الوطن

ملك المغرب يعترف بأنه محل تفرقة عند الأفارقة !!

فيما حاول التنصل من مسؤوليته في تعطيل المغرب العربي

اعترف ملك المغرب، محمد السادس، بأن بلده ليس محل إجماع بين الأفارقة، وأنه لا يرغب في التفرقة، في إشارة واضحة إلى التخوفات التي سادت الأعضاء الأساسيين المؤسسين للمنظمة القارية، والتي شككت في مصداقية ونية الرباط في الخضوع لقوانين ومواثيق الاتحاد، خاصة فيما تعلق بالدفاع عن حقوق الدول الأعضاء، والتي منها الجمهورية العربية الصحراوية. كما حاول العاهل المغربي التنصل من مسؤوليته عن شل الاتحاد المغرب العربي بسبب مواقفه الارتجالية واستمرار تمثيله للأطماع الفرنسية في المنطقة.

وقال محمد السادس، أمس، في كلمة له في ختام أشغال القمة الإفريقية التي عقدت بأديس أبابا، "إننا ندرك أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد الموقر. إن هدفنا ليس إثارة نقاش عقيم، ولا نرغب إطلاقا في التفرقة"، وهو ما يؤكد صعوبة وضعية المغرب في الاتحاد وأنه سيكون لفترة كبيرة محل اختبار من أعضائه ومدى التزامه بمواقف وقرارات المنظمة القارية، خاصة أن المغرب يدرك جيدا أن أي مناورة ستزيد من قوة محور الجزائر جنوب إفريقيا، وهي القوى المحورية والكبرى في الاتحاد ماليا ودبلوماسيا، وأي احتكاك دبلوماسي سيؤدي إلى خسارة كبرى للمغرب، ما سيفرض عليه ضرورة التعامل بواقعية مع حقيقة لطالما حاول تجاوزها، وهي وجود الجمهورية العربية الصحراوية بعلمها ومقعدها، وهو ما لا يمكن تجاوزه.

وحاول ملك المغرب التهرب من مسؤولياته عن شل اتحاد المغرب العربي قائلا: "إن شعلة الاتحاد المغاربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك، والحلم المغاربي الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي. وما يبعث على الأسى أن الاتحاد المغاربي يشكل، اليوم، المنطقة الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع؛ ذلك أنه في وقت تصل المعاملات التجارية البينية إلى 10 في المائة بين بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، و19 في المائة بين دول مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، فإن تلك المبادلات تقل عن 3 في المائة بين البلدان المغاربية".

ونسي ملك المغرب أن تعنته وإصراره على تجاوز كل أخلاق الجيرة بدءا بغلق الحدود من طرف واحد وإعلان وجوب التأشيرات في فترة سابقة، ما دفع بالجزائر إلى معاملته بالمثل، كلها سياسات عطلت مشروع المغرب العربي، كما أن إصرار المغرب على إبقاء ملف الصحراء الغربية كشرط لأي تسوية مغاربية واستعمال كل الوسائل بما فيها المنابر الدبلوماسية على غرار خطاب أمس من أجل النيل من الجزائر، ومواقفها كلها سياسات مانعة لأي جهد للاتحاد المغاربي، بل أكثر من ذلك فإن خطابات ملك المغرب دوما كانت استفزازية وتعبر عن حرص على استعداء الجزائر ودفعها إلى الرد بالمثل، وهو ما لم ينله المخزن من الجزائر الحريصة على السلم والاستقرار وضبط النفس مع الشعب المغربي مهما بادرته قيادته من استفزاز.

خالد. ش

 

من نفس القسم الوطن