دولي
عامٌ جديد.. والاعتقال الإداري يزيد
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 جانفي 2017
لا أريد أن أوضح الواقع والتفصيل القانوني للاعتقال الإداري بأنه تعسفي وانتقامي وغير مبرر ومرفوض دولياً وأن الكيان الصهيوني هو الدولة الوحيدة في هذا العالم الذي يستخدم هذه العقوبة القاهرة والظالمة إنما أتساءل بعد السنوات الطويلة من الاحتلال والقهر والظلم الواقع علينا كشعب من هذه السياسة الانتقامية التي تمارسها دوائر الأمن الصهيوني المدعومة من دولة الإرهاب والعنف، وبعد التضحيات الجسام التي قدمتها ثلة وكوكبة من المناضلين الأسرى لكسر وعمل تصدعات واهتزازات في الاعتقال الإداري، هذا النزيف المتواصل والمستمر، والذي أصبح يطال ليس نخب الحركة الوطنية من الجامعيين و النشطاء والكوادر الاجتماعية والنقابية وأعضاء المجلس التشريعي، إنما صغار السن والأطفال لقتل الطفولة البريئة فيهم.
عام 2016م لا يختلف عن 2015م من حيث عدد المعتقلين الإداريين بل زاد توحش وتوغل ضباط مخابرات العدو الصهيوني من التجديد لأكثر من مرة ومرتين وثلاث وأربع وحتى سبعة مرات كما هو حال الأسير الإداري بلال التميمي الذي تم تجديده 7مرات، لا تهمة، ولا اعترافات، إنما مواد سرية واهية، ومنها النشاط في منظمة غير قانونية والخطر على أمن العدو والمنطقة، وأحياناً النشاط داخل أسوار الأسر، مثل إعطاء دورات للتعليم والخطابة والرسم والخط، أو التواصل مع جهات ما تسمى لها علاقة بالإرهاب، والتحريض على القيام باحتجاجات ضد إدارة السجون . وممكن لأصغر ضابط في المنطقة التي تسكن فيها يقوم باعتقالك وتمكث بالسجن وبالاعتقال الإداري لسنوات ويتم التجديد لك أكثر من مرة، وبمجرد أنه هذا الضابط لديه معلومات سرية وخطيرة حسب الزعم، لا معلومات ولا ما يحزنون فقط مجرد انتقام، ومن أجل إبعادك عن المجتمع الذي تعيش فيه، وجعلك إنسان منبوذ، ومنقطع عن الواقع والمحيط الذي تحيا فيه، ما قام به الأخ المناضل خضر عدنان في أواخر العام 2011م أعاد المعركة للساحة من جديد وقد سبقته الأخت المناضلة عطاف عليان، ولكن الإضراب المفتوح عن الطعام الذي فجره عدنان كان له الصدى والضجيج العالمي والداخلي مما دفع العديد من المنظمات الدولية والحقوقية أن تصدر مواقف ناقدة لهذه الدولة التي أقيمت على أرض الغير، وشجع عدنان العديد من المناضلين للسير على النهج والدرب القاسي والمؤلم الذي ممكن أن تفقد حياتك أو أعضاء من جسدك، فهي ليس نزهة إنما معركة واشتباك ومواجهة حقيقية مع السجان الذي لحظة بدء الإضراب يتخذ العديد من العقوبات منها العزل عن باقي الأسرى والعالم الخارجي ومصادرة ممتلكاتك الخاصة من غطاء وفراش وملابس، ومعاملة سيئة، ومن الأسرى الذين سارو وحققوا انتصارات شخصية وتركت آثار ايجابية على واقع الحركة الأسيرة و أعادة الحياة إليها وإن كانت مدة وفترة الإضراب (الفردي ) قد طالت وأنه كلما طالت مدة الإضراب اقترب الانتصار.
وتلا انتصار خضر عدنان العديد من الأسرى الذين ساروا على خطاه وحققوا انتصارات ومنهم الأسيرة المبعدة إلى غزة المناضلة هناء الشلبي وغيرها من الأسرى وهم بلال ذياب وحسن الصفدي وعمر أبو شلال وسامر البرق وعدي الكيلاني، وطارق قعدان وجعفر عز الدين، ويوسف شعبان وأيمن اطبيش وعادل حربيات وأيمن حمدان، ووحيد أبو ماريا وأكرم الفسيسي ويونس الحروب ومحمد النجار و زكريا الحيح ومنير أبو شرار و داوود حمدان ومالك القاضي ومحمد ومحمود البلبول، وشنايطة والصحفي محمد القيق وعمر نزال و بلال كايد وأنس شديد وأحمد أبو فارة، وآخرهما عمار حمور وعلاقمة، وصحيح إن بدا أن الغالبية منهم ينتمون للجهاد الإسلامي وإن شارك وانخرط في هذا الإضراب القليل من الأسري من الفصائل الأخرى كالشعبية وفتح وحماس وديمقراطية. بعد كل هذه التضحيات الجسام والصبر ما هو المطلوب؟ -توثيق هذه التجارب البطولية وإدخالها في البرامج والمقررات الدراسية المدرسية والجامعية.
-كتابة هذه النماذج بعدة لغات ومنها الانجليزية ونشرها في العالم وخاصة الغربي الذي لا يعرف الكثير عن معاناة شعبنا من الاعتقال الإداري. -الاتفاق إن أمكن بيت جموع الحركة الوطنية الأسيرة حول آليات وخطوات مواجهة الاعتقال الإداري ومنها الإضراب المفتوح لنخبة النخبة ومع أنهم كلهم أبطال ونخب مناضلة. -في حال تعذر الاتفاق الوطني على خطوات المواجهة لكسر وتقليص وإنهاء الاعتقال الإداري تقوم القوى الأكثر تضرر من الاعتقال وبالتحديد حركتي حماس والجهاد الإسلامي كون المعتقلين الإداريون جلهم بل أكثر من 95% منهم، تقوم هاتان الحركتان على التوافق بتشكيل لجان يقوم عملها على مراسلة كل المعنيون بالأسرى من مؤسسات وجمعيات وهيئات حقوقية ولجان أخرى تشكيل لجنة إعلامية بداخل الأسر وخارجه لمتابعة هذا الملف عبر كل الوسائل والطرق المتاحة لفضح ممارسات الاحتلال بحق الأسري وخاصة الاعتقال الإداري -تشكيل لجنة من المحاميين في الوطن وخارجه ومن المحامين الأحرار الداعمين لقضيتنا لنصرة المعتقلين الإداريون في معركتهم .
- أن يكون للمستوى الرسمي وخاصة منظمة التحرير دور في نشر قضيتهم و معاناتهم وهمومهم ورفع ملف الاعتقال الإداري إلى المحاكم الدولية. - أن يكون للسفارات والقناصل التابعة لمنظمة التحرير والسلطة دوراً فعالاً في إبراز قضية الاعتقال الإداري ومعاناة الأسري في المحافل الدولية والعربية والإسلامية وفي نهاية الأمر فإن الإضراب الفردي وإن كان قاسياً أثبت نجاحه وأن معركة التصدي للاعتقال الإداري لن تنتهي وأن هذا العام يبشر بأن المعركة والمواجهة ستكون قاسية ومؤلمة فعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته وواجباته تجاه الأسرى.
ثائر حلاحلة