميع الجهات المعنية بما في ذلك الحركة الجمعوية للتكفل بالمرضي من جهة ومحاربة الداء من جهة أخرى.
س. زموش