الوطن

إنفلونزا موسمية حادة تحدث طوارئ بالمستشفيات!

تسبب مضاعفات خطيرة خاصة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة

بقاط: موجة البرد التي شهدتها الجزائر طورت من فيروس الإنفلونزا الموسمي 

عابد: مواطنون يداوون فيروس الانفلونزا بأدوية الزكام و"التيزانات"!

شهدت أغلب المستشفيات الفترة الأخيرة حالة أشبه بالطوارئ بسبب إنفلونزا حادة انتشرت بين الجزائريين تسبب مضاعفات خطيرة خاصة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة وهو ما دفع المختصين للتحذير من خطورة الاستخفاف بالأنفلونزا الموسمية داعيين المرضي لضرورة الخضوع للاستشارة الطبية بمجرد ظهور أعراض الإنفلونزا تفاديا لأي مشاكل أو تعقيدات صحية.

وحسب أطباء ومختصين فأن انفلونزا حادة انتشرت هذه الأيام بعد الاضطرابات الجوية وموجة البرد التي شهدتها اغلب الولايات حيث ساهمت البرودة الشديدة في تطور فيروس الأنفلونزا الموسمية الذي يعد فيروس خطير على جسم الإنسان خاصة ما إذا أقترن مع مرض مزمن وأشار الأطباء أن المستشفيات تستقبل يوميا مئات الحالات لمرضي مصابين بالإنفلونزا الموسمية غير ان الخطورة تتعلق أساسا بالأشخاص المسنين، الأطفال، أصحاب الامراض المزمنة وحتى الحوامل بسبب نقص مناعتهم من جانب أخر أشار المختصين أن   سبب انتشار وباء الأنفلونزا وخطورته هو تردد المواطنين في التلقيح رغم توفر اللقاحات في الصيدليات، حيث تشير مصادر أن حملة التلقيح التي باشرت بها وزارة الصحة لم تلقي صدى كبير خاصة بعد فضائح اللقاحات الخاصة بالأطفال كل هذا يضاف لنقص الحملات التحسيسية للتوعية بخطورة فيروس الأنفلونزا الذي يتطور من سنة إلى أخرى، ونقص معرفة الجزائريين بخطورة المرض حيث ان أغلبهم لا يفرقون بين نزلات البرد والأنفلونزا، إذ أصبحوا ويخلطون بين الزكام العادي والفيروس الذي يصيب المريض، نظرا لتشابه في الأعراض، وهو ما يؤدى إلى إهمالها والتعرض لمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة في أحيان كثيرة 

 

بركاني بقاط: موجة البرد التي شهدتها الجزائر طورت من فيروس الإنفلونزا الموسمي 

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بركاني بقاط أن فيروس الانفلونزا الموسمية يتطور كل سنة خاصة في المواسم التي تتميز بالبرودة حيث أشار بقاط في اتصال هاتفي مع الرائد أن موجة البرد التي عرفتها أغلب مناطق الوطن ساهمت في تطوير فيروس الانفلونزا الذي جاء حادا وقد يكون قاتل خاصة بالنسبة للأطفال الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة والمسنين وقال ذات المتحدث أن الأنفلونزا مهما كان نوعها فهي فيروس خطير وإذا تطور قد يشكل خطرا على حياة الإنسان مشيرا أنه يتم تسجيل ما بين 1000 إلى 4000 حالة وفاة بأعراض الأنفلونزا سنويا وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة لهذه الفئة من الأشخاص. 

 ونصح بقاط في هذا الصدد المواطنين بأخذ الحيطة والحذر أكثر من انتشار هذا الفيروس وأكد على ضرورة أن يستشير المريض الطبيب بمجرد الإحساس بأعراض الأنفلونزا من ارتفاع حرارة الجسم والإرهاق الشديد وعدم الاحتكاك بالآخرين سواء في المنزل أو العمل حتى لا تنقل العدوى لهممن جانب اخر دعا محدثنا لضرورة التخلي عن التفكير النمطي لدى الجزائريين وكذا العادات السيئة من شراء الأدوية دون طبيب لدى الصيدليات معتبرا أن بعض الأدوية التي توصف لعلاج الزكام لا تنفع مع فيروس الأنفلونزا الحاد مؤكدا انه يجب التفريق بين الزكام والأنفلونزا فالثانية يضيف بقاط تصاحبها حمى غير عادية وتعب شديد ودوخة وحتى بعض الأعراض التي تصيب الجهاز الهضمي من إسهال، وتقيؤ.

 

خياطي: فيروس الأنفلونزا يتغير وعلى المواطنين التوجه نحو التلقيح 

من جهته أكد خياطي على توافد المئات من المواطنين على المستشفيات الفترة الأخيرة دون الحديث عن العيادات الخاصة مشيرا ان الأنفلونزا الموسمية انتشرت بشكل كبير بين الجزائريين الأيام الماضية وقال خياطي أن الأنفلونزا الموسمية تكون أعراضها أخطر من الزكام، لأنها أعراض حادة ومفاجئة، عكس أعراض الزكام مشيرا أنه عند الإصابة بالأنفلونزا، تصل درجة حرارة المصاب إلى 40 درجة، مع آلام بالرأس وإعياء شديد، حيث لا يمكن للمريض القيام بأعماله اليومية بشكل طبيعي، عكس الزكام، فالإصابة به تكون بطريقة متدرجة. غير أن الخطر الحقيقي حسب خياطي يتعلق بالأشخاص المسنين وأصحاب الامراض المزمنة الذين لديهم مناعة ضعيفة كالمصابين بأمراض السكري وضغط الدم والذين يعانون مشاكل في المناعة، غير أن الشفاء منه ممكن يضيف ذات المتحدث بالالتزام بتناول الأدوية المحددة وفقا لوصفة الطبيب، وقال خياطي أن فيروس الأنفلونزا تتغير تركيبته كل سنتين، مما يستدعي تصنيع لقاحات جديدة ضد الانفلونزا، وتكثيف حملات التحسيس من اجل اقناع المواطنين بضرورة اللقاح  وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تسجل سنويا حوالي نصف مليون حالة وفاة في العالم بسبب الأنفلونزا العادية ووجه المختص نصائح للمواطنين بتفادي الجلوس في الأماكن المزدحمة والمغلقة.

 

فيصل عابد: مواطنون يداوون فيروس الانفلونزا بأدوية الزكام و"التيزانات"!

من جهته أكد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، فيصل عابد، ان المواطنون يتوافدون على الصيدليات هذه الأيام لاقتناء المضادات الحيوية والأدوية المضادة للزكام والانفلونزا غير أن عابد أشار في أتصال هاتفي مع "الرائد" أن هناك من المواطنين من لا يحملون وصفة طبية ويطلبون من الصيدلي دواء معين أن يبحثون عن استشارة طبية من الصيدلي الذي لا يمكنه تشخيص حالة المرض أن كان زكام عادي أو فيروس انفلونزا  وقال عابد أن ادوية الزكام العادي يمكن بيعها دون وصفة خاص انه لا يوجد قانون يمنع على الصيدلي بيع الدواء دون وصفية غير أن بيع الدواء الخاص بالأنفلونزا يخضع لشروط خاصة وان كانت الاعراض خطيرة يجب على المريض التوجه للطبيب الذي يعد وحده المخول لإعطائها قائمة الأدوية المناسبة لحالته مضيفا أن هناك بعض المرضي يعالجون فيروس أنفلونزا خطير بالأعشاب والأدوية المسكنة وهو الامر الذي يزد من أنتشار الفيروس ولا يقضي عليه وهنا نصح عابد المواطنين بضرورة الخضوع للقاح الخاص بالأنفلونزا الذي يخفف كثيرا من أعراضها مضيفا أنه يمكن الخضوع للتلقيح منذ بداية الشتاء إلى غاية شهر ماي ما لم يصب الشخص الراغب في التلقيح بأنفلونزا حادة جدا.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن