الوطن
سفراء في مهمة تقصي الوضع السياسي في الجزائر من أفواه الأحزاب !!
التشريعيات تعجل بزيارات ممثلي دول أوروبية إلى مقراتها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 جانفي 2017
عجل الحراك الذي تعرفه الساحة السياسية قبيل التشريعيات بممثلي عديد العواصم الأوروبية إلى تنظيم زيارات إلى أحزاب الموالاة والمعارضة، لتنوير سلطات بلدانهم حول حقيقة ما يجري، وتمكين سلطاتهم من بلورة رؤية واضحة بشأن كيفية التعاطي مع تلك التطورات.
سارعت مؤخرا الأحزاب السياسية من موالاة ومعارضة بنشر معلومات بشأن لقاءات جمعتها مع سفراء دول غربية، وذلك بغية تجنب التأويلات التي قد تصاحب الزيارات والاتهامات بتسريب أخبار والعمل الموازي، بعد انتقادات طالتهم وحملتهم مسؤولية عدم التحلّي بالرزانة والانجرار وراء الاستدراج.
بالمقابل، كشفت الزيارات التي قام بها السفراء مؤخرا صراحة عن رغبة العواصم الأوروبية في جس نبض الوضع، وعدم الاكتفاء بالتقارير العادية التي تستقيها من وسائل إعلام، كما كشفت صراحة عن فضول تلك العواصم بشأن تفاصيل العملية الانتخابية، وهو ما كشفته بيانات الأحزاب السياسية على غرار ما دار الأربعاء الماضي بين رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، والسفير البريطاني، حيث قدم بن فليس عرضا تقييميا للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للجزائر، في سياق الانتخابات التشريعية القادمة.
ولم يكن حزب طلائع الحريات وحده المعني بزيارة، فقد زار الأسبوع الماضي وفد عن السفارة البريطانية جبهة التحرير الوطني. وفي موضوع الانتخابات التشريعية القادمة، طلب الوفد البريطاني استفسارا حول تهيئة الحزب للخوض فيها وعن حظوظه في كسبها، كما عرض وفد الحزب على الوفد البريطاني بعض المحاور التي يتمركز عليها البرنامج الاقتصادي والاجتماعي.
ولم تكن بريطانيا وحدها المعنية بتقصي الأوضاع في الجزائر، حيث استقبل الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، الأسبوع الفارط، السفيرة الأمريكية بالجزائر، بولاشيك جوان، ولم يدرج الحزب أي تفاصيل دقيقة عن المواضيع والمحاور التي تناولتها السفيرة مع الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، مكتفيا بالإعلان عن اللقاء فقط ومكانه.
ورغم أن ما يقوم به السفراء يراه البعض تقاليد معمولا بها دبلوماسيا، طالما أن الأمر يتعلق بأحزاب معتمدة، إلا أن متتبعين يحذرون من نتائج تلك اللقاءات، باعتبار أن المسؤولية تقع على الجهة التي قابلوها، والتي يتعيّن عليها التحلّي بالرزانة وعدم الانجرار وراء الاستدراج في حالات من هذا القبيل، قد تفضي إلى تسريب معلومات قد تضر ببلدها.
أمال. ط