الوطن

بن غبريط تعطي الأساتذة حرية التصرف لاستدراك الدروس الضائعة مع إلزامهم بتعويضها كاملة !!

بعد دخول التلاميذ في عطلة مفتوحة بسبب الثلوج ووصول الدروس الضائعة إلى شهر ونصف

 

دعوات لاستغلال عطلة الربيع وعدم الاكتفاء بساعات الراحة الأسبوعية
وزارة التربية: معيار اختيار النقابات للقاءات الثنائية مع بن غبريط يعود "للأقدمية"
أخرجت الثلوج الكثيفة التي تتواصل في التساقط منذ الأسبوع الماضي بعدد كبير من الولايات والتي رافقها موجة برد شديدة مست غالبية ربوع الوطن، تلاميذ المدارس وفي مختلف الأطوار في عطلة مفتوحة غير محددة بالزمان، ما جعل وزارة التربية الوطنية تدخل في ورطة كبيرة بسبب ارتفاع معدل الدروس الضائعة والتي تعدت إلى غاية نهاية الأسبوع الماضي الشهر ونصف باحتساب الدروس المؤجلة بسبب الثلوج والأسابيع المتأخرة بسبب اضرابات النقابات.
ودعت تقارير تربوية وزيرة التربية نورية بن غبريط إلى التعامل بجدية مع الدروس المتأخرة على مستوى المؤسسات التعليمية، وهذا قبل تكاثفها وجعل تعويضها مستحيل، مشيرة إلى أن تعطل الدروس تترواح بين 3أيام إلى 10 أيام وهي مرشحة للارتفاع بسبب فصل الشتاء الذي لا يزال في أوله، ومع استمرار التقارير الجوية التي تتحدث عن استمرار تساقط الثلوج في قادم الفترات.
وطالبت ذات التقارير وزارة التربية إلى التفكير من الآن في طرق أخرى لتعويض الدروس غير ساعات الراحة "السبت وظهيرة الثلاثاء، عبر الاستنجاد بعطلة الربيع، باعتبار أن الأسابيع الضائعة مرتفعة جدا إذا جمعت مع تلك التي تسببت في تأجيلها أيام اضراب النقابات في اكتوبر ونوفمبر المنصرم والتي لم تعوض بعد والتي اعترفت بخصصوها وزيرة التربية شخصيا أنها تصل إلى 4 أسابيع أو أكثر.
وحسب ذات التقارير فإن  تعرف مؤسسات التربية وفي ولاية تيزي وزو  شلل كبير منذ ما يزيد 10 أيام، بسبب الثلوج الكثيفة التي تهاطلت بمختلف  القرى  و المداشر  التي اجبرت على غلق  أبواب هذه المؤسسات بعد عدم تمكن التلاميذ ولا الأساتذة الالتحاق بها،  بسبب صعوبة التنقل عبر المسالك المؤدية إلى هذه المؤسسات، ونفس الشيء بولاية ولاية  سطيف   و ولاية برج بوعريريج ، وايضا البيض التي شلت فيها عدة مؤسسات لفترة تجاوزات 3أيام وفق تقارير نقابية، في حين أن في ولايات المدية والبليدة فقط وصل عدد الدروس المعطلة إلى أسبوع.
وتخوفت ذات التقارير من استمرار الدروس المؤجلة على خلفية نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية أكدت أنه بعد الاضطراب الذي مس نهاية الأسبوع المناطق الغربية للوطن وعدة مناطق شرقية والوسط، ستعرف استمرار في تقلبات جوية بتساقط الثلوج على المرتفعات الوسطى والشرقية التي يتراوح علوها بين 800 و900 متر وهي التي ستنطلق بداية من ليلة الجمعة وتستمر إلى غاية الأحد.
وسيمس الاضطراب الجديد وموجة الثلوج الجديدة كل من تلمسان والنعامة وسيدي بلعباس والبيض وتيارت وسعيدة وشمال الأغواط والجلفة المدية، إضافة إلى بعض المناطق الشرقية مثل البويرة، برج بوعريريج، سطيف وكذا تيزي وزو حيث سيبلغ سمك الثلوج أو يتجاوز 25 سم محليا وهذا ابتداء من ليلة الجمعة على الساعة التاسعة ليلا إلى غاية منتصف نهار الأحد".
 
منظمة أولياء التلاميذ تدق ناقوس الخطر بسبب غياب المدافئ !!
أما المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ فاعتبرت وفي بيان لها أن شلل مؤسسات بأكملها لم يكن بسبب الثلوج فقط وفق تقارير المنظمة في الولايات محذرة من موجة الاحتجاجات التي أدخلت التلاميذ في عطلة بسبب غياب التدفئة في عدة ابتدائيات عبر الوطن، وهذا من دون تدخل الوزارة الوصية من أجل تجنيد مسؤوليها المحليين لتدارك الوضع قائلا إن تحول الأقسام إلى غرف تبريد جعل الأولياء لا يقمون بإرسال ابنائهم خاصة مع تعسفات بعض الأساتذة الذين يقومون بالزام التلاميذ على نزع المعاطف في عز البرد، ومن يرفض ذلك يعاقب بتحويل للعقاب عبر جعله يقف أمام النافذة لساعات على غرار ما قامت به إحدى الأستاذات بإحدى متوسطات ولاية وهران.
وتطرقت المنظمة إلى عينة من المدارس التي تفتقر للتدفئة  ويتعلق الأمر بمدرسة مهيري محمد بقرية المعذر ببوسعادة حيث وفي عز الشتاء يزاول عدد من التلاميذ الفقراء دراستهم وسط اقسام باردة تجاور درجة التجمد وتنتصب في وسط القسم مدفأت قديمة عتيقة أكل عليها الدهر وشرب والمصيبة أنها معطلة منذ مدة طويلة ولم تنفع الشكاوي ولا النداءات ولا الصراخ ولا البكاء في جلب ولو قليلا من الدفء لهذه العيون البريئة -يقول المتحدث-الذي قال إن هذه عينة بسيطة عن 60 بالمائة من الابتدائيات التي لا تملك تدفئة بسبب عجز البلديات توفير المازوت أو الاجهزة الخاصة.
ويأتي هذا فيما كشفت  وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط،  عن إعداد برنامج خاص لاستدراك الدروس الضائعة جراء غلق بعض المؤسسات التربوية بسبب سوء الأحوال الجوية التي تشهدها عدة ولايات، موضحة وعلى هامش جلسة علنية بمجلس الأمة خصصت للرد عن الاسئلة الشفوية أن" نسبة التأخر متفاوتة بين المؤسسات التربوية و ولايات الوطن مشيرة إلى أنه تم خلال اللقاء الذي جمعها بهيئة التفتيش، الأسبوع الماضي الاتفاق على إعداد برنامج يسمح بتركيز الاهتمام خلال الثلاثي الثاني حول مرافقة المفتشين للأساتذة لتعويض الدروس الضائعة".
 
حرية التصرف لاستدراك الدروس الضائعة مع إلزامهم بتعويضها كاملة !!
وأضافت وزيرة التربية أن للأستاذ حرية التصرف لاستدراك هذه الدروس من خلال سلطته التقديرية الخاصة بتنظيم الوقت وتقسيمه بالشكل الذي يضمن تعويضها كاملة.
في المقابل وبعد أن علقت الوزيرة ملف تعويض الدروس أعلنت عن موعد تنظيم  ندوة وطنية لتحسن عمل وأداء المفتشين التربويين والتي ستنظم بولاية بسكرة ، مؤكدة أن تنظيمها سيكون خلال الأسبوع الثاني من شهر فيفري  المقبل  قائلة وفي ردها عن سؤال شفوي لعضو مجلس الأمة عبد الكريم قريشي خلال جلسة علنية ترأسها رئيس المجلس عبد القادر بن صالح أنه سيتم" تنظيم ندوة وطنية بولاية بسكرة منتصف شهر فبراير المقبل لضبط بروتوكول عملي لفائدة المفتشين ليتمكنوا من تكوين الاساتذة والتكفل بشكل أحسن بصعوبات التعلم لدى التلاميذ" مؤكدة أن قطاعها قرر "فتح استشارة حول التقييم البيداغوجي بداية من شهر فبراير المقبل و التي سيكون فيها  للمعلم دور مهم في اثراء النقاش حول هذه المسألة".
 
بن غبريط: نظام التقييم الحالي لا يعطي الصورة الحقيقية لكفاءة التلميذ !!
وأضاف بن غبريط أن "نظام التقييم الحالي لا يعطي الصورة الكاملة والحقيقية لكفاءات التلميذ" لكونه يعتمد على "الترتيب ويستهدف كفاءة واحدة تتمثل في الحفظ والاسترجاع" بينما يفترض تقييم كل كفاءات التلميذ من انتاج فكري وتحليل واستنتاج وتعبير شفوي، وأشارت في ذات الصدد إلى الدراسة التي قام بها فريق عمل متكون من جامعيين ومفتشين وأساتذة في 2015 من أجل احصاء وتحليل الاخطاء المتكررة التي يرتكبها مترشحو الامتحانات الوطنية وذلك بغرض وضع استراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية تستهدف اهم الصعوبات التي تواجه المتعلمين موضحة انه "تم تحليل اكثر من 65 الف ورقة امتحان واحصاء ما يزيد عن 460 الف خطأ متكررا"، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تمكين الأساتذة من التكفل بالصعوبات التي يعاني منها التلاميذ خاصة في المواد الأساسية وهي اللغة العربية والرياضيات واللغة الأجنبية.
وبخصوص مستوى المؤسسات التربوية بولايات الجنوب فأكدت الوزيرة أنها حققت نتائجا "مرضية" في 2016، مشيدة بالمجهودات المبذولة من طرف مترشحي البكالوريا لولايات الجنوب خلال السنة الماضية الذين تحصل بعضهم على البكالوريا بمعدل يفوق 18 من 20.
وأضافت وزيرة التربية أن التقييم وفقا للولايات لم يعد متبعا، بحيث لجأت الوزارة في المقابل إلى "تقييم النتائج المحصلة من طرف المؤسسة التعليمية ومقارنة نتائجها على مدار خمسة أو عشرة سنوات "، مشيرة بخصوص تأجيل مشاريع انجاز وتجهيز بعض المؤسسات التربوية بولاية المسيلة التي طرحها النائب مصطفى جغدالي أنه "بعد الالتماس الذي رفعته وزارة التربية الوطنية وافق الوزير الاول على رفع التأجيل عن عدد من المشاريع".
وفيما يخص المعهد الوطني لتكوين المستخدمين لقطاع التربية بولاية المسيلة فأكدت انه "قد تم استرجاعه من قطاع التعليم العالي وهو في وضعية غير وظيفية " بحيث تحتاج بعض مرافقه للترميم والتجهيز.
وبخصوص اللقاءات الثنائية التي شرعت فيها وزارة التربية الثلاثاء الماضي وشهدت استقبال مكتب الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين أشارت بن غبريط إلى أن المعيار في اختيار النقابات يعود "للأقدمية"، مجددة التأكيد بأنها ستقوم باستقبال النقابات الأخرى خلال الأسابيع القادمة.
سعيد. ح
 

من نفس القسم الوطن