الوطن
حياد الإدارة ونزاهة الانتخابات تعززان من مطلب إقالة أويحيى من الرئاسة !!
مع استمراره في منصب مدير ديوان الرئيس وطموحاته في الهيمنة على المشهد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 جانفي 2017
أياما قليلة ويستدعي رئيس الجهورية الهيئة الناخبة ويعلن عن العد العكسي للانتخابات التشريعية، التي تعتبر محطة مهمة بعد ترسيم قوانين الإصلاحات التي التزم بها الرئيس من قبل، وتنتظر المعارضة والمراقبون مدى جدية الالتزامات المقدمة في حياد الإدارة بشكل خاص في مختلف مراحل العميلة الانتخابية.
ويعتبر بعض السياسيين الذين مثلهم من قبل الأمين العام السابق للأفلان، عمار سعداني، استمرار أحمد أويحيى بقبعتين أحد العناصر المنغصة لنزاهة الانتخابات وخاصة في تكافؤ الفرص بين الأحزاب. فوجود الأمين العام للأرندي في منصب مدير ديوان الرئاسة يسهل عليه الاطلاع على تقارير الولاة والإحاطة بكل شاردة وواردة تدور في الإدارة أو أي جهاز مكلف بالعملية الانتخابية، إضافة إلى أن منصبه يسهل عليه الاتصال مع المسؤولين المحليين، خاصة أن الكل يعلم أن المنصب أيضا مدعاة لخوف المسؤولين المحليين أو حتى المركزيين من مخالفة أي التماس أو توجيه غير مباشر لمسؤول سام وفي منصب حساس، وهو في نفس الوقت مسؤول حزبي.
ولا يستبعد أن يسارع الرئيس في الفترة القادمة إلى إقالة أويحيى من منصبه حتى لا يسهل للأحزاب ومناوئي الرئيس بشكل خاص في الطعن في مصداقية الانتخابات. وحدوث مثل هذا القرار سيساعد في التهدئة وطمأنة الأحزاب المتنافسة بما فيها الأفلان، خاصة أن الانتخابات التشريعية تعد مرحلة مهمة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة التي يعتبر كثير من المراقبين أن أويحيى يعد أحد المرشحين لها وبقوة، وأنه حريص على الاستفادة من كل الأوراق المتاحة وأنه يستجمع الأوراق الرابحة بما فيها إمكانية تصدر قائمة الفائزين في الانتخابات القادمة، تساعده على التفاوض وربما فرض نفسه على المؤسسات الأخرى كبديل لمرحلة ما بعد بوتفليقة.
أويحيى أصبح أحد عناصر القوة في النظام الحالي بحكم إدارته للخلافات الداخلية من جهة، وقدرته على التكيف مع كل الأوضاع وأدائه للوظائف المطلوبة دون الدخول في صراع مع ما يستهدفه النظام الحالي من خصوم، فيبقي دوما خط الرجعة دون أن يرفض ما يطلب منه، وهي من عناصر قوة الرجل لحد هذا التوقيت.
الانتخابات التشريعية أيضا فرصة لأويحيى إذا استمر في منصبه في رئاسة الجمهورية كمدير للديوان لإزالة كل التحفظات المحاطة حوله، بما فيها تمدده الجهوي الذي سيحرص على أن يكون متوازنا جغرافيا ويقلل من خصومه داخل الحزب وخارجه، بل ربما سيتعدى دوره من الأداء الحزبي إلى التحكم في باقي أطراف القوى السياسية ويكون أحد صناع الخريطة السياسية القادمة.
خالد. ش