الوطن
الإرهاب يمتد من الطرقات لسكك القطارات ؟!
4 حوادث دهس سجلت خلال أسبوع واحد دون تحرك مسؤولي القطاع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جانفي 2017
يبدو أن أرهاب المرور امتد مؤخرا من الطرقات إلى النقل بالسكة الحديدية أين تسببت حوادث القطارات الأسبوع الفارط فقط في حصد أرواح ما لا يقل عن خمسة اشخاص ما يجعل قطاع النقل بأكمله في الجزائر يعيش ومنذ سنوات اسود أيامه بعدما أصبحت كافة وسال النقل آلة لحصد أرواح الأبرياء دون أن يحرك ذلك مسيري القطاع.
لا يزال مسلسل حوادث القطارات في الجزائر متواصل ويحصد مزيدا من الأرواح حيث سجل الأسبوع المنصرم فقط ما لا يقل عن أربعة حوادث في العاصمة لوحدها راح ضحيتها 3 شباب وفتاة بعدما تعرضوا للدهس تحت عربات القطارات ورغم ان هذه الحوادث تعد حوادث معزولة الا ان الوضع يستدعي تحرك المسؤولين خاصة وان الأسباب معروفة وتتمحور حسب مختصين ومسؤولين بالشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية في المعابر غير القانونية التي تتوزع على طول خط السكة الحديدية، ولا يتواجد بها حراس يقومون بغلق تلك المعابر أثناء مرور القطارات، خاصة السريعة منها وناقلة البضائع وهو ما يؤدي إلى حوادث تصادم خطيرة بين المركبات والقطارات خاصة في ظل سوء تقدير الذي عادة ما يقع فيه السائقين لسرعة القطار والمسافة التي تفصله عن الممر، لتبقى الممرات "غير المحروسة" القاطعة للسكك الحديدية تشكل خطرا دائما على عابريها ونقاط سوداء وهاجسا لمستعمليها وللسلطات المحلية عبر كامل التراب الوطن، ومن بين الأسباب الأخرى التي تؤدي عادة لحوادث خطيرة على طول السكة الحديدية غياب ممرات للراجلين بأغلب المحطات التي بعبرها القطار، الأمر الذي يضطر الراجلين إلى المرور عبر خط السكة الحديدية ويخلف في بعض الأحيان حوادث سير يذهب ضحيتها بعض المواطنين وحتى في الممرات الموجودة يعجز أعوان الحراسة عن التحكم في ظاهرة المرور عبر خط السكة الحديدية نظرا للسلوكات السلبية لبعض المواطنين من الجنسين، الذين يستغفلون هؤلاء العمال للمرور قبل القطار لكنه يكون أسرع لتحدث الفاجعة، ومن الأسباب الأخرى التي تساهم في تنامي حوادث النقل بالقطارات التصدعات في الجدران المحيط بممرات السكة الحديدية والتي دعا مختصون أمس بضرورة استكمال بناءها قصد منع بعض المارة من دخول خط السكة الحديدية، إلى جانب إنشاء مراكز للحراسة تعمل على مدار 24 ساعة لضمان الأمن على مستوى محطات القطار، هذا ويعد
النظام المعتمد حاليا في تسيير القطارات قاصر حسب اعترافات مسؤولين في الشركة حيث لم يتمكن من استيعاب العدد الهائل للمسافرين الذين يتوافدون يوميا على محطات القطار والذي يتجاوز في العاصمة لوحدها 30 مليون مسافر خلال السنة ما يعني ان الحل يكمن في رفع عدد القطارات، والتقليص من التدخلات البشرية في تسيير القطارات ووضع مخطط للتقليل من هذه الحوادث بالتوازي مع البرنامج الوطني الذي وضعته المؤسسة منذ سنتين تقريبا ويهدف لتحديث وعصرنة قطاع النقل بالسّكك الحديدية، بتخصيص الحكومة لغلاف مالي ضخم قدره 127 مليار دينار، لتجديد الشبكة والدخول في مرحلة الازدواجية عبر كامل الشبكة القديمة المقدرة بـ 3800 كلم، وكذا الجديدة منها، علما أن الهدف المسطر هو تحقيق تغطية كاملة وشاملة للتراب الوطني مع آفاق 2025، يصل معها طول الشبكة إلى سقف الـ12500 كلم، على أن تكون مزدوجة ومكهربة بالكامل، تصل معها سرعة القطارات إلى حدود الـ200 كلم في الساعة.
س. زموش