الوطن
"تحالفنا لتقوية الجبهة الداخلية ومجابهة الأخطار الخارجية على بلادنا"
في حفل تأسيس التحالف بين النهضة والعدالة والبناء، قادة الاتحاد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 جانفي 2017
• الشيخ بلمهدي: المصالحة الوطنية مكسب للشعب ويجب تصديرها لشعوب المنطقة
• ذويبي: تقوية المناعة السياسية لبلادنا هي جوهر "الاتحاد"
• جاب الله: كثرة انتكاسات التيار الإسلامي عامل مهم للوحدة
حملت كلمة قيادات الأحزاب الثلاثة المشكلة "لتحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء" رسائل سياسية للسلطة والمعارضة والرأي العام الوطني، تلخصت في أن "التحالف ليس ضد أي طرف مهام كان موقعه"، وأنه "ليس تحالفا انتخابيا ظرفيا، بل هو مشروع وحدوي لتجاوز التشرذم والتمييع". وفي جانب آخر "أنه مشروع مفتوح على كل الأحزاب التي تتقاسم نفس الرؤية السياسية". ويكشف الوجه الجديد في خطاب "الاتحاد" المحسوب على التيار الإسلامي "توجها جديدا نحو المشاركة مع السلطة والمعارضة في تقوية مناعة الجبهة الداخلية وتلاحمها بغض النظر عن الأطياف المشكلة لها".
وفي جانب حفل تأسيس التحالف السياسي الوحدوي تحت اسم "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء"، أمس، بقاعة "الساورة" في قصر المعارض الصنوبر البحري وسط العاصمة، ألقى قيادي حركة النهضة فاتح ربيعي "كلمة التحالف" نيابة عن الأحزاب الثلاثة، جاء فيها أن "التحالف ليس مجرد تحالف انتخابي ظرفي بل هو مشروع جديد وجدّي"، مضيفا: "هذا التحالف ليس ضد أي جهة سواء من الموالاة أو المعارضة أو حتى من داخل التيار الإسلامي"، في إشارة إلى التكتل الوحدوي الآخر بين حمس والتغيير. وختم ربيعي "الاتحاد يدعونا إلى التنازل وحتى إن لم يبق أي شيء نقدمه سنقدم التنازل"، في إشارة إلى أن كل الأطراف عليها تجاوز الخلافات الشكلية مهما كانت، بينها مشكل الزعامة الذي أرّق التيار الإسلامي.
• ذويبي: تقوية المناعة السياسية لبلادنا هي جوهر "الاتحاد"
وفي الشق الثاني من الحفل، تدخل الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في كلمته، قائلا أن "التحالف جاء لتقوية المناعة السياسية لبلادنا والتموقع السياسي الأقوى والأصلب لاستعادة طاقات الأمة لخدمة الوطن". وأضاف "في ظل استئثار السلطة بقرارات متعثرة وغياب الصرامة السياسية، وفي ظل ساحة سياسية يطبعها التشرذم والتفرقة، تشاء إرادة سياسية أن تؤسس التحالف لأبناء التيار الإسلامي"، مضيفا: "هذا التحالف جاء لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتقوية التلاحم الوطني لتجنيب الأمة المخاطر المتربصة بها"، معتبرا أن "الجزائر في حاجة لطبقة سياسية مدركة بالتداعيات الأولية على أمن واستقرار ووحدة بلادنا".
• بلمهدي: يجب تصدير المصالحة الوطنية لشعوب المنطقة
أما رئيس حركة البناء الوطني، الشيخ مصطفى بلمهدي، فبدا في كلمته أكثر "وضوحا وشمولا"، فقد ربط مبادرة التحالف المجسدة في الاتحاد بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية وحتى بالعوامل الخارجية والإقليمية. وقال الشيخ بلمهدي أن "الاتحاد من حيث النهضة هو أمل الشعب المرتقب، والاتحاد من أجل العدالة هو قوام الدولة واستمراريتها، والاتحاد من أجل البناء هو منظومة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي". وذكر المتحدث أن "أساس التحالف جاء لتقوية جبهة الجزائر الداخلية عبر أبنائها، والانتخابات هي جزء يسير منها"، مضيفا: "الجزائر في حاجة ملحة لتقدم مشروعا سياسيا ديمقراطيا تشاركيا يجسد الثقة ويعمق التسامح ويجفف منابع العنف ويحقق المواطنة، من خلال قاعدة حكم عريضة تحوز الشرعية"، معتبرا أن "هذا المشروع ينظر للسلطة عبر التداول السلمي وخدمة الوطن". وقال الشيخ بلمهدي أن "الاتحاد يدعم مسار المصالحة الوطنية باعتبارها مكسبا للشعب، وتصدريها لشعوب المنطقة والعالم، وهي تعبر عن موقف الجزائر الراسخ".
• جاب الله: كثرة انتكاسات التيار الإسلامي عامل مهم للوحدة
ومن جهته، قال رئيس جبهة العدالة والتنمية، الشيخ عبد الله جاب الله، إنه "يُبيّن بوضوح أن التحالف ليس انتخابيا فسحب بل هو تحالف وحدوي، والانتخابات ما هي إلا وسيلة". وأضاف: "نحن نعتبر أن الانتخابات وسيلة كما نعتبر أن الوحدة هي فريضة". واعتبر جاب الله أن "التيار الإسلامي بسب كثرة التجارب والانتكاسات أيقن أنه عليه مسؤولية العمل على حماية مشروعه وتياره في الجزائر"، مضيفا أن "المشروع أساسه خدمة الوطن وتقوية أمنه واستقراره وازدهاره". وقال المتحدث أن "قوة التداول السلمي على السلطة وأن الشعب هو مصدر السلطة تكون عبر انتخابات نزيهة"، مستفيضا: "الانتخابات توفر إطارا للشعب لاختيار ممثليه". وضرب جاب الله مثلا للخطوات التي سبقت تحالف الاتحاد بقوله: "اسقوا شجرة الوحدة بالتنازل والتضحية".
• سلطاني: انتهينا من الصراع الأيديولوجي ودخلنا درب التنمية والحريات
على صعيد كلمة الضيوف، تناول الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، الكلمة وهو منتش ومتحمس لبوادر الوحدة التي أعلن مرارا تأييده لها. وقال: "أنا سعيد بحضوري مع إخوة كنا على درب واحد وطريق واحد، وما لا يدرك كله لا يترك جلّه"، مشيرا إلى أن "الأحزاب السياسية تركت مرحلة الصراع الأيديولوجي وهي الآن على درب صراع التنمية والحريات وصناعة وطن للجميع". واعتبر سلطاني أن "أكبر عوائق الوحدة هي الحاجز النفسي بالتخلي عن التحرك من الأجندة الضيقة والالتزامات الحزبية والذهاب إلى رحاب أوسع"، مضيفا: "لا يزال أمام الإخوة في الاتحاد حاجزان اثنان، هما الحاجز الانتخابي ثم حاجز الانتقال إلى الاندماج". واقترح سلطاني في آخر كلمته مبادرة للم أبناء التيار الإسلامي الذي يضم ستة أحزاب (حمس، التغيير، النهضة، الجبهة، البناء، الإصلاح) عبر لقاء استراتيجي يعقد مباشرة بعد استدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الناخبة من أجل مناقشة نقطتين، الأولى تتعلق بوضع استراتيجية انتخابية لضمان تواجد مريح في البرلمان المقبل، والثانية تتعلق بوضع مشروع وحدوي شامل بعد ظهور نتائج الانتخابات وترك الماضي وراء ظهورهم.
يونس بن شلابي
أصداء حفل تأسيس "الاتحاد":
• غلام الله يغادر قبل إلقاء كلمته
غادر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله، حفل تأسيس التحالف الاندماجي مباشرة بعد زيارة مجاملة قبيل انطلاق الحفل الرسمي، وكان غلام الله قد حضر صباحا ثم انصرف مباشرة بعد النشيد الوطني. ولم تذكر الجهات المنظمة سبب مغادرته الحفل رغم أنه كان مدعوا له ومبرمجا لإلقاء كلمة بالمناسبة.
يشار إلى الوزير السابق للشؤون الدينية محسوب على حزب التجمع الوطني الديمقراطي، لكن لا يمكن تحديد الصفة التي حضر بها الحفل، سواء رئيسا لهيئة دستورية استشارية ممثلة لرئيس الجمهورية (المجلس الإسلامي الأعلى) أو بصفته شخصية وطنية ووزيرا سابقا.
• سلطاني بمبادرة جديدة
حضر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، لحفل تأسيس التحالف الاندماجي الوحدوي بمبادرة جديدة داخل أبناء التيار الإسلامي، وأطلق عليها سلطاني اسم "لقاء استراتيجي" ويضم الأحزاب الستة المتواجدة في الساحة والمحسوبة على التيار الإسلامي، وهي إضافة إلى الاتحاد الذي يضم ثلاثة أحزاب، كل من تحالف حمس والتغيير وكذا حركة الإصلاح الوطني التي وجدت نفسها معزولة في الآونة الأخيرة. وقال سلطاني أن هذه المبادرة تعتمد على نقطتين أساسيتين هما وضع استراتيجية انتخابية لضمان نتائج مريحة للتيار الإسلامي خلال التشريعيات، وثانيا ما بعد نتائج الانتخابات من أجل استكمال الطريق نحو وحدة كل الأحزاب في قالب واحد. وبدا سلطاني خلال الحفل سعيدا ومتحمسا ومخاطبا ضمنيا قيادة حمس للانضمام إلى تحالف وحدوي جامع.
• حضور عدة وزراء سابقين
تميز حفل إعلان الوحدة بحضور لافت لعدد من الوزراء المحسوبين على التيار الإسلامي، على غرار وزراء حركة حمس السابقين، مصطفى بن بادة، وأبو جرة سلطاني، وكذا حضور وزير الاتصال السابق محمد السعيد الذي يرأس حزب الحرية والعدالة من التيار الوطني، كما حضر وزير الاتصال والثقافة السابق عبد العزيز رحابي، وكذا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله الذي شغل سابقا لأزيد من عشرية كاملة منصب وزير الشؤون الدينية والأوقاف. فهل "تحمل دلالات الحضور ميلا لدى قيادات الاتحاد الجديد لدخول الحكومة المقبلة".
• أزيد من 5 آلاف شخص في القاعة
امتلأ جناح قاعة "الساورة" بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة عن آخره بحضور كبير للمناضلين والقيادات الولائية للأحزاب الثلاثة، ناهز 5 آلاف شخص، كما شكل حضور المناضلات النساء "حضورا لافتا" في القاعة. وأوضح أحد المكلفين بالتنظيم أن غالبية الولايات حاضرة على غرار الجلفة وبرج بوعريريج والبويرة والمدية والمسيلة.
كما ضمّ الصف الأول الكثير من قيادات الصف الأول للأحزاب الثلاثة إلى جانب ضيوف الشرف من وزراء سابقين وسفراء لدول إفريقية وعربية.
رصدها: يونس. ش