دولي

تشريع الاستيطان ..."الوديعة" التي يريدها المستوطنون من نتنياهو قبل رحيله

في ظل الخوف من حكومة مقبلة قد تكون أقل تشدداً في مواقفها اليمينية

لا تزال تصريحات زعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، بأن انتصار الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية يضع حداً لحل الدولتين، تعبّر عن قناعة عامة لدى اليمين الصهيوني عموماً وممثلي المستوطنين خصوصاً، لكن رياح التحقيقات الجارية مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتهمة تلقي هدايا بشكل غير قانوني، من جهة، والشروع بإبرام صفقة مقايضة غير مشروعة مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أرنون موزيس، بدأت تضيّق الخناق على حكومة نتنياهو، وباتت أوساط إسرائيلية ترى أن عهد الأخير على وشك الانتهاء.

وعلى الرغم من ذلك، وبفعل هذه التقديرات، يبدو أن اليمين الإسرائيلي، وتحديداً تيار الصهيونية الدينية الذي يمثله بينيت، لم يفقد الأمل في تسجيل مكاسب جديدة للمشروع الاستيطاني. ويسعى هذا التيار، على ما يبدو، إلى الحصول على وديعة أو تركة يخلفها نتنياهو قبل مغادرته الحكم في حال تم تقديم لوائح اتهام ضده بالشبهات المنسوبة له، واضطراره للاستقالة من منصبه. وكان لافتاً في هذا السياق أنه في الوقت الذي يشن فيه بينيت حرباً على كل من نتنياهو ووزير الأمن السابق، موشيه يعالون، في كل ما يتعلق بإدارتهما العدوان الأخير على غزة في صيف 2014، إلا أن بينيت أوضح بما لا يترك مجالاً للشك أنه وحزبه لن يكونا شركاء في أي سيناريو ومحاولة لتشكيل حكومة بديلة أو ائتلاف بديل تحت قيادة سياسي آخر باستثناء نتنياهو في حال اضطر الأخير للاستقالة من منصبه وفي هذا السياق، أشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتير، إلى أن اليمين المدافع عن الاستيطان يصر على الموقف الذي أعلن عنه بينيت لأسباب تتصل بتوقعات هذين اليومين من نتنياهو في ما تبقى له من وقت في الحكم، في حال صدقت التقديرات الرائجة في الأوساط الحزبية الإسرائيلية من احتمال إجراء الانتخابات العامة في سبتمبر. 

وذكر فيرتير أن اليمين نفسه بات يقرّ بأن أيام حكومة "الليكود – البيت اليهودي" على وشك الانتهاء، وبالتالي لا بد من تكريس إنجازات لصالح المشروع الاستيطاني، قبل أن تختلف طبيعة المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي. من هنا يطالب اليمين، والذي يخشى من حكومة مقبلة قد تكون أقل تشدداً في مواقفها اليمينية، نتنياهو بأن يترك وراءه "وديعة" أو ميراثاً استيطانياً لا يمكن لحكومة مقبلة أن تنقضه أو على الأقل أن تتجاهله. وهذا المطلب يتعلق بضم مستوطنة معاليه أدوميم وما حولها من مستوطنات صغيرة على طريق أريحا، وضم المناطق "C" التي تشكل نحو 60 بالمائة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، لإسرائيل، وتطبيق القانون الإسرائيلي فيها. 

وقدّر فيرتير أن الضغوط التي سيتعرض لها نتنياهو من اليمين الاستيطاني الديني ممثلاً بتيار نفتالي بينيت، ستزداد مع تقدم التحقيقات التي يخضع لها نتنياهو، علماً بأن مشاريع القوانين المذكورة، بشأن معاليه أدوميم مثلاً، كانت قدمت في الكنيست السابق، من قبل أعضاء في حزب "الليكود"، وسيكون من الصعب إخفاء العلاقة بين الدفاع عن نتنياهو في قضايا الفساد، كما يفعل بينيت حالياً، وبين مواصلة تحدي نتنياهو في قضايا الاستيطان، أملاً في انتزاع موافقة من نتنياهو على هذه المطالب.

في المقابل لا يبدي نتنياهو، على الأقل في المرحلة الحالية، أي ميل للسير بهذا الاتجاه، وعلى الأقل ليس قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. كما أن رئيس حكومة الاحتلال منهمك حالياً في صد الانتقادات المواجهة له والمطالبة باستقالته على خلفية الشبهات في ملفي الفساد. 

الوكالات

 

من نفس القسم دولي