الوطن

الجيش ينهي عملية نزع الألغام المزروعة خلال الفترة الاستعمارية

وزارة الدفاع أكدت على أنها جرت في ظروف جد صعبة

تدمير أزيد من 8 ملايين لغم وتسليم أكثر من 62 مليون هكتار من الأراضي المطهرة للسلطات

أنهى الجيش الوطني الشعبي عملية القضاء على الألغام المزروعة من قبل المستعمر الفرنسي بالشريطين الحدوديين الشرقي والغربي، وذلك بتدمير أزيد من 8 ملايين لغم. وسلمت وزارة الدفاع الوطني، التي اعترفت بصعوبة العملية التي جرت على مدار خمسين سنة، أكثر من 62 مليون هكتار من الأراضي المطهرة إلى السلطات المعنية، وقامت بهذه العمليات الشاقة لأفراد الجيش الوطني الشعبي مفارز متخصصة في سلاح هندسة القتال التابعة لقيادة القوات البرية. وتعتبر هذه النتيجة تأكيدا آخر على النجاعة والفاعلية لمختلف الوحدات التابعة لوزارة الدفاع الوطني في إطار حماية وأمن البلاد.

أوضح اللواء بوعلام مادي، باسم نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، أن إنهاء عملية نزع الألغام "جاء ليكلل مجهودات أكثر من 50 سنة مضت من الجهود المتواصلة والعمل الميداني لاستئصال ورم الألغام نهائيا من بلادنا، الشيء الذي سمح بتدمير 8.854.849 لغم وبتسليم 194.421.62 هكتارا من الأراضي المطهرة للسلطات المحلية، قصد استغلالها في إطار بعث التنمية المحلية بالمناطق الحدودية".

وأكد مدير الاتصال والإعلام والتوجيه، في الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بالعاصمة، أن "مصالح الجيش الوطني الشعبي دمرت 8.854.849 لغم مضاد للأفراد وتحرير 62.421.194 هكتار من الأراضي خلال الفترة الممتدة من 27 نوفمبر 2004 إلى غاية 31 ديسمبر 2016". وأوضح أن "الجزائر أصبحت تحتل مكانة متميزة بين الدول المهتمة بمكافحة ظاهرة نزع وتدمير الألغام التي خلفها الاستعمار الفرنسي على الشريطين الحدوديين "شال" و"موريس"، والتي خلفت عشرات الضحايا من المدنيين أو الذين توفوا جراء هذه الألغام الإجرامية"، مؤكدا أن النتائج التي حققتها مصالح الجيش الوطني الشعبي المختصة هي ثمرة 40 سنة كاملة من المجهودات المبذولة والتي تمت على مرحلتين من "1963-1988" و"2004 – 2016".

كما ركز اللواء مادي على "أهمية نجاح عملية نزع الألغام ونتائجها الإيجابية ذات الأبعاد الإنسانية والتنموية، وضرورة نقل وسائل الإعلام للمواطن الصورة الحقيقية للمجهودات الجبارة للجيش الوطني الشعبي المبذولة في هذا المجال"، مشيرا أن "نهاية عملية نزع الألغام جاءت لتكلل مجهودات أكثر من 50 سنة مضت من الجهود المتواصلة والعمل الميداني لاستئصال ورم الألغام نهائيا من بلادنا والذي سمح بتدمير 8.854.849 لغما وبتسليم 62.421.194 هكتارا من الأراضي المطهرة للسلطات المحلية قصد استغلالها في إطار بعث التنمية المحلية بالمناطق الحدودية".

واعتبر مدير الاتصال الإعلام والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي أن "هذه العمليات التي نفذتها مفارز متخصصة لسلاح هندسة القتال التابعة لقيادة القوات البرية، جرت في ظروف جد صعبة وفي مقدمتها تأثير الأحوال الجوية وكذا صعوبة التضاريس وكثافة الغابات والأحراش، بالإضافة إلى زوال معالم الخطوط الملغمة".

وفي نفس السياق، قال ذات المسؤول أن "الأعمال المضنية التي قام بها الجيش الوطني الشعبي في مجال تدمير الألغام، تبرهن على مدى احترام الجزائر لالتزاماتها الدولية، لاسيما المادة الخامسة المتعلقة باتفاقية "أوتاوا" الخاصة بحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، وهو ما تجسد من خلال إشراف فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على انطلاق عملية التخلص من مخزون الألغام المضادة للأفراد شهر ديسمبر 2004 بحقل الرمي بحاسي بحبح، ثم تلتها عدة عمليات تدمير أخرى للألغام، والتي اختتمت في حفل أشرف عليه رئيس الجمهورية في نوفمبر 2005، بحضور السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا وملاحظين دوليين ومنظمات غير حكومية وممثلي المجتمع المدني".

كما أكد حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وعلى رأسها الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على التطهير الكلي لحدودنا من خلال تسخير كافة الإمكانات البشرية والمادية لنجاح هذا المشروع الإنساني والتنموي، ما يرسخ بقوة رابطة الجيش بأمته، مؤكدا أن "هذه العملية تعكس عزم الجزائر وجيشها الوطني الشعبي على القضاء النهائي على هذه الآفة الموروثة عن الحقبة الاستعمارية التي حصدت أرواحا بريئة وآلاف الضحايا المعطوبين على طول الشريطين الحدوديين الشرقي والغربي لبلادنا، سواء خلال الفترة الاستعمارية أو بعد الاستقلال"، مؤكدا: "احترافية وكفاءة أفراد الوحدات المتخصصة المكلفة بتنفيذ هذه المهمة الحساسة".

محمد الأمين. ب
 

من نفس القسم الوطن