الوطن

الأحزاب في مواجهة امتحان القوائم وعقبة جمع التوقيعات

بوتفليقة يدخل الأحزاب السياسية في سباق مع الزمن بعد استدعاء الهيئة الناخبة

 

خبابة: كل من يشارك عليه تحمل مسؤوليته وجمع التوقيعات العائق الأكبر

 

أدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، باستدعائه للهيئة الناخبة يوم 4 ماي القادم، الأحزاب السياسية في سباق مع الزمن، بعد أن وجدت معظمها في مواجهة تحدي ضبط قوائمها على مستوى الولايات. أما الأحزاب المتحالفة فهي في تنافس ونقاش حاد في ترتيب قوائمها ومعايير اختيارها، ما جعلها تغرق في المرحلة الأولية للانتخابات وأمام العد التنازلي لوضع القوائم، والذي مضى منه أكثر من أربعة أيام، فإن بعض الأحزاب تواجه امتحان التخطي أو السقوط في غربال هيئة الإدارة خلال فترة جمع التوقيعات.

بدعوة الرئيس وتحديده لتاريخ الانتخاب بيوم 04 من ماي القادم، يكون قد أعلن البداية الفعلية للاستحقاق الانتخابي وزج بالأحزاب السياسية في جو التحضير الفعلي للتشريعيات القادمة، قاطعا بذلك الجدل بشأن التواريخ التي أعلن عنها بعض المسؤولين السياسيين والتي أدخلتهم في حرج مع عديد الأطراف. وبتحديد هذا التاريخ فقد دخلت مختلف التشكيلات السياسية في سباق مع الزمن، بعد أن وجدت العديد منها نفسها متأخرة. فأحزاب الموالاة التي تظهر كالعادة ممثلة في الحزبين التقليديين الأفلان والأرندي كمرشحين فوق العادة لتبوؤ أغلبية مقاعد مبنى زيغود يوسف، وتحقيق هدف البقاء في القمة، لم تفصل في قوائم المترشحين على مستوى الولايات، حيث يواجه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، إرثا ثقيلا من عمار سعداني وضغوطا بعد أن دخل في سباق من إعادة ترتيب بيته إلى الفصل في قوائم المترشحين التي تضم أسماء أقل ما يقال عنها ثقيلة تشمل وزراء وأعضاء من المكتب السياسي، سيتم الفصل في تثبيتهم النهائي إلى غاية 7فيفري على المستوى المركزي. ولا يخلو قرار الفصل في قوائم الحزب العتيد من تجاذبات كبرى داخله، كثيرا ما تؤثر على وعائه الانتخابي، وخاصة إذا أدرجت أسماء ليست لها صلة بالنضال في الحزب كما يشاع في دوائر كثيرة، إضافة إلى تقليم أظافر أعضاء المكتب السياسي الذين أصبحوا في معركة معلنة مع بعض المحافظين وحتى المناضلين، وهو ما يصعب مهمة الدكتور ولد عباس في هذه المرحلة.

من جهتهم، الإسلاميون دخلوا في سلسلة من الاجتماعات، بعد أن اختاروا الوحدة عنوانا لضمان فوزهم وافتكاك مقاعد داخل قبة البرلمان من خلال الوحدة الاندماجية بين حمس والتغيير وبين الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، الذي يضم أحزاب البناء الوطني، جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، إلا أن الإشكال يقع في كون أن هذه الأخيرة لم تنته بعد من ضبط قوائمها بعد أن أخذت عملية الوحدة والاندماج أشهرا لتجسيدها.

وفي هذا الإطار، أكد الناشط والحقوقي عمار خبابة في تصريح لـ"الرائد" أن عملية جمع التوقيعات ستمثل أخطر عقبة تواجهها الأحزاب، المعنية بعد أن حددت الحكومة كيفية إعداد استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية، عبر سحب الاستمارات لدى المصالح المختصة المصادقة عليها لدى ضابط عمومي، والتي يجب أن تقدم قبل 24 ساعة على الأقل من انتهاء الأجل المخصص لإيداع قوائم الترشيحات، ويجب أن تتضمن البطاقة المعلوماتية ألقاب الموقعين وأسمائهم وتاريخ ومكان ميلادهم وعناوينهم، مضيفا أن هذه العملية ستدخل أحزابا في متاهات بعد عملية الغربلة، إضافة إلى عدم انتهاء العديد من الأحزاب من إعداد قائمة المترشحين التي تزامنت مع "صراخ" داخل بيوت الأحزاب حول متصدري القوائم، إلا أن محدثنا أكد أن الوقت لا يزال كافيا أمام الأحزاب لتخطي العقبتين من خلال تحمل المسؤولية قائلا: "على من قرر المشاركة تحمل مسؤولياته... هم على علم أن الانتخابات التشريعية ستجرى في شهر أفريل أو ماي من السنة الجارية وكان عليهم التحضير لها والذي لم يحضر لها لا يلوم إلا نفسه".

  أمال. ط

من نفس القسم الوطن