الوطن

"توسيع قاعدة الحكم لمختلف التيارات ضروري قبل رئاسيات 2019"

المحلل السياسي، عمار خبابة، في حوار ليومية "الرائد":

 

الحكومة القادمة ستضم الأفافاس والأرسيدي والتيار الإسلامي رفقة التيار الوطني

 

 

توقع المحلل السياسي، عمار خبابة، مشاركة "كل الأطياف السياسية في المرحلة القادمة في توسيع قاعدة الحكم مثلما تعمل على ذلك السلطة، لتشكيل جبهة داخلية قوية قصد مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وطنيا وإقليميا ودوليا". ورجح خبابة أن "اللقاءات التي تعقدها أحزاب وشخصيات وطنية مع بعض (مثل لقاء سلطاني مع ولد عباس، ولقاء الأرندي مع الإصلاح) هي تمهيد لتشكيل قاعدة حكم موسعة من التيار الوطني والإسلامي واليساري من الجانبين المعارضة والموالاة".

 

لقاء أبو جرة سلطاني رفقة رئيس مجلس الشورى السابق لحمس مع أمين عام الأفلان جمال ولد عباس، هل يدخل في إطار التقارب بين حمس والأفلان مجددا؟

 

لا يمكن الحكم على لقاء بين حزبين أو شخصية وطنية مع حزب آخر دون مراعاة الظروف والخلفيات، فهذا اللقاء هو مسألة طبيعية بين الأحزاب للتشاور حول القضايا الوطنية والإقليمية بغض النظر عن المرجعية والخلفية السياسية، ولذلك فلقاء أبو جرة سلطاني مع ولد عباس يمكن قراءته في شقين، إما أنه تفويض من حمس أو أنه لقاء بين شخصية وطنية وحزب سياسي.

لكن على العموم، هو لقاء يندرج ضمن المستجدات الأخيرة في الساحة السياسية والوطنية، وتشاور الأحزاب مهم جدا من أجل المصلحة الوطنية، وقد يكون لقاء تمهيديا قبل لقاء رسمي بين الحزبين في أي إطار كان.

 

قوى المعارضة أقبلت على التحالف في التشريعيات المقبلة ألا يعتبر هذا مؤشرا على رغبة هؤلاء في تكرار تجربة حمس في الحكومة ولمَ لا بناء تحالف سياسي على شاكلة التحالف الرئاسي (2005 إلى 2012) بين الأرندي وحمس والأفلان؟

 

المشاركة والممانعة هي أمور يتم تقريرها داخل مؤسسات الحزب، وموازين القوى هي من تحدد القرار، ولا يمكن لقيادي أو اثنين أن يخوضا مشاورات والتزامات بهذا الحجم، لذلك فلقاء ولد عباس سلطاني عادي وتمهيدي فقط.

لكن قد تكون هناك حسابات أخرى للأحزاب يتم تدارسها عبر لقاءات تشاورية وتمهيدية، وهذا ما نتوقعه من لقاء سلطاني وولد عباس وكذا لقاءات سابقة بين الأفافاس والأرندي والأفلان وحتى لقاء الأرندي مع حركة الإصلاح.

 

على ذكر أويحيى، ما هي قراءتكم للرسائل الإعلامية التي يحاول أويحيى إيصالها في الظرف الراهن، خصوصا الانتقادات المتبادلة بينه وبين حليفه التقليدي الأفلان؟

 

أولا الأفلان والأرندي هما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن أن يصل التنافس بينهما إلى خارج حدود المنافسة الانتخابية، ومحكوم عليهما بسقف محدد من الاختلاف والتوجه السياسي.

ثانيا، مسألة تقارب كلا الطرفين مع أحزاب في المعارضة وتيارات أخرى، هو أكيد أنه يوجد بحث ومحاولات لتوسيع قاعدة الحكم والتحالف من أجل تشكيل جبهة وطنية قوية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية في وضع مريح. وأعتقد أن مشاركة الأفافاس والأرسيدي والتيار الإسلامي في الحكومة القادمة مطروحة بشكل واضح رفقة التيار الوطني.

 

تحدثت عن تشكيل جبهة وطنية قوية، وسبق لجمال ولد عباس أن طرح "مسألة العهدة الخامسة"، هل هناك مساع لتجديد آليات الحكم قبل رئاسيات 2019؟

 

الوضع الحالي ليس مثل الوضع خلال رئاسيات 2014، فالبلد يمر بأزمة مالية واقتصادية خانقة والجبهة الاجتماعية تعيش غليانا داخليا، والوضع الإقليمي والدولي يشهد توترا وكذلك الصراع الدائر دوليا، كل هذه العوامل تجعل حزبا أو حزبين أو تيارين غير قادرين على صناعة جبهة داخلية متماسكة، لذلك أعتقد أن هناك عملا مكثفا لتوسيع قاعدة الحكم بالتحالف مع كل التيارات في الساحة الوطنية.

وقبيل رئاسيات 2019 هناك محاولات للتشاور والبحث، بدأت عبر البرلمان في تشكيل جبهة داخلية موحدة وقوية مع مرشح له تحالف قوي جدا من مختلف التيارات في المعارضة والموالاة، ولذلك للوقوف ضد أي محاولات لزعزعة استقرار البلد ومواجهة التحديات الدولية والإقليمية بتماسك وحلحلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي قبل أي احتمال للانفجار.

سأله: يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن