الوطن
احتجاجات الطلبة ترهب السلطة بعد مخاوف من استغلالها لزعزعة الاستقرار
حيث تدخل سلال لدى حجار لإيجاد حل لكل مشاكلهم" عاجلا"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 جانفي 2017
تعليمات صارمة لرؤساء الجامعات لفتح نقاش هادئ
تلقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار تعليمات صارمة من الوزير الأول عبد المالك سلال لطي مشاكل الطلبة نهائيا، بالنظر أن احتجاجاتهم قنبلة موقوتة قد تخل باستقرار الجزائر إذا ما استغلتها أطراف، وهذا فيما قرر طلبة الصيدلة الذهاب بعيدا في احتجاجاتهم إلى غاية الحصول على حلول ملموسة لكل انشغالاتهم.
وفور إصدار عبد المالك سلال تعليماه، أبرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومن خلال أمينه العام تعليمة إلى مختلف رؤساء الجامعات، ومديري مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ومديري الخدمات الجامعية، جاء فيها "أنه تواجه بعض مؤسسات التعليم العالي حركات احتجاجية متكررة في أوساط الطلبة والعمال من شأنها أن تعددت أو استمرت أن تعرقل بجدية السير الحسن بالسنة الجامعية فضلا عم مساسها بالنظام العام بالسلم الاجتماعي ان هي تجاوزت الحيز الجامعي".
وأكدت التعليمة التي حملت الرقم رقم92/2017"، أمام مثل هذه الوضعية فان قطاعنا " مدعو من طرف الوزير الأول إلى الحلي باليقظة تجاه محاولات استغلال هذه الحركات والتكفل بالتنسيق مع المؤسسات المعنية للدولة بالمشاكل المطروحة في مصدرها"، وأضافت "أنه في الشأن ذاته ونظرا أن حالات الاستياء المسجلة مردها غالبا فشل الاتصال بين مختلف فاعلي المؤسسة فان المسؤولين مدعوين من قبل الوزارة الوصية ووفق تعليمات من سلال الى تجنيد كل هيئات وهياكل هذه الاخيرة من اجل خلق فضاء نقاش جماعي هادئ.
وطالب الامين العام للوزارة الوصية من مدراء المؤسسات الجامعية والخدمات الجامعية، على اهمية اقتراح الحلول ومتابعة مدى التكفل بالانشغالات المطروحة كما أكد أنهم مطالبون بالسهر على ضمان احترام الانظمة المتعلقة بالولوج إلى المؤسسات الجامعية والخدماتية، من اجل المحافظة على هذه المؤسسات كرموز للمعرفة والسلم من كل تدخل خارجي، خاص مع استمرار الاحتجاجات بغالبية الجامعات والاقامات الجامعية، وهي التي كان قد حذرت من عواقبها تنظيمات نقابية بعد أن نقلت في عدة تقارير رفعتها إلى المسؤول الأول لقطاع التعليم العالي " أنه أصبحت الجامعات ومختلف المدارس العليا تعيش تناقضا كبيرا بين قراراتها وقرارات الوصاية ومختلف الادارات محذرة الجميع من مغبة الاستخفاف بالمطالب المشروعة للطالب الجامعي مطالبة الجميع بتحمل مسؤولياتهم على جميع الأصعدة".
• طلبة الصيدلة يقررون الخروج للشارع مجددا غدا
وتخوفت وزارة التعليم العالي من مغبة تفاقم الأوضاع في الجامعات بسبب مشاكل الطلبة والتي ولدت اضرابات في عدة مناطق عبر الوطن قد تؤدي الى الدخول في سنة بيضاء للطلبة المضربين وتوسع رقعة الاحتجاجات على مستوى كامل جامعات الوطن.
وكان قد تعهد أول أمس الوزير الأول عبر التويتر بتلبية مطالب الطلبة على رأسهم الصيدلة، فور عودته من أديس أبابا وهو الذي شككه الطلبة معلنين الخروج مرة اخرى إلى الشارع في اعتصام امام وزارة الصحة ينتظر أن ينظم غدا، بعد أن فشلو منذ 10 أيام في الوصول إلى قبة البرلمان لنقل انشغالاتهم.
وأعتبر الطلبة أن رسالة الوزير الأول عبد المالك سلال عبر تويتر التي وعدهم من خلالها بالنظر في وضعيتهم مجرد محاولة لإسكاتهم على غرار ما قام به وزير التعليم العالي، حيث لم يأخذ هؤلاء الطلبة هذه الرسالة على محمل الجد.
وحذر الطلبة من المشاكل الكبيرة التي يعاني منها هذا الفرع لا يمكن حلها بمجرد رسالة عبر تويتر، مشددين على الذهاب بعيد في احتجاجاتهم من مواصلة اضرابهم المفتوح منذ شهرين وتنظيم اعتصامات الى غاية الحصول على حلول ملموسة لكل انشغالاتهم مشددين عن رفضهم للنتائج المعلن عنها من طرف وزير التعليم العالي طاهر حجار، والرامية إلى امتصاص غضب الطلبة بالتطرق لبعض النقاط الخاصة بالتخصصات والتربصات البيداغوجية.
واعتبروا أن منح الأولوية لطلبة الطب أما في التوظيف أو في مختلف الحقوق على حساب الصيدلة ما هي إلا اعتراف واضح بتهميش هذه الفئة الطلابية، وهو ما أرجعه هؤلاء إلى تواطؤ عميد الكلية الذي ساهم في تغيير المعطيات خلال الاجتماع الوزاري الذي جمع ممثلي الطلبة من الاختصاصين الصيدلة وطب الأسنان.
هذا فيما وشددت التنظيمات الطلابية على واهمية ضرورة فتح قنوات الحوار الهادف والبناء وكف المسؤولين عن استعمال لغة التهديد والانتقام اتجاه الطلبة والتي أصبحت للأسف الشديد اللغة الرسمية لبعض المدراء لزرع سياسة القمع والتخويف داخل الحرم الجامعي، في ظل استمرار العديد من المشاكل البيداغوجية التي تشترك فيها معظم الجامعات والمتمثلة في نقص التأطير وانعدام الأستاذ الوصي للسنوات الأولى ونقص التربصات الميدانية والمعدات المخبرية خصوصا للتخصصات العلمية وحالات الاكتظاظ التي تشهدها المدرجات بمختلف الجامعات الكبرى، بالإضافة إلى عدم وجود إرادة فعلية لتطبيق بنود توصيات الندوة التقييمية لنظام ل. م. د، وزيادة الاعتداءات داخل الاقامات مع نسبة التسرب والعزوف عن الدراسة لهاته السنة بالإضافة إلى نقص المراجع المكتبية وغلق أبواب المكتبات مبكرا.
عثماني مريم