الوطن

الأسواق الافتراضية.. المتحكم الرئيسي في أسعار المنتجات بالجزائر؟!

أصبحت مرجعية تجارية للعديد من المنتجات على رأسها السيارات والمواد المستعملة

 

الخبير بولحبال: المواقع الالكترونية ستنتعش أكثر بتعميم الدفع الالكتروني

صويلح: أسعار المنتجات عبر الفضاء الأزرق غير مدروسة ولا تحتكم لأي منطق !!

 

سيطرت المواقع الإلكترونية مؤخرا على أسواق العديد من المنتجات والخدمات على رأسها سوق السيارات والعقار وحتى الأجهزة الكهرومنزلية والسلع القديمة وخدمات السياحة وغيرها حيث باتت هذه المواقع تزاحم الأسواق الواقعية وتهدد بقائها وأصبحت بمثابة مرجعية تجارية بالنسبة للعديد من المنتجات وأسعارها ما جعل الأسواق الأصلية تتأثر وتعاني الركود.

بدأت الأسواق الافتراضية عبر الانترنت الفترة الأخيرة تزاحم الأسواق الواقعية وتهدد بقائها حيث تحولت هذه المواقع المتخصصة في التجارة على غرار موقع "واد كنيس"، "سوق الجزائر الإلكتروني"، "دير لافار"، وموقع "عربون" وبعض الصفحات عبر الفايسبوك لمرجعية تجارية بالنسبة للعديد من المنتجات والخدمات وعلى رأسها السيارات، العقارات والأدوات الكهرو منزلية وكذا السلع القديمة، والمنتجات المتعلقة بعدد من المناسبات كالألبسة فترة عيد الفطر والمواشي في فترة عيد الأضحى وتحولت لقبلة الجزائريين الراغبين في البيع والشراء دون عناء التنقل للأسواق الأمر الذي جعل هذه المواقع بمثابة الباروماتر الذي يحدد الأسعار بعيدا عن الأسواق الواقعية فالأسواق الافتراضية هذه تعد من بين اهم الأسباب للاتهاب سوق العقار بالجزائر على سبيل المثال وركود نشاط البيع لدى الوكالات العقارية لأنها حسب المختصين تقدم تصورات غير منطقية للأسعار التي يحددها عادة أشخاص لا يعرفون شيئا عن حقيقة النشاط، لكن حرية النشر والتعليق تخول لهم فرض منطقهم، نفس الامر بالنسبة لأسعار السيارات خاصة وان الأسواق الشعبية لهذه الأخيرة تم غلقها الامر الذي جعل المواقع الالكترونية تسيطر على هذه التجارة بمعية الوكلاء وأصبحت هذه المواقع تقدم أسعارا بعيدة عن الواقع واحيانا تمثل الضعف لأنها  لا تحتكم لمعايير تقييم السلعة، على غرار  المعاينة المباشرة وتحديد الأضرار والنقائص وتفاصيل أخرى، ويؤكد المتابعون أن هذه الأسواق الافتراضية الفوضوية، رفعت الأسعار لأن الجميع باتوا تجارا فرغم كثرة العروض وتنوعها ووجود الطلب، إلا أن الأسعار غير مقبولة ولا تحتكم لأي تنظيم عكس الاسواق التقليدية التي تحتكم الأسعار فيها لمبدا العرض والطلب وهوامش الربح أحيانا المقننة والمعروفة.

 

الخبير بولحبال: الأسواق الافتراضية ستنتعش أكثر بتعميم الدفع الالكتروني

 

وفي هذا الصدد اعتبر أمس الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال هشام بولحبال أن الأسواق الافتراضية والمواقع المتخصصة في التجارة من المنتظر أن تعرف انتعاشا أكبر مع تعميم عمليات الدفع الإلكتروني مستقبلا مشيرا أن هذه المواقع ستزيح بشكل نهائي الأسواق التقليدية للعديد من المنتجات في انتظار اطلاق التجارة الالكترونية التي ستكون تجربة جديدة على الجزائريين وقال بولحبال في اتصال هاتفي مع "الرائد" ان ما تقدمه هذه المواقع ليست تجارة الكترونية وانما هذه المواقع الإلكترونية تلعب دور الوسيط  فقط، وتعرض خدماتها عن طريق الإنترنت لكن الدفع يكون نقدا أو بالصك، وهو ما يستلزم العودة إلى العملية الكلاسيكية التي يميّزها الدفع اليدوي والتوصيل التقليدي مضيفا أن غياب الإطار القانوني، لمثل هذا النوع من التجارة الذي لا هو تقليدي ولا هو إلكتروني يجعل المجال أمام التجار الافتراضيين لوضع الأسعار التي يرونها مناسبة الامر الذي يتسبب أحيانا في ركود وأحيانا منافسة غير شريفة مع الأسواق الفعلية، وقال بولحبال في السياق ذاته  أن واقع الأسواق الافتراضية لا يختلف كثيرا عن الأسواق الحقيقية التي تفتقر للتنظيم ومعايير الضبط لذلك فإن الوقوع في صفقات ومعاملات مغشوشة أمر غير مستبعد مشيرا لضرورة وجود نص قانون تنظيمي يضبط نشاط هذه المواقع ويوفر صفة القانونية لمعاملاتها، من خلال فرض عقود تضمن حقوق جميع الأطراف.  

    

صالح صويلح: أسعار غير مدروسة ولا تحتكم لأي منطق تعرضها المواقع الالكترونية 

 

من جهته أكد أمس رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين صالح صويلح ان المواقع الإلكترونية المتخصصة أصبحت تهديد حقيقي للأسواق خاصة وان هذه المواقع تعرض أسعار غير مدروسة ولا تحتكم لأي منطق وقال صويلح في تصريح لـ "الرائد" ان هذه المواقع تتيح لأي مواطن أن يكون تاجر ويضع السعر الذي يراه هو مناسب وليس السعر الذي يخضع للعرض والطلب ويستند لهوامش ربح معروفة وهو ما خلق فوضى في أسعار العديد من المنتجات التي تباع في هذه المواقع مشيرا أن هذه الأخيرة كانت السبب في ألتهاب أسعار العديد من السلع والخدمات منها السيارات والأجهزة الكهرومنزلية والسلع القديمة والاثاث وقال صويلح ان تضخيم الأسعار وعدم احتكام هذه المساحات التجارية الافتراضية لقوانين السوق الأصلية واختلال علاقة المشتري بالبائع خلق كساد في الأسواق الفعلية محذرا من تأثير هذه المواقع على نشاط البيع والشراء للعديد من السلع والمنتجات، خصوصا في ظل غياب قانون يضبط نشاطها ويتحكم فيها، على اعتبار أن هذه المواقع يديرها أشخاص لا علاقة لهم بالنشاط أحيانا. 

س. زموش

من نفس القسم الوطن