الوطن

الداخلية تنصب خلية أزمة لمتابعة مخلفات الاضطراب الجوي

الحكومة أعطت تعليمات للتكفل بالأشخاص من دون مأوى

 

الثلوج تحاصر 14 ولاية وتعزل عشرات القرى والمداشر
الحماية المدنية تدخلت 2700 مرة في 24 ساعة والجيش يمد يده لإغاثة المتضررين
 
استمرت الثلوج طيلة يوم أمس في التساقط على أغلب المدن الشرقية للبلاد، متسببتا في استمرار عزل العشرات من القرى والمداشر، كما خلف هذا الاضطراب الجوي الذي بدأ منذ مطلع الأسبوع عشرات القتلى والجرحى بعضها بسبب حوادث المرور التي نتجت جراء هذا التغيير في المناخ وأخرى بسبب الاختناق، وتدخلت مختلف الوحدات التابعة للحماية المدنية لإسعاف المواطنين وفك العزلة فيما صنعت وحدات الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والشرطة الاستثناء من خلال مدها ليد العون للمواطنين وإغاثة المتضررين عبر مختلف ولايات الوطن خاصة الداخلية منها، هذا وعجلت الداخلية بتنصيب خلية أزمة لمتابعة مخلفات هذا الاضطراب الجوي الذي تسبب في قطع الطرقات وأثر على حركة المرور والتنقل عبر الطائرات من مختلف المطارات الداخلية على غرار مطار سطيف، تبسة وقسنطينة رغم أن هذا الأخير عرف عودة الحركة عبره في وقت متأخر من يوم أمس.
تسبب التساقط الكثيف للثلوج خلال الأيام الأخيرة، في قطع الطرقات بعدد من الولايات بوسط وشرق البلاد، كما أعلنت مصالح الحماية المدنية أنها سجلت 2700 تدخلا خلال 24 ساعة الأخيرة، حالة استنفار كبيرة تعيشها عدة ولايات بسبب التساقط الكثيف للثلوج خلال الأيام الأخيرة، ما أدى الى غلق عدة طرقات بكل من تيزي وزو، قسنطينة، سطيف، جيجل، خنشلة، البليدة، بجاية، برج بوعريريج. الوضعية حتمت تدخل وحدات من الجيش الوطني الشعبي لفك العزلة عن عدد من القرى والمداشر ومسافرين علقوا في الطرقات.
 من جهتها مصالح الحماية المدينة، أعلنت عبر تصريح للمكلف بالإعلام النقيب برناوي على أمواج الإذاعة، تسجيل 2700 تدخل خلال 24 ساعة الأخيرة، عدد منها بسبب إحصاء حالات اختناق بثاني أوكسيد الكربون، كما تم تسجيل عدة حوادث توفي بسبب 7 أشخاص، ومن المنتظر أن يتواصل تساقط الثلوج اليوم الأربعاء على مستوى 19 ولاية، حسب ما حذرت منه النشرية الخاصة الأخيرة لمصالح الأرصاد الجوية.
 
وزارة الداخلية تنصب خلية أزمة لمتابعة مخلفات الاضطراب الجوي
فيما قامت وزارة الداخلية والجماعات المحلية بتنصيب خلية أزمة لمتابعة مخلفات الاضطرابات الجوية التي تمس العديد من ولايات الوطن، وأوضحت ذات الهيئة النظامية انه تم تشكيل خلية أزمة تشرف على المخطط الوطني للتدخل لمواجهة أي طارئ جراء التقلبات الجوية.
 
14 طريقا وطنيا مغلقا في وجه حركة المرور جراء تراكم الثلوج
هذا وكشفت إحصائيات قدمتها مصالح الدرك الوطني مساء أمس، أن عددا من الطرق الوطنية مقطوعة جراء الاضطرابات الجوية التي تمر به مناطق وسط وشرق البلاد، وقد شلت حركة المرور بسبب تراكم الثلوج على مستوى هذه الطرق، حسب بيان لقيادة الدرك الوطني.
وأضاف المصدر، أن شبكة الطرقات الوطنية التابعة لإقليم اختصاص الدرك الوطني تأثرت جراء تساقط الثلوج، حيث تم تسجيل غلق العديد من الطرق الوطنية في حين أن عددا آخر من الطرقات مفتوحة جزئيا ويجد السائقين صعوبة كبيرة في التنقل، حيث تم غلق بولاية البليدة، الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين بلديتي الشريعة والبليدة بالضبط عند الحجرة الكيلومترية 16، أما بولاية جيجل فإن الطرق الوطنية رقم 105 و77 و77أ في أشطرها العابرة لإقليم بلدية جملة كل مغلوقة كلية أمام حركة المرور وبولاية تيزي وزو تم تسجيل غلق الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين ولايتي تيزي وزو و البويرة، بالضبط بالمكان المسمى أسول.
وفي ولاية البويرة، غلق الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، بالضبط بالمكان المسمى فج تيروردة، والطريق الوطني رقم 33 الرابط بين ولاية البويرة وولاية تيزي وزو دائما، بالضبط بمنطقة تيكجدة، والطريق الوطني رقم 62 الرابط بين بلديتي سور الغزلان والدشمية، بالضبط بالمكان المسمى دوار الحمادية.
وبولاية تبسة سجل غلق الطريق الوطني رقم 83 الرابط بين ولايتي تبسة وخنشلة، في شطره العابر لبلدية العقلة، وفي ولاية قسنطينة غلق الطريق الاجتنابي لشاحنات الوزن الثقيل بجبل الوحش، التابع إداريا لبلدية قسنطينة، والطريق الولائي رقم 4 في شطره العابر لإقليم بلدية عين السمارة.
وبولاية سطيف شهد الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايتي سطيف وبجاية، في شطره العابر لبلديات تالة ايفاسن وبوعنداس، والطريق الوطني رقم 09 الرابط بين نفس الولايتين، في شطره العابر لبلدية عموشة غلق كليا في وجه حركة المرور.
وأضاف البيان، أنه بولاية برج بوعريريج الطريق الوطني 76 في شطره العابر لبلدية برج زمورة، بالضبط بالمكان المسمى المدافع وعنصر وزلو، وأيضا الطريق الولائي رقم 44 في شطره العابر لبلدية أولاد دحمان.
وأشار بيان الدرك الوطني، أنه تم تسجيل تحسن الوضع بالنسبة لشبكة الطرقات العابرة لأقاليم ولايات سكيكدة، عنابة، قالمة، وبدرجة أقل في ولايتي ميلة وبجاية.
 
الحكومة تعطي تعليمات للتكفل بالأشخاص من دون مأوى
 هذا وأعطت الحكومة ممثلة في وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم تعليمات لمدراء النشاط الاجتماعي على المستوى الوطني من أجل إيواء الأشخاص الذين يعشون دون مأوى والتكفل بهم على مستوى مراكز الايواء، وقالت الوزيرة في تصريح للصحافة أمس أن النشاط الاجتماعي "قائم ومتواصل على مدار السنة، خاصة بولايات الهضاب العليا والجنوب من خلال لجان ولائية يرأسها الولاة، لكن مع التقلبات الجوية الأخيرة، أعطيت تعليمات لمدراء النشاط الاجتماعي لتنظيم خرجات يومية من أجل التكفل بالأشخاص من دون مأوى داخل مراكز الايواء".
 
قوات الشرطة عبر التراب الوطني تواصل عمليا فتح الطرقات وتقديم المساعدة للمواطنين
 وفي سياق آخر واصلت مختلف مصالح الأمن الوطني، والدرك الوطني وأفراد ووحدات الجيش الوطني الشعبي عبر كافة ولايات الوطن تسخير كل إمكانياتها المادية والبشرية لتقديم المساعدات للمواطنين المتضررين جراء السقوط المستمر للأمطار والثلوج وذلك على مستوى ولايات تبسة، خنشلة، باتنة، قسنطينة، سطيف وبرج بوعريريج، المدية، تيزي وزو، ميلة، البويرة، حيث يساهم هؤلاء في مد يد العون والمساعدة إلى المواطنين ومستعملي الطريق، بفتح الطرقات والتكفل بالمواطنين العالقين وسط الثلوج والأشخاص المعوزين وبدون مأوى.
كما تم بالمناسبة تسخير مختلف المعدات اللازمة ككاسحات الثلج للأمن الوطني والسهر على الانسيابية المرورية.
وحسب ما أكده مدير إدارة الإعلام والاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني أنه تنفيذا لتعليمات اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني، فإن مصالح الشرطة عبر مختلف ربوع الوطن مجندة على مدار الساعة لمد يد العون والمساعدة لمستعملي الطرق وكذا الراجلين، مع دعوة المواطنين لتوخي المزيد من الحيطة والحذر أثناء السياقة وتجنب التنقل بالسيارة إلا في حالة الضرورة والتركيز عند الدخول إلى المناطق الحضرية من خلال الالتزام بإشارات المرور وكذلك الإشارات التي تحدد الاتجاهات والتقيٌد بالسرعة المحددة داخل التجمعات السكنية.
في حين أظهرت صور نشرتها وزارة الدفاع الوطني الدعم المعنوي والمادي الذي ساهم فيه أفراد ووحدات الجيش الوطني الشعبي تجاه الأفراد والمواطنين في هذه الظروف المناخية الصعبة خاصة على مستوى بعض المدن الداخلية.
وأكدت الجيش من خلال هذه الالتفاتة تفانيه وحسه الإنساني تجاه المتضررين من التقلبات الجوية الأخيرة التي عرفتها غالبية المدن الجزائرية، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من الناشطين الفايسبوكيين وعبر تويتر إلى الثناء عليهم والتغريد بضرورة توجيه الشكر والثناء لهؤلاء الذين أظهروا بأنهم لا يسهرون على حماية أمن وحدود البلاد وتوفير الاستقرار للبلاد بل أيضا لم يتوانوا عن خدمة المواطنين في مثل هذه الأوقات وإظهار التكافل الاجتماعي في أبهى صوره.
دنيا. ع

من نفس القسم الوطن