الوطن

"غزو بشري" للمحلات والمراكز التجارية بسبب الصولد؟!

الجزائريون يلغون مصطلح التقشف ويتهافتون على الشراء بالتخفيضات

 

محلات الماركات العالمية لا تتسع لزبائنها!

 

 

شهدت مختلف المراكز والمحلات التجارية بالعاصمة وبعض الولايات، نهاية الأسبوع اكتظاظا كبيرا وطوابير طولية عريضة بسبب التخفيضات التي بدأتها هذه المراكز والمحلات مع افتتاح موسم الصولد، حيث ألغى معظم الجزائريين مصطلح التقشف من قاموسهم وتدافعوا على محلات الماركات العالمية لاقتناء ألبسة واحذية بأسعار الصولد، خاصة أولئك الذين استعصى عليهم اقتناؤها طيلة أيام السنة، في ظل انخفاض القدرة الشرائية لدى أغلبهم وارتفاع الأسعار.

تهافت الجزائريون منذ الإعلان عن افتتاح موسم الصولد الأربعاء الماضي على المراكز والمحلات التجارية بالعاصمة حيث عرفت هذه الأخيرة غزوا بشريا بأتم معنى الكلمة خاصة على محلات الماركات العالمية أين اصطفت طوابير من الزبائن تنتظر دورها للدخول، وبمداخل ومخارج المراكز التجارية كأرديس وباب الزوار ومول المحمدية شهدت الطرقات اكتظاظ رهيبا لسيول من السيارات جاءت من عدة بلديات من العاصمة وحتى من خارج الولاية كل هذا لأجل اقتناء ألبسة واحذية وحقائب يد بسعر الصولد.

 

تخفيضات بـ 40، 50 وحتى 70 بالمائة! 

 

وتفاوتت التخفيضات التي أقرتها المحلات والمراكز التجارية على الأسعار ما بين 40 و50 وحتى 70 بالمائة من سعر المنتج وهو ما مثل عامل إغراء إضافي للزبائن الذين دخلوا في حالة استنفار قصوى وتسابق محموم للظفر بأكبر حصة من المعروضات قبل نفاذ عرض قد لا يتكرر إلا مع موسم التخفيضات القادم  غير أن هناك العديد من المواطنين والزبائن من شككوا في جدية هذه التخفيضات مشيرين ان هناك احتيال واضح لبعض المحلات التي لا تتقيد بشروط البيع بالصولد فنجد أن هناك من التجار من يرفعون الأسعار ثم يطبقون عليها التخفيضات بأرقام مغرية وخيالية في حين ان التخفيض في الحقيقة لا يتجاوز الـ20 أو اقل بالمائة، كما ان هناك من التجار من يستغلون فرصة الصولد لتصريف بعض السلعة التي عانت لديهم الكساد خاصة السلع الرديئة والتي لا تواكب الموضة.

 

محلات الماركات العالمية لا تتسع لزبائنها!

 

من جانب أخر فأن محلات الماركات العالمية نالت الحصة الأكبر من تهافت الزبائن على التخفيضات الشتوية حيث عرفت هذه المحلات سواء التي تقع داخل المراكز التجارية أو تلك التي نجدها في كبريات الأحياء تدافع وتهافت من قبل المواطنين منذ فتح أبوابها صباحا لدرجة أصبحت لا تتسع لزبائنها وامتدت الطوابير لخارج المحلات ما أجبر أصحاب المحلات إلى العمل بالكوطة مع الزبائن، أين يتم إدخال مجموعة صغيرة فقط داخل المحل وغلق الباب لتمكينهم من شراء المنتوجات التي يريدونها، وبعدها يتم إدخال مجموعة أخرى بعد مغادرة الزبائن الأوائل، وهو الأمر الذي خلق طوابير بشرية طويلة أمام المحلات لانتظار دورهم في التسوق وشراء المنتوجات التي خُفّضت أسعارها وحسب العديد من المواطنين فأن الفرصة لن تتكرر ما جعلهم يتهافتون على هذه المحلات خاصة أن الأسعار قبل الصولد كانت جد مرتفعة ما يجعل هذا الأخيرة فرصة لذوي القدرة الشرائية المنهارة لاقتناء ما يرغبون به قبل انتهاء فترة التخفيضات.

 

غياب ثقافة الصولد لدى الجزائريين تفتح المجال للتحايل 

 

وعن التخفيضات التي انطلقت في الجزائر انتقدت أمس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك العملية مشيرة لتحايل يقوم به بعض التجار والمحلات مستغلين غياب  ثقافة الصولد وعدم خضوع العملية لأي مراقبة او تقنين ونشرت المنظمة عبر صفحتها الرسمية بالفايسبوك صور لمنتجات سوقت طيلة اليوميين الماضيين بصيغة الصولد غير أن هذه المنتجات حملت أسعار لا تتماشي وحجم التخفيض اين قام بعض التجار بتغطية السعر الحقيقي بسعر يفوقه بشكل كبير ومن ثم تطبيق التخفيضات على السعر الثاني بحيث اصبح السعر بالتخفيض يقارب السعر الأصلي  ما يجعل حسب المنظمة شروط التخفيضات غير متوفرة عند تجارنا الذين لا يحترمون المقاييس العالمية المتبعة في هذا النشاط، ومنها مثلا عرض السعر القديم والجديد وهو ما لا نراه بالإضافة لوجود  العديد من المغالطة، حيث إنه في الوقت الذي يعرض فيه التاجر سلعة بتخفيض 50 بالمائة من سعرها، يكتشف المشتري بعد الاطلاع عليها أن الأمر يتعلق بلباس بالٍ أو مقطّع.

 س. زموش

من نفس القسم الوطن