الوطن

روسيا تدعم مجهودات الجزائر من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية

مساهل جدد التأكيد على مواقف الجزائر الثابتة لفض النزاعات بطريقة سلمية

الجزائر مستعدة لتقاسم تجربتها مع الدول العربية في مكافحة الإرهاب والتطرف 

أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أن الجزائر مستعدة لتقاسم تجربتها ومقاربتها في مكافحة الإرهاب مع كامل دول العالم العربي، مشيرا إلى وجود تقارب بين الإرهاب وباقي الإجرام المنظم كتبييض الأموال والاتجار بالمخدرات. على صعيد آخر، أشار ذات المسؤول إلى المقاربة التي تنتهجها الجزائر فيما يتعلق بفض النزاعات في العالم، والتي ترتكز على الطريقة السلمية. وقال في هذا الصدد أن "الجزائر تتشبث بقاعدة دبلوماسية راسخة تتمثل في تكريس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها والحث على انتهاج المقاربة السياسية التي تعتمد على الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية لحل الأزمات التي طالت بعض البلدان العربية"، في حين أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، دعم بلاده للمجهودات "الكثيفة" التي تبذلها الجزائر من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، وهو الدعم الذي تشيد به كل القوى الدولية بالنظر إلى الحرص الذي توليه الجزائر لهذا الملف، شأنه شأن ملفات دولية أخرى تشغل العالم الآن، أبرزها الأزمة في سوريا ومالي والقضية الفلسطينية والصحراوية أيضا.

عبد القادر مساهل، وفي كلمته أمام المشاركين في أشغال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي -الروسي لبحث دعم وتكثيف التعاون العربي -الروسي، التي عقدت بأبو ظبي، أمس، أكد أن الإرهاب أصبح خطرا يهدد المنطقة العربية، مذكرا بأن الجزائر عانت طيلة عشرية كاملة من نار الإرهاب لمفردها، لكن اليوم على استعداد كامل لتقاسم تجربتها ومقاربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف مع دول العالم العربي.

وبخصوص أزمة سوريا في ظل التطورات الميدانية المتسارعة، عبر ذات المسؤول الحكومي عن تطلع الجزائر لأن تدفع محادثات أستانا للوصول إلى حل نهائي لهذه الأزمة التي دمرت منشآت سوريا، وخلفت عديد الضحايا بما يمكن هذا البلد من استعادة الأمن والسلم، من خلال التوصل لحل سياسي يجمع السوريين على أرضية وفاق تمكنهم من توحيد صفوفهم لمجابهة التنظيمات الإرهابية التي جعلت من سوريا مرتعا لها.

ومن جهة أخرى، ناشد مساهل الفلسطينيين توحيد صفوفهم، منوها بالمبادرات التي تسعى إلى مرافقة الإخوة الفلسطينيين لاستعادة وحدة صفهم، بما يسهم في تحقيق مطالبهم المشروعة لإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لمبادرة السلام العربية وإعمالا بقرارات الشرعية الدولية.

هذا وجدد مساهل التأكيد على موقف الجزائر الثابت "لفض النزاعات بطريقة سلمية" وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأكد أن "الجزائر تتشبث بقاعدة دبلوماسية راسخة تتمثل في تكريس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها والحث على انتهاج المقاربة السياسية التي تعتمد على الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية لحل الأزمات التي طالت بعض البلدان العربية". وبخصوص الأزمة في ليبيا، أكد الوزير أن الجزائر "بذلت العديد من المجهودات لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي قائم على الحل السياسي والمصالحة الوطنية"، من خلال تبني "الحوار الشامل الليبي -الليبي بين جميع الأطراف باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة، بما يحفظ لليبيا وحدتها وسلامة ترابها وسيادتها ولحمة شعبها، بعيدا عن التدخلات الأجنبية". وأشار في هذا الإطار إلى الزيارات المتعددة التي قامت بها إلى الجزائر جميع الأطراف الليبية الفاعلة والمجهودات الحثيثة المبذولة من قبل الجزائر "لتقريب وجهات النظر وتجاوز عقبات الاتفاق السياسي الليبي، بهدف حل الأزمة التي تواجه هذا البلد الجار". وأشاد بالمناسبة بالانتصارات التي حققها الإخوة الليبيون في مكافحة الإرهاب في سرت وبنغازي ومدن أخرى في ليبيا.

 

روسيا تدعم مجهودات الجزائر من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية

على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، دعم بلاده للمجهودات "الكثيفة" التي تبذلها الجزائر من أجل الوصول إلى حل سياسي للازمة الليبية، حسبما علم لدى وزارة الشؤون الخارجية. وحسب ذات المصدر، فإنه خلال المحادثات التي أجراها مع لافروف على هامش أشغال الدورة الـ 4 لمنتدى التعاون العربي الروسي المنعقد بأبو ظبي، "نوه لافروف بالمجهودات الكثيفة التي تبذلها الجزائر من أجل تقارب الرؤى بين الفرقاء الليبيين والوصول إلى الحل السياسي المنشود"، معربا عن "دعم بلاده لهذه المجهودات".

وتناولت المحادثات سبل التعزيز المستمر للعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأوضاع الراهنة في ليبيا ومنطقة الساحل، والجهود المبذولة من أجل الحل السياسي للأزمات التي تعرفها المنطقة. وسجل الطرفان "تطابق وجهات النظر والتحاليل إزاء مجمل القضايا الإقليمية الراهنة".

وشددا على "ضرورة العمل على توفير الظروف اللازمة لتشجيع الحلول السياسية للأزمات في المنطقة"، حيث "أكدا في الشأن الليبي على أهمية دعم المساعي الرامية إلى تجاوز العقبات التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، من خلال الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبيين، بما يمكن من إنهاء الأزمة الليبية ويتيح لليبيين بناء مستقبلهم والتصدي للتحديات التي تواجههم، وفي مقدمتها بناء المؤسسات الليبية ومكافحة الإرهاب".

إكرام. س

 

من نفس القسم الوطن